فلسطين أون لاين

تحليل: خطاب هنية "شموليّ" ويعكس نوايا حماس الوحدوية

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

أجمع محللان مختصان في الشأن السياسي، على أن خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، خلال مهرجان الانطلاقة الحادية والثلاثين، "وحدوي وشامل، ويؤسس لإستراتيجية وطنية قائمة على الوحدة الوطنية".

واتفق المحللان خلال أحاديث منفصلة مع صحيفة "فلسطين"، على أن الخطاب يعكس مدى تمسك حماس بنهج المقاومة في قطاع غزة والضفة الغربية، إضافة إلى قدرة فصائل المقاومة على التصدي لأي عدوان قد يُقدم عليه الاحتلال في المرحلة المقبلة.

وكان هنية قد ألقى خطابًا خلال انطلاقة حماس الـ31، أمس، كشف خلاله أن قيادة القسام تمتلك "ذخرًا أمنيًّا وفنيًّا مهمًّا وكبيرًا" بعد إفشال مهمة القوة الخاصة الإسرائيلية التي تسللت شرق خانيونس.

وأبدى هنية استعداده للقاء رئيس السلطة محمود عباس في أي مكان يتم الاتفاق عليه، وإمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة كل الفصائل الوطنية، من أجل طي صفحة الانقسام وإتمام المصالحة الفلسطينية.

الكاتب والمحلل السياسي محسن أبو رمضان، رأى أن خطاب هنية "شامل" ويستجيب لتحديات اللحظة التاريخية، خاصة فيما يتعلق بإجراءات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.

وقال أبو رمضان، إن هنية أظهر خلال خطابه إصرار حركته على التمسك بالثوابت الوطنية، واختيار مسار المقاومة كأداة لتحقيق أهدافها في التحرير والعودة، مشيرًا إلى أن تركيزه على دور المشاركة الشعبية ومسيرات العودة وكسر الحصار.

وبيّن أن الخطاب تطرق إلى إبداعات المقاومة وما تحمله في جعبتها استعدادًا لأي مواجهة مقبلة، مستدلًا بذلك على عملية "حد السيف" التي أفشلت مخطط القوة الإسرائيلية الخاصة، إضافة إلى فشل الاحتلال في محاولة كي الوعي الفلسطيني.

وبحسب أبو رمضان، فإن الحديث عن المقاومة في الضفة، يؤكد أن الفعل المقاوم غير مقتصر على غزة، بل يمتد ليشمل الضفة، في رسالة تحدٍّ واضحة للاحتلال الذي يحاول إخمادها هناك.

ويتفق مع ذلك الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة، مشيرًا إلى أن الخطاب تناولت أبعاد القضية الفلسطينية من جميع الجوانب.

حضور الضفة

وذكر أبو شمالة أن الضفة الغربية كانت حاضرة بقوّة في خطاب هنية، خاصة في ظل اشتعال جذوة المقاومة في الآونة الأخيرة، موضحًا أن المقاومة هي كلمة السر التي توحد عليها الشعب الفلسطيني.

ورأى أن حضور الضفة ومقاومتها بهذا الشكل خلال الخطاب يحمل في طياته مؤشرات المرحلة المقبلة وهي "مرحلة تحرير الضفة"، وأن غزة لن تتركها تواجه الاحتلال وحدها.

وبيّن أن الخطاب حمل رسائل تحدٍّ وقوة للاحتلال مفادها أن المقاومة تمتلك ما يُمكن أن تُفاجئ به العدو"، إضافة إلى رسائل أمنية حول ما يُخفيه القسام مما استولى عليه خلال عملية "حد السيف".

وشدد على أن نهج السلطة القائم على التعاون الأمني مع الاحتلال لا ينسجم مع رؤية حركة حماس، متسائلًا: "ماذا لو تم التمكين كما تطالب السلطة؟ هل ستسلم الكورنيت للاحتلال أم ستُلقيه في البحر؟".

نوايا طيبة

وعن استعداد هنية للقاء عباس في غزة أو أي مكان آخر، عدّ أبو رمضان ذلك مبادرة "تعكس نوايا طيبة من قيادة حماس بإمكانية طي صفحة الانقسام وفتح صحفة جديدة في المصالحة".

وأوضح أن إبداء جاهزية حماس لتشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات شاملة، يعكس رؤية وحدوية عنوانها العودة للديمقراطية وآراء المواطنين من خلال صناديق الاقتراع.

ووفقًا لقوله، فإنه يجب على حركة فتح التقاط هذه الفرصة واستثمارها إيجابيًّا خاصة في ظل اشتعال المواجهة الشاملة مع الاحتلال الذي أصبح يستهدف أيضًا السلطة ومقراتها في الضفة ويحاول أن يطفئ جذوة المقاومة هناك.