فلسطين أون لاين

في ذكرى تأسيس "أونروا" وأزماتها الخانقة

اللاجئ الفلسطيني يكافح للحفاظ على هويته

...
صورة أرشيفية
غزة/ طلال النبيه:

69 عامًا على تأسيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بقرار أممي صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحمل رقم 302، قدمت بموجبه خدماتها للاجئين الفلسطينيين، رغم أزمات عدة مرت بها، وكافحتها من أجل البقاء.

وتمر هذه الذكرى في هذا العام، في ظل أزمات كبيرة تعصف بـ"أونروا" وبخدماتها، أبرزها الأزمة المالية الخانقة، ومؤامرة دولية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لتصفيتها ووقف عملها، بعد وقف تمويلها السنوي لها.

وبفعل تلك الأزمات، قلصت "أونروا" عددًا من خدماتها العام الحالي، وأوقفت عمل عشرات الموظفين العاملين على برنامج الطوارئ، فيما اتخذت خطوات فعلية نحو تقليص الخدمات المقدمة للاجئين.

سامي مشعشع، الناطق الرسمي لوكالة "أونروا"، أكد أن اللاجئ الفلسطيني عانى الأمرّين في عام 2018، بسبب الأزمة المالية والوجودية للوكالة وراقب محاولات إنهائها وإضعافها وتجفيف مواردها.

وكشف مشعشع، في حديث خاص لـصحيفة "فلسطين" أن أبرز التحديات التي تواجه المنظمة الدولية خلال عام 2019، هي ميزانية الطوارئ في قطاع غزة وسوريا، مؤكدًا أن "الأزمة المالية للوكالة دائمًا موجودة، ولكن بمستويات مختلفة".

ماهر مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، أكد ضرورة استمرار "أونروا" في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين.

وشدد مزهر في حديث لصحيفة "فلسطين" على أن "أونروا" مؤسسة دولية وجدت لتقديم يد العون والمساعدة للاجئين الفلسطينيين، لحين عودتهم إلى الديار التي شردوا منها، قائلًا: "عملها ليس مرتبطًا بفترة زمنية، أو تحديد مالي، والأساس تقديم للاجئين الفلسطينيين، في مناطق العمليات الخمس، حتى العودة للديار التي شردنا منها، وإنهاء الاحتلال".

ورفض مزهر وهو عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، أن يرتبط عمل المؤسسة الدولية بالسياسة الأمريكية المنحازة لدولة الاحتلال، وتشترك معه في حمايته، وإنهاء قضايا الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حق العودة للاجئين.

وقال: "نحن كفلسطينيين بالأساس جوهر الصراع والنضال مع العدو، يتمحور في قضية اللاجئين، وعلينا الحفاظ على قضيتهم حتى عودة نحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني، مشردين في أصقاع المعمورة".

وجدد رفضه في تحديد الإدارة الأمريكية عدد اللاجئين الفلسطينيين المعترف بهم عالميًّا بـ40 ألف لاجئ فقط، قائلًا: "هذه السياسة مرفوضة، وعدد اللاجئين والمشردين الذين شردوا من ديارهم أضعاف هذا العدد، لأن صفة اللاجئ تنتقل من الأب إلى الابن إلى الحفيد، وإلى كل من تم تشريده".

وطالب مزهر الأمم المتحدة بضرورة وجود ميزانية محددة من الأمم المتحدة إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، وليس رزمة مساعدات مرتبطة بمنظمات ومؤسسات أو دول؛ كي لا تتعرض "أونروا" للابتزاز، وفق وصفه.

ودعا القيادي الفلسطيني إلى ضرورة وقف الانحياز الأمريكي للاحتلال الذي يحاول إنهاء المؤسسة الدولية التي تساعد الشعب الفلسطيني في صموده وثباته، والتشبث في أرضه، لحين تحقيق أحلامه بالعودة والاستقلال.

بدوره قال محمود خلف عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية، إن الضغوط الأمريكية بوقف تمويلها لـ"أونروا" تهدف لإنهاء قضية اللاجئين، لكونها أحد الأعمدة الأساسية للقضية الفلسطينية، وتتعلق بنحو 5 ملايين لاجئ فلسطيني.

وأوضح خلف في حديث لصحيفة "فلسطين" أن المطلوب هو مواجهة الإدارة الأمريكية، بالحفاظ على "أونروا" ودعمها كتعبير عن حقوق اللاجئين وديمومة قضيتهم، مشيرًا إلى محاولة أمريكية لوقف تفويض "أونروا" مع مطلع عام 2019.

ودعا القيادي الفلسطيني، السلطة الفلسطينية إلى ضرورة مواجهة الأطروحات الأمريكية، من خلال التواصل الدبلوماسي مع الدول الصديقة والداعمة للقضية الفلسطينية، للحفاظ على هوية اللاجئ، حتى عودته إلى أرضه المحتلة.

وشدد خلف على ضرورة عدم الاستهانة بالخدمات التي تقدمها "أونروا"، والحفاظ على خدماتها دون تقليصاتها وحث الدول المشاركة بدعمها لمزيد من الدعم، للحفاظ على الشاهد الأساسي لعدالة القضية الفلسطينية، والتعاون مع مختلف المؤسسات لاستدامة عملها وتقديم الخدمات للاجئين.

أهداف حيوية

وعن المطلوب ميدانيًّا من إدارة "أونروا" في ذكرى تأسيسها، دعا علي هويدي، المدير العام للهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين، إلى تشكيل وفد رفيع المستوى من إدارة "أونروا" برئاسة المفوض العام كرينبول وبمشاركة ممثلين عن اللجنة الاستشارية ودول مانحة، والمبادرة بزيارة قطاع غزة لإحياء المناسبة هناك.

وأوضح هويدي في حديث لـ"فلسطين" أن هذه الخطوة ستحقق مجموعة من الأهداف الحيوية أبرزها، الدعم المعنوي للاجئين، وتفقد الأوضاع الإنسانية للاجئين في المخيمات، ولقاء موظفي الطوارئ الذين طالتهم أزمة العجز المالي في 2018م، وهم الأكثر تضررًا، والاستماع منهم مباشرة.

وأضاف هويدي، إلى أن زيارة الوفد الدولي، من شأنه تأكيد أهمية استمرارية عمل الوكالة وتقديم الخدمات ولقاء المؤسسات الأهلية واللجان الشعبية والقوى السياسية، إضافة لتقديم واجب العزاء باستشهاد عدد من طلاب مدارس "الأونروا" قتلهم جنود الاحتلال الإسرائيلي في أثناء مشاركتهم في مسيرات العودة.

اللاجئون بالأرقام

وتشير سجلات "أونروا" إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها عام 2017، بلغ نحو 5.9 ملايين لاجئ، والرقم يمثّل الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، حيث أكد في تقريره في يونيو/حزيران 2018، أن اللاجئين الفلسطينيين المقيمين بالضفة الغربية شكلوا 17% من إجمالي اللاجئين المسجلين لدى الوكالة، مقابل 24.4% في قطاع غزة.

أما عربيًا فقد بلغت نسبة اللاجئين المسجلين لدى الوكالة بالأردن 39% من إجمالي اللاجئين الفلسطينيين، في حين بلغت النسبة في لبنان 9.1%، وفي سوريا 10.5%، فيما تشير الإحصاءات إلى أن 43% من مجمل السكان في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية لاجئون.

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين 26.6 من إجمالي السكان، في حين وصلت النسبة في غزة إلى 66.2 بالمائة، فيما صنف 39% منهم ضمن معدلات الفقر خلال عام 2017.