فلسطين أون لاين

الهندي لـ"فلسطين": المعرض عرس فلسطيني يضم 95 مشروعًا

​"مرايا فلسطينيّة".. نافذة الرياديين لإظهار إبداعاتهم

...
غزة - يحيى اليعقوبي

الطبّاع: المطلوب وضع سياسات حكومية لاحتضان تلك المشاريع

أكثر من 95 زاوية ومشروعًا لرياديين فلسطينيين، تختص في صناعة المجسمات الخشبية، والتطريز، والمأكولات والمعجنات والجاتوه، والملابس، والعطور، والمستلزمات الطبية، والصوف، وغيرها من المشاريع والإبداعات الأخرى احتضنها "معرض مرايا فلسطينية "8" المقام في منتجع الشاليهات غرب مدينة غزة.

يمثل المعرض فرصة لأصحاب المشاريع الصغيرة، لترويج منتجاتهم، وإظهار إبداعاتهم للناس على أرض الواقع، بعدما اتبع معظمهم طرق التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل صعوبة استئجار محالات تجارية في هذه المرحلة الصعبة.

حقائب العروس.. بهجة وحلة جديدة

غالبًا ما تحتاج العروس في تصفيف ملابسها في بيت زوجها إلى حقائب لنقلها، في السابق كانت تستعير الحقائب من الجيران أو الأقارب فبعضها يكون مهترئًا أو باليًا، فضلاً عن أنها بحاجة إلى جهد لتزيينها.

من هنا جاءت فكرة الريادية سمية تايه (30 عامًا) في تأجير أطقم من الحقائب المزينة بأشكال فنية متنوعة، مضافًا إليها عدة أغراض وصناديق وسلال تستخدمها لوضع الأحذية بأناقة، تأخذهم كإيجار لنقل ملابسها بدلًا من شرائهم كونها لن تحتاج إليهم بعد ذلك.

بدأت تايه التي تجلس في إحدى زوايا المعرض مشروعها منذ عام ودعمتها فيه حاضنة "يوكاس" التي احتضنته، وتعمل بنظام التأجير عبر شبكة الإنترنت، أطلقت على مشروعها اسم "سندريلا"، وتقول لصحيفة "فلسطين" إنها تجهز أشكالا مختلفة من الزينة والأشغال اليدوية بأفكار مختلفة وإبداعية، وتتراوح أسعار تأجير الحقائب من 100-200 شيكل حسب اختلاف ومساحة الحقائب.

وتعمل عبر مواقع التواصل على شبكة الانترنت، ولا تستطيع حاليًا نقل مشروعها لمتجر كونها لا تستطيع تحمل تكاليف إيجار مكان، بالإضافة لاعتماد المشاريع في الوقت الأخير على مواقع التواصل.

أشكال خشبية فنية.. بين التراث والحداثة

يحول الشاب حماد عاشور (33 عامًا) الأخشاب إلى أشكال فنية وديكورات منزلية ومعلقات زينة متنوعة، مستوحاة من التراث الفلسطينية مع ربطها بحداثة العصر بالنحت على الأخشاب.

لا يخفي عاشور الذي يعرض منتجاته في زاوية أخرى في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن مشغولاته لاقت رواجا عبر متابعي صفحته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كونه يقدم تصميمات ومشغولات فنية خشبية بطرق مبتكرة، لافتا إلى أنه بدأ العمل في هذا المجال منذ عدة أشهر ويحتاج لدراسة السوق قبل الانتقال من البيع أون لاين إلى تخصيص محل تجاري لمشروعه.

تعتمد فكرة المشروع على تجهيز المواد الخام من الأخشاب، ومن ثم تشكيل التصاميم والقوالب، وطلائها بألوان متعددة، ويتنوع في التصميم بين الأشكال الخشبية الصغيرة والألواح المنزلية الخاصة بالديكورات.

"أبو الجديان".. من لا شيء إلى التصدير

كان عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014م سببًا في تعلّم أمل أبو الجديان للتطريز، إذ كانت تشعر بالرعب من صوت الصواريخ، فعلمتها والدتها التطريز بالبيت لتحاول إخراجها من أجواء الحرب.

هكذا بدأت أبو الجديان شيئًا فشيئًا تتطور في مجال التطريز حتى باتت تصدر بعض المنتجات إلى السويد وفرنسا للثوب الفلسطيني الفلاحي، لإبراز التراث الفلسطيني.

تعرض أبو الجديان منتجاتها المطرزة على مساند الأثاث، وببطاقات الوثيقة الشخصية، والملابس، والشالات، والأثواب النسائية، والثوب الفلسطيني، والمشغولات اليدوية.

وليس بعيدًا عنها تضع أسماء الشيخ مشغولات الصوفية للأطفال والكبار، وبجوارها تجلس شقيقتها غدير التي تصنع ورودا وأشكالا فنية من ورق الاسفنج "الفوم" لزينة البيت.

بدأت الشقيقات المشروعين كهواية، تطورت شيئًا فشيئًا وزاد الطلب على ما تصنعانه من منتجات ومشغولات، لكن الوضع الاقتصادي يجعل الناس تعجز عن شراء الصوف مرتفع التكلفة.

دعم المرأة

سفيرة رياديات الأعمال ومدير معرض مرايا فلسطينية هبة الهندي، تعبر عن سعادتها بنجاح المعرض، قائلة: "إن هذا المعرض الثامن على التوالي في دورة سنوية متعددة، وهو عرس فلسطيني على مستوى القطاع، يشارك فيه أكثر من 95 زاوية ومشروعًا للرياديين عبر شبكة الانترنت بنظام البيع "أون لاين"، وأصحاب المحالات التجارية".

وللمعرض كما تحدثت الهندي لصحيفة "فلسطين" هدفان: الأول قريب المدى لدعم المرأة وتمكينها وإظهارها بصورة متكاملة، وإبراز منتجاتها، والهدف الآخر تصدير منتجات المرأة وإتاحة الفرص لتصدير المنتجات لأمريكا والجزائر وبعض الدول الأجنبية الأخرى.

الهندي التي مثلت فلسطين على مستوى العالم، وفازت بجائزة منظمة التعاون الإسلامي للأفراد فيما يخص إنجازات المرأة لعام 2018م بمشاركة 57 دولة على مستوى العالم الإسلامي، تهدي نجاحها لكل ريادية ومرأة فلسطينية تعمل بكل قوة، مشيرة إلى أن المعرض جاء ثمرة جهود أنامل فلسطينية دون دعم أو تمويل.

الخبير الاقتصادي ماهر الطباع، يقول: إن "هذه المعارض تهتم بالرياديات وأصحاب المشاريع الصغيرة، وهي نافذة لتعريف المستهلكين بالمنتجات للزوايا الريادية وربات البيوت والمشاريع الصغيرة، وتساهم في نشرها وتعزيز ثقافة المشاريع الصغيرة.

وأضاف الطباع خلال جولته في المعرض لصحيفة "فلسطين" أن المشاريع الريادية تحتاج إلى احتضان من الجهات والمؤسسات الرسمية، حتى تصبح مشاريع ذات طابع رسمي وتنتقل من المشاريع الصغيرة وغير المعلن عنها إلى المشاريع الرسمية للمساهمة في دعم الاقتصاد وتخفيف من حدة البطالة وإيجاد فرص عمل".

وشدد على أن المطلوب وضع سياسات حكومية لاحتضان تلك المشاريع من خلال امتيازات وبعض الاعفاءات الضريبة والجمركية.