ما من أحد وصل الكتيبة الخضراء غرب مدينة غزة هذه الأيام أو مر بجانبها إلا وشاهد مسرحًا ضخمًا لا يزال عدد من العمال يضعون اللمسات الأخيرة عليه، استعدادًا لإحياء الذكرى الـ31 لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس، الأحد المقبل.
في غضون هذا، ستجد أيضًا طائرة تصوير جوي توثق عملية إنشاء المسرح الكبير من جميع زواياه.
وكانت لجنة هندسية قررت إنشاء المسرح بهذا الشكل ليحل مكان المبنى الخرساني الذي دمرته مقاتلات الاحتلال الإسرائيلي الحربية بسلسلة غارات جوية، في واحدة من أشرس جولات التصعيد العسكري ضد غزة.
وآنذاك، قتل جيش الاحتلال الطفلين أمير النمرة ولؤي كحيل (15 عامًا) كانا أعلى المبنى الخرساني يلتقطان صور "السيلفي" مع بعضهما.
وقال مسؤول اللجنة الهندسية لإنشاء مسرح الانطلاقة، المهندس المعماري محمود زعرب: في كل عام شهدت فيه ساحة الكتيبة مهرجان الانطلاقة، كان القائمون يعتمدون على المبنى الخرساني، كخلفية كبيرة لوضع مجموعة من الصور.
لكن هذا العام اختلفت الأمور كثيرًا، فقررت اللجنة إنشاء المسرح بطول 60 مترًا، وعرض 30 مترًا، وارتفاع 21 مترًا، من السقالات والأخشاب، حسبما أضاف زعرب لصحيفة "فلسطين".
وأردف أن إنشاء مبنى بهذه الضخامة كان صعبًا في البداية بفعل الإمكانات البسيطة المتوفرة لدينا، ولم يكن الوقت كافيًا لإنشاء المزيد، متابعًا: "نعمل على مدار الساعة للانتهاء من إنشاء المبنى"، متوقعًا ذلك غدًا الجمعة.
ويتكون المسرح من 3 أجزاء، بثلاثة ارتفاعات مختلفة، منها جزء خصص لأداء الفرق الفنية والعروض العسكرية، وجزء مخصص للمتحدثين في المهرجان من حركة حماس وفصائل العمل الوطني والإسلامي، وجزء خاص بمجسمات ستوضع أعلى المسرح.
ولإتمام المسرح يتابع المهندس زعرب 18 عاملًا يشاركون في إنشائه، من أصل قرابة 60 عاملًا مهمتهم إنجاز المسرح غدًا.
ويتضمن إنشاء هذا المسرح، وضع عدد كبير من اللوحات الجلدية على الخلفية الرئيسة.
وقال مدير مطبعة أمواج سالم حمادة إن مساحة اللوحات التي ستعلق ضمن فعاليات المهرجان تبلغ قرابة 2000 متر مربع.
وأضاف حمادة لـ"فلسطين"، أن اللوحة المركزية صُممت أن تكون بعرض 31 مترًا، وارتفاع 23.5 متر، وهي أكبر خلفية على مستوى قطاع غزة.
وأشار إلى أن مطبعة أمواج كانت المسؤولة عن طباعة اللوحات الجلدية منذ عشر سنوات لمهرجانات حركة حماس، ولديها مجموعة كاملة متخصصة في التجهيز للمهرجانات والاحتفالات الضخمة.
وكانت حركة حماس بدأت سلسلة أنشطة وفعاليات جماهيرية في مناطق متفرقة بقطاع غزة للتحشيد لإحياء ذكرى انطلاقتها، كما شهدت الضفة الغربية المحتلة بعض الفعاليات لأجل ذلك.
وتشمل فعاليات حماس في غزة تنظيم حملات تطوعية وتزيين الشوارع والمفترقات الرئيسة والأحياء برايات الانطلاقة ويافطاتها شعاراتها، وكتابة جداريات الانطلاقة ورسمها، بالإضافة لتنظيم عروض مرئية، وزيارات ذوي الشهداء والجرحى وخاصة الذين شاركوا بمسيرة العودة وكسر الحصار.
وبحسب حركة حماس فإنه من المقرر أن توجه الجوقة العسكرية التابعة لكتائب القسام رسالة المقاومة خلال مهرجان إحياء ذكرى الانطلاقة.
وظهرت الجوقة العسكرية في مهرجان انطلاقة حماس العام الماضي، وضمت عددا كبيرا من العناصر المسلحة بالكامل، قدموا عرضًا إنشاديًّا، وتوعدوا الاحتلال آنذاك.
ويكتسب مهرجان انطلاقة حماس لهذا العام أهمية كبيرة بعد كشف كتائب القسام شرق خانيونس جنوبي القطاع، في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قوة خاصة إسرائيلية تسللت لتنفيذ مهمات استخبارية، وقتلت أحد الضباط المشاركين فيها وأفشلت المهمة.
ولاحقًا، كشفت الكتائب للرأي العام صور عناصر أخرى للقوة الخاصة الإسرائيلية، شملت رجالاً ونساءً، ودعت من يتعرف إلى أحدهم لتقديم معلومات للجهات الأمنية المختصة بغزة.