فلسطين أون لاين

​ترحيب شعبي بعملية "عوفرا" وسط دعوات بحماية المنفذين

...
جنود الاحتلال يطوقون مكان تنفيذ العملية
رام الله / غزة - خضر عبد العال

أبدى مواطنون من الضفة الغربية المحتلة ابتهاجهم بعملية "عوفرا"، مؤكدين أن المقاومة الفلسطينية صاحبة الكلمة الفصل في الساحة الفلسطينية، داعين في الوقت ذاته إلى حماية ظهرها.

وأصيب مساء أول من أمس، تسعة مستوطنين في عملية إطلاق نار نفذت في محيط مستوطنة "عوفرا"، دون أن تتمكن قوات جيش الاحتلال التي أغلقت المنطقة من الوصول إلى المنفذين الذين انسحبوا بسيارتهم من المكان.

وعدّ الناشط الإعلامي ياسين عز الدين، العملية استمرارًا للنهج الثابت في عمليات المقاومة الفردية التي تميزت بها الضفة الغربية أخيرًا، مشيرًا إلى أن المتتبع لتلك العمليات يلحظ ارتفاعًا في مستوى التخطيط والأداء.

وقال عز الدين لـ"فلسطين": "تمثل العملية لطمة لرئيس السلطة محمود عباس الذي أكد في خطابه أمام المجلس الاستشاري لحركة فتح السلميةَ ورفضه المقاومة المسلحة، فكأن المنفذين يقولون له: لست أنت من يقرر".

أما الصحفية شذى حماد من رام الله، فقالت: "في الوقت الذي كان المستوطنون يحملون المشاعل ويحيطون بنصب لأحد قتلى العمليات الفدائية التي نفذت على شارع 60 الاستيطاني، مقابل مستوطنة عوفرا، دوّى رصاص المقاومة معلنًا استمرار المراسم لقتلى جدد ستحصدهم عمليات المقاومة المستمرة على هذا الشارع الاستيطاني".

ورأت حماد أن توقيت العملية ومكانها لم يكونا عبثًا أو تسرعًا، معتقدةً أن منفذ العملية سبق أن مر من المكان في الساعات التي سبقت العملية، ثم لاحظ انتشار المستوطنين، ليعود وينفذ عمليته ويصيب عددا من المستوطنين قبل أن ينسحب بسلام.

وأشارت إلى أن المقاومة الفلسطينية تجدد تفوقها على منظومة الرقابة التي تعمل سلطات الاحتلال على تعزيزها دائمًا بإعادة بناء البنى التحتية الأمنية من كاميرات مراقبة وتوزيع الجنود وغيرها.

في حين قال الصحفي راضي كرامة من الخليل: "العملية تعني أن الكلمة الفصل للمقاومة، وأن السيادة ليست بالخطاب بل بالسلاح، وروح المقاومة ما تزال موجودة في أنحاء الضفة الغربية".

وقال المواطن إسماعيل من رام الله: "العملية تؤكد أن المقاومة في الضفة الغربية ممكنة، وفرص نجاحها كبيرة سواء كانت فردية أو منظمة".

وأشاد زياد الخواجا من نابلس بالعملية التي قال إن منفذيها يسيرون على نهج الشهيد أحمد جرار، وإن "هذا عمل مُشرف ندعمه قلبا وقالبا ما استطعنا، ونقدس الأيدي التي ما زالت ضاغطة على الزناد".

وفي سياق آخر تهكم الصحفي مصعب شاور من الخليل على جنود الاحتلال بقوله: "لو أنا صاحب قرار بالجيش لأدعس على رأس الجنود الذين وجدوا في المراسم لحماية المستوطنين وحين سمعوا إطلاق النار هربوا خلف المستوطنين".

حماية ظهر المقاومة

وعقب العملية، أطلق نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي حملة تدعو لحماية ظهر المقاومة، داعين أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة إلى المسارعة بتعطيل كاميرات المراقبة ومحو تسجيلاتها حماية لظهر المقاومة.

كما حذر النشطاء من تقديم المساعدة للاحتلال بطريقة غير مباشرة، وذلك بمنع تداول أي تفاصيل تخص العملية والمنفذين والمركبة المستخدمة بأي شكل من الأشكال، منبهين إلى أن جيش الاحتلال يوظف أدنى المعلومات لتعقب المقاومين.

كما بادر النشطاء بإطلاق أفكار بإمكانها التمويه على المقاومين، مثل إشعال النار بمركبات مسروقة في محيط رام الله، عادين ذلك مساهمة في تشتيت مساعي سلطات الاحتلال للوصول إلى منفذي العملية.

وعدّ هؤلاء قدرة المقاومة على تنفيذ العملية في موقع أمني وحساس "شجاعة وإتقانا وإنجازا كبيرا، وأن انسحابهم بسلام من مكان العملية إنجاز آخر يضاف لمنفذيها".