يستطيع الإعلام وهو "السلاح الناعم" بأدواته المتنوعة تحريك المياه الراكدة وتسكين المياه الجارية وفقًا لرؤية ولي الأمر، فإن كان ولي الأمر من أصحاب الفضائل، فسيسخر الإعلام لنشرها، والعكس صحيح، وهذا ترجمة عملية لفكرة أن الاعلام سيف ذو حدين.
على شرف الثالث من ديسمبر وهو اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، تشرفت بأن شاركت ضمن وفد صحيفة فلسطين بزيارة لجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، حيث كانت الزيارة ترجمة عملية لفلسفة ولاة أمر صحيفة فلسطين الذين يسعون دومًا لاستخدام الإعلام في تعزيز نقاط قوة المجتمع، وكشف نقاط ضعفه وعلاجها، كمحاولة لصناعة مجتمع راق ونقي من الشوائب.
هناك استمتعت بما سمعت كما سمع الآخرون بمدى حرص الجمعية على أن تكون إضافة نوعية مميزة، حيث تقدم خدمات طبية لكل فئات المجتمع، خاصة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، واعجبي الذي رأيت من نظام ونظافة وترتيب.
وبمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، فلا يخفى على أحد ما تعانيه هذه الفئة على كل النواحي، وربما نحن في فلسطين تزداد نسبة المعاقين عندنا بحكم وجود الاحتلال الذي يتعمد رفع تكلفة الخسارة في شعبنا كي يقهر إرادته ويبقيه شاهدًا مؤلمًا لنفسه ولغيره، فلك أن تعرف أن عدد حالات البتر في مسيرة العودة فقط وصل 100 حالة تقريبًا، وهذا يضاف لعدد ذوي الاحتياجات الخاصة في فلسطين والبالغ عددهم 255 ألفًا، نصيب غزة 127 ألفًا، وبعيدًا عن تفاصيل وأنواع الإعاقة، يبقى المعاق إنسانًا يحتاج لرعاية واهتمام الجميع، كي يكمل مشواره ودوره في بناء الوطن.
وهنا أطرح عدة أفكار قد يكون بعضها معمولًا بها، وأنا لا أعرف، وقد ينال بعضها إعجاب من يقرأها فيسعى لتنفيذها:
1_ توحيد جهود المؤسسات العاملة في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة، وإن تعذر هذا الأمر فيجب رفع مستوى التنسيق بينهم.
2 _تشكيل صندوق قومي يساهم كل موظف سواء موظف قطاع عام أو خاص بما نسبته ٢.٥% من راتبه من أجل رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال منحهم مشاريع إنتاجية خاصة بهم يكون المبلغ مستردًا، وبعد عام من إنشاء المشروع يبدأ صاحبه بالمساهمة في الصندوق من دخله الخاص بمبلغ 2.5% باعتباره أصبح عضوًا منتجًا.
3_زيادة نسبة توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة في المؤسسات الحكومية من ٥% إلى ٨ % وزيادة النسبة كل خمس سنوات، وفق زيادة النمو الاقتصادي ووفق عدد ضرورة المعاقين، مع إلزام كل مؤسسة خاصة بتوظيف ٢ على الأقل.
5_تخصيص برنامج تلفزيوني في كل فضائية فلسطينية يقدمه شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة ويستضيف فيه شخص منهم ليتحدث عن معاناتهم وإبداعاتهم.
6_ ضرورة مساهمة الأندية الرياضية والتنظيمات والأحزاب السياسية بمبلغ شهري لدعم الصندوق.
7_ ضرورة مساهمة الشركات الكبيرة مثل شركة جوال والوطنية والاتصالات بمبلغ 2.5% من صافي أرباحها سنويًا لصالح الصندوق.
8 _إعفاء ذوي الاحتياجات الخاصة من أي رسوم لأي معاملات في المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية.
9_التواصل مع جهات عربية ودولية سواء حكومات أو مؤسسات أهلية إنسانية لتبني أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
10- تنظيم معارض فنية للمبدعين من ذوي الاحتياجات الخاصة وترويجها داخليًا وخارجيًا.
11_إبعاد شبح السياسة عن ملف خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة.
12_ على المؤسسات الإعلامية من صحف ومجلات ومواقع إلكترونية أن تساهم من ناحيتين:
الأولى: مالية من خلال التبرع بمبلغ شهري لصالح الصندوق.
الثانية: إعلامية وتوعوية من خلال إظهار معاناة أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة وإبراز مواهبهم.
14_التواصل مع الشركات والمؤسسات الكبيرة وتزويدها بمعلومات عن أصحاب الحاجات المهرة الذين يجيدون الأعمال اليدوية والإبداعية مثل تصميم مواقع والحوسبة وإنشاء التطبيقات والبرامج الحديثة لتشغيلهم والاستفادة من مهاراتهم.
15_ تخصيص وسائل نقل خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة.
16_ إجراء فحوصات طبية ورعاية نفسية بشكل مستمر لذوي الاحتياجات الخاصة.
هذه بعض ما جاد الله به علينا من أفكار علها تجد من يشتغل عليها ويخدم ذوي الاحتياجات الخاصة.