فلسطين أون لاين

​الكتلة الإسلامية.. حركة طلابية نهجها المقاومة

...
صورة أرشيفية
غزة/ أدهم الشريف:

تحظى الكتلة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة حماس، بأهمية كبيرة لدى الحركة الإسلامية؛ لدورها الكبير في ترسيخ الفكر المقاوم، والتعريف بالثوابت الفلسطينية ضمن فعالياتها وأنشطتها النقابية، وتأكيد التمسك بها وعدم التنازل عنها مهما بلغت التحديات.

وفي الذكرى الـ31 لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تزداد أهمية الكتلة الإسلامية أكثر فأكثر مع اتساع انتشارها رغم محاولات التضييق والملاحقة من أجهزة أمن السلطة وجيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة.

وقال رئيس مجلس طلبة جامعة بيرزيت أسامة الفاخوري: "نحاول من خلال أنشطتنا وفي الأوقات التي تشهد فيه الساحة الفلسطينية اشتباكات مع الاحتلال وارتقاء شهداء، تأكيد أهمية العمل المقاوم للاحتلال الإسرائيلي".

وفي اتصال هاتفي، أضاف الفاخوري لـ"فلسطين"، أن المقاومة هي الحل الضروري والوحيد للتحرير، وقضية الأسرى على سلم أولوياتنا وتحظى بنصيب كبير في فعالياتنا".

وأشار إلى أن نشاطات الكتلة تتنوع وتشمل نشاطات توصل رسالة المقاومة، وأخرى نقابية تتعلق بالطلبة، انطلاقًا من شعارنا في الجامعة "المقاومة إبداع".

وأضاف أن قادة فلسطينيين خرجوا من رحم الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة الغربية، وكان لهم دور كبير في مقاومة الاحتلال، مثل المهندس يحيى عياش، الذي اغتالته قوات الاحتلال بواسطة تلفون مفخخ بغزة بعد انتقاله إليها قادمًا من شمالي الضفة.

لكنه نبَّه إلى أن الكتلة بفعل الملاحقة الأمنية من أجهزة أمن السلطة وجيش الاحتلال لم يعد بإمكانها صناعة قادة جدد بالزخم الذي مارسته به في السنوات الماضية، مبينًا أن العديد من كوادر الكتلة استشهدوا بنيران الاحتلال أو أسروا خلف قضبان السجون بفعل نشاطهم المناوئ للاحتلال.

وتابع: "أصبح موضوع المقاومة محصورًا بفعل الملاحقة الأمنية في الوقت الحالي، واقتصر نشاط الكتلة داخل الجامعة بقدر الإمكان لنؤكد نهج المقاومة، ورغم ذلك فالملاحقات دائمة من أمن السلطة لأعضاء الكتلة".

وفي عدة مرات، بحسب الفاخوري، اضطر عناصر من الكتلة الإسلامية ومجلس طلبتها، إلى الاعتصام داخل حرم جامعة بيرزيت ضد الاعتقال السياسي، حتى نام بعضٌ منهم بداخلها لمدّة معينة للمطالبة بالإفراج عن شباب من الكتلة معتقلين لدى أجهزة أمن السلطة، أو وقف ملاحقة بعضهم".

وقال: إنهم ينامون داخل الجامعة لإيصال رسالتهم بأن هذا عمل نقابي لا يستدعي الاعتقال أو أي عمل أمني ضدهم من أجهزة السلطة.

من جهتها، قالت عضو مجلس طلبة جامعة بيرزيت شذا ماجد حسن: "حصرنا بنشاطاتنا أكبر عدد من الطلبة رغم المعوقات والتضييق الأمني خلال استلامنا رئاسة مجلس الطلبة".

وأضاف شذا وهي ابنة مؤسس الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت ماجد حسن: "وصولنا لمجلس الطلبة ساعدنا في ترسيخ فكر المقاومة والحركة الإسلامية، واستطعنا إيصال نشاطاتنا إلى أكبر عدد ممكن من الطلاب، رغم التضييق".

وشددت على أن "الاعتقالات والتضييق من أمن السلطة وقوات الاحتلال، لم تثنِنا عن إكمال نشاطاتنا وإيصال رسالتنا".

وأوضحت أن والدها كان له دور كبير في تأسيس الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، وذلك في عهد الثمانينات، وكانت تواجههم في ذلك الوقت معوقات لكنها لم تكن تقاس بالنسبة للتحديات التي تواجه الكتلة اليوم بفعل انتهاكات أمن السلطة بحقهم وكذلك الاحتلال الإسرائيلي، كما تقول شذا.

لكنهم استطاعوا آنذاك رغم التحديات تأسيس الكتلة الإسلامية وإكمال المسيرة إلى أن مهدوا الطريق للكوادر الموجودة حاليًا، والقول لشذا.

وقال مسؤول الكتلة الإسلامية بغزة محمد فروانة: "لقد أسهمت الكتلة الإسلامية في بناء القاعدة الأساسية لفكر حركة حماس بعدما انبثقت في عام 1978م؛ أي قبل انطلاق الحركة بقرابة 11 عامًا".

وفي اتصال هاتفي، أضاف فروانة لـ"فلسطين"، إن الكتلة تعد النواة للحركة، وأسست جيلًا قادرًا على حمل أفكار وأعباء الحركة فيما بعد.

وتابع "جيل الكتلة الإسلامية امتد 11 عامًا قبل تأسيس حركة حماس، وانطلق بقوة في البيان الأول للحركة".

وعندما ذهب جيل الكتلة إلى حركة حماس، وفق فروانة، أصبح قائدًا ورائدًا في الحركة على مدار المراحل المتتالية، وكان أيضًا نواة للجناح العسكري للحركة وجهازها الأمني؛ حيث التربية والاهتمام بالثوابت الفلسطينية في كل أنشطة الكتلة على مدار أكثر من أربعة عقود مضت.