فلسطين أون لاين

​القدس والأسرى والشهداء.. ثوابت حاضرة في انطلاقة حماس

...
تصوير / ياسر فتحي
غزة/ خضر عبد العال:

تأتي انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس الـ31 هذه المرة في ظل المؤامرة الإسرائيلية الأمريكية الكبيرة على القضية الفلسطينية أكثر من أي وقت مضى، حيث تمضى سلطات الاحتلال بسياسات التهويد والاستيطان والتهجير القسري في القدس، تزامنًا مع مرور عام على إعلان الإدارة الأمريكية المدينة عاصمة لـ(إسرائيل).

وأكدت حماس في مهرجان انطلاقتها أمس، أن القدس ثابت لا يمكن التنازل عنه، من خلال عدة محاور عبرت عنها بذلك، أولها المحور الفني الذي تمثل في مجسم منصة المهرجان الذي شابه أسوار المسجد الأقصى المبارك، عدا عن لوحة المنصة التي أظهرت المدينة المقدسة، وبالقرب منها حافلة إسرائيلية أصابها صاروخ "كورنيت" أطلقه مقاوم من كتائب القسام.

وذلك دلالة على أن القدس على سلم أولويات حماس وذراعها العسكري، بحسب ما أكده رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية خلال خطابه في مهرجان الانطلاقة أمس، حين قال: "الشعب الفلسطيني يلتف اليوم حول المقاومة، ليقول للعالم بلغة الدم إن صفقة القرن لن تمر، ستبقى القدس عاصمة عربية فلسطينية، لأنها في حراسة المرابطين والمرابطات".

وشدد هنية على أن قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس لن يغير شيئًا في معادلة الصراع مع الاحتلال الذي لا مكان له في فلسطين وسيرحل تحت ضربات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

في 6 ديسمبر/ كانون الأول 2017 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مدينة القدس، عاصمة لـ(إسرائيل)، وفي 14 مايو/أيار الماضي نقل السفارة الأميركية من (تل أبيب) إلى المدينة المقدسة.

"أسرانا.. تحريركم قريب"

ولم تنسَ حماس في مهرجان انطلاقتها الأسرى الفلسطينيين خلف سجون الظلم الإسرائيلية، فكان لهم نصيب من الجانب الفني. ففي عرض لفرقة فلسطين الكشفية، أطلق أفراد الفريق بالونات حملت صورًا للعديد من الأسرى من كل الفصائل الفلسطينية.

كما حملت لوحة جدارية صورة الأسيرة الفلسطينية لمى خاطر، وعن يمينها الأسير حسن سلامة، ويسارها الأسير نائل البرغوثي، وعنونت بـ"أسرانا.. تحريركم قريب".

ولم تخلُ كلمة رئيس المكتب السياسي لحماس من رسالة للأسرى الفلسطينيين، الذي ذكرهم في أول خطابه فقال: "أسرانا لن يطول الزمن حتى نحرركم بإذن الله، فلن يطيب لنا مقاومة إلا وأنتم بيننا أحرار أعزاء".

الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع قال في حديث خاص لمراسل "فلسطين": إن "التفاف الجماهير الفلسطينية حول المقاومة التي تعد الخيار الإستراتيجي للشعب الفلسطيني، فيه رسالة للأسرى داخل السجون أن موقفنا ثابت حول إطلاق سراحكم، وهذه المقاومة التي حررت بعضكم، ماضية في تحريركم جميعًا".

من جهته قال الأسير المحرر رجائي الكركي لـ"فلسطين": "هذا المشهد المهيب الذي يؤمه مئات الألوف من الجماهير الفلسطينية المؤيدة للمقاومة، يأتي لتجديد العهد للأسرى في السجون والشهداء والجرحى والمظلومين في كل بقاع فلسطين، ولن تخذل قضية فلسطين البتة، سنعود إلى فلسطين محررِين ومحرَرين، وسيعود أسرانا أحرارًا".

"على نهجكم نسير"

كما لم تنسَ حماس شهداءها الذين قضوا خلال مسيرتها في مقاومة الاحتلال، فكان لهم نصيب من اللوحة الفنية، فقد علّق منظمو المهرجان جدارية أخرى حملت عنوان "على نهجكم نسير" جمعت صور الشهداء القادة والمؤسسين لنواة الحركة الأولى، وعلى رأسهم مؤسس الحركة الشيخ الشهيد أحمد ياسين.

وفي جدارية أخرى حملت اسم "الضفة تقاوم" جمعت صور شهداء القسام في الضفة الغربية المحتلة، توسطهم الشهيد المهندس يحيى عياش، وعن يمينه الشهيد صالح البرغوثي والشهيد مجد مطير، وعن يساره الشهيد أشرف نعالوة، الذين اغتالهم جيش الاحتلال قبل أيام في رام الله والقدس ونابلس بعد تنفيذهم عمليات فدائية.

ووجه هنية تحية لكل عوائل الشهداء الذين قضوا في طريق تحرير فلسطين، كما حيا العائلات التي احتضنت المقاومين وعلى رأسهم عائلة "بشكار" من نابلس والتي آوت الشهيد نعالوة خلال مطاردته.