فلسطين أون لاين

​صالح البرغوثي .. محطة نضالية في تاريخ العائلة الممتدة

...
والشهيد صالح، متزوج، ولديه طفل واحد، اسمه "قيس 5 أعوام"
رام الله/ محمد القيق:

لا تزال بلدة كوبر شمال مدينة رام الله، مستمرة بنهجها المقاوم ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومستوطنيه، فعائلة البرغوثي التي تعد من أكبر العائلات الفلسطينية، تشكل نسبة عالية من سكانها.

وحين تصفح تاريخ البلدة، لا يمكن المرور دون التوقف أمام بطولات عائلة البرغوثي، بدءا بأقدم أسير في العالم، الأسير القائد نائل البرغوثي الذي دخل عامه 39 في سجون الاحتلال، بعدما كان مقاومًا فذًا.

وليس هذا فحسب، بل هناك عائلة الأسير عمر البرغوثي (والد صالح)، وشقيق الأسير نائل، فتاريخها النضالي حافل بالتضحية والبطولات.

وتصر العائلة على كتابة تاريخها في المحطات النضالية الفلسطينية كافة؛ فقبل شهور عدة، أقامت عائلة عمر، عرسا وطنيا، احتفالا بحرية نجلها "عاصم" بعد قضائه محكوميته البالغة 11 عاما في سجون الاحتلال.

وتقول إيمان نافع زوجة الأسير نائل: "صالح شاب خلوق جدا ومؤدب، وتختلط فيه روح الطفولة مع الرجولة؛ يحب اللعب مع الأطفال وجلب الهدايا لهم، وهو ذو سمعة طيبة في العائلة، وعلاقته مميزة بوالديه ويقبل أيديهما كلما خرج من البيت أو عاد إليه".

وتستذكر نافع موقفا شهدته للشهيد صالح، وقتما كان يردد آيات القرآن والأدعية، عقب خروجه من إحدى العمليات الجراحية بعد إصابته في حادث عمل بـ"الركبة".

والشهيد صالح، متزوج، ولديه طفل واحد، اسمه "قيس 5 أعوام".

وأضافت نافع: "لقد تفاجأت العائلة بعملية صالح الفدائية، رغم أن هذا يشرفنا". مستدركة: "صالح كبر وتزوج ووالده داخل السجن، فكان هو من يعتني بوالدته دوما، ونحن نجزم أن الاحتلال أعدمه بعد اعتقاله لأنه حسب شهود العيان كان يسير على قدميه حين تم اعتقاله".

والشهيد صالح، الثالث في ترتيب الأشقاء، وعاش طفولة محروما فيها من وجود والده بسبب اعتقالاته، مشيرا: "لكن كل من يعرف (أبا عاصف) لم يستغرب أن يكون نجله مقاوما".

عائلة مجاهدة

وقال أحد أفراد العائلة، وهو محمد البرغوثي: "دوما عائلة الشيخ أبو عاصف تفتقد أحد أفرادها، إما أسيرا لدى الاحتلال أو أمن السلطة، أو شهيدا كصالح الذي صنع بإرادته حكاية مجد جديد".

وأشار البرغوثي إلى أن منزل "أبو عاصف" يشهد دوما عمليات مداهمات ليلية إسرائيلية، وتصادر مركباتهم، وأموالهم، واصفا إياه: "منزل ثوري بامتياز فيه التربية والإرادة".

ووصف رب المنزل، بـ"القدوة لعائلة البرغوثي، وللأسرى والمحررين وأهالي بلدة كوبر، فمعنوياته دائما عالية، ولا يتوانى عن قول كلمة الحق مهما كلفه ذلك من ثمن، كما أنه مرب للأجيال ويحظى بتقدير واحترام الجميع".

وتتعرض قرية كوبر لسلسلة انتهاكات إسرائيلية بشكل مستمر، فمنها ينحدر الأسير عمر العبد، ومروان البرغوثي، وربيع البرغوثي وغيرهم الكثير، كما ينحدر أسرى محررون ومبعدون إلى غزة والخارج .