فلسطين أون لاين

المقدسيون يواجهون خطر الانهيارات الأرضية بسبب التهويد

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ خضر عبد العال:

تواجه حياة الفلسطينيين من أهالي القدس المحتلة خطر الأنفاق الاستيطانية التي تركز سلطات الاحتلال حفرها أسفل المدينة المقدسة في منطقتين، الأولى البلدة القديمة جنوبي غرب المسجد الأقصى، والثانية بلدة سلوان جنوبي غرب الأقصى.

وأعلنت مصادر مقدسية مساء أول من أمس، اكتشافها انهيارًا أسفلتيًّا بالقرب من مسجد العين بوادي حلوة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، عقب نفق أسفل الأرض بفعل حفريات جمعية العاد الاستيطانية.

وقال الباحث في تاريخ القدس روبين أبو شمسية: "في الوقت الحالي الأنفاق مرتكزة في منطقتين، المنطقة الغربية والجنوبية للمسجد الأقصى داخل البلدة القديمة، ومنطقة بلدة سلوان الجنوبية الشرقية".

وأرجع أبو شمسية خلال حديثه لـ"فلسطين" سبب التركيز في هاتين المنطقتين، لمحاولة الاحتلال بناء نوع من التواصل تحت الأرض لهذه الأنفاق، بهدف خلق رواية يهودية واضحة تدل على وجود إسرائيلي في الفترات الماضية وخاصة فترة ما يسمونها "الهيكل الثاني".

مخاطر الهدم

وأكد أن هذه الأنفاق تهدد البنية التحتية لكل بيوت المقدسيين التي تمرّ أسفلها، حيث إن الفراغ قد يؤدي إلى أخطار عدة، أبرزها، خطر تشقق الجدران والأسقف، ومن ثم التعرض لانهيار في حال حدوث كارثة طبيعية أو حتى خطر الانهيار التلقائي، خاصة تلك الأنفاق التي تكون قريبة من السطح كما حدث في نفق سلوان.

يضاف إلى ذلك، تهديد واضح للوجود العربي داخل المدينة المقدسة في محاولة لخلق رواية إسرائيلية ضعيفة وغير حقيقية، يحاول الاحتلال تقويتها من خلال هذه الأنفاق والحفريات، حيث إن القائمين على أعمال الحفر (جمعية العاد) هم الأكثر تطرفًا في (إسرائيل).

وتابع أبو شمسية بالقول: "وكذلك التهديد المعماري للمدينة، إذ حدثت الكثير من التشققات للبيوت التي بني معظمها في الفترة المملوكية وهي قوية جدًّا، لكن وجود الفراغ تحتها واستخدام الكثير من المواد الكيماوية لإزالة الصخور واستخدام المعدات الثقيلة، أدى إلى الكثير من التشققات وانهيار الكثير من الجدران، وتشققات في السقف والأرض".

خمسة أنفاق

من جهته، عدد مدير مركز معلومات وادي حلوة في القدس جواد صيام، خمسة أنفاق حفرها الاحتلال أسفل حي وادي حلوة في بلدة سلوان جميعها تسير في الاتجاه الغربي للمسجد الأقصى نحو حائط البراق.

وقال صيام خلال حديثه لـ"فلسطين": إن "هذه الأنفاق والحفريات مخالفة لكل القوانين الدولية، حيث تتم دون علم الأهالي، ونحن علمنا بوجود الأنفاق عن طريق الأتربة المستخرجة بكميات هائلة، إضافة إلى التشققات والانهيارات التي تحدث في منازل وشوارع حي وداي حلوة".

وأوضح أن النفق الذي نشرت صوره مساء أول من أمس، هو واحد من الأنفاق الرئيسة التي تبدأ من أسفل مسجد العين في حي سلوان تجاه حائط البراق، من أجل تهويد المنطقة، وترسيخ الرواية الإسرائيلية حول ما يسمونها رواية "الملك داود".

وبيّن صيام أن الاحتلال يعمل في الوقت الحالي على بناء "الهيكل المزعوم" بداية من القصور الأموية التي تقع في حي وادي حلوة، الذي سيكون المدخل الجنوبي للهيكل المزعوم، مضيفًا: "يحاولون السيطرة على المدخل الجنوبي بشكل كامل، كما يسعون إلى السيطرة على أجزاء من مقبرة الرحمة وتحويلها إلى حدائق توراتية، وهم بذلك يعزلون المنطقة الجنوبية للقدس المحتلة".

ونبّه إلى أنه في حال نفذ الاحتلال "مشروع تلفريك" الذي أعلن عنه وزير السياحة الإسرائيلي ياريف ليفين عشية نقل السفارة الأمريكية من (تل أبيب) إلى القدس في مايو/أيار الماضي، فذلك يؤدي إلى منع حركة المواصلات والسيارات جنوب القدس وشارع وادي حلوة الذي يعد شريان حياة لسكان جنوبي القدس المحتلة.

وأكد أن حياة المقدسيين في خطر حقيقي، حيث لا يوجد أمان داخل بيوتهم خصوصًا تلك الواقعة فوق الأنفاق والحفريات، حيث من المتوقع في أي لحظة حدوث انهيار لأسقف أو أرضيات تلك البيوت، مشيرًا إلى أنه بالفعل وقعت حادثة انهيار في أحد فصول مدرسة تابعة للأونروا أدت لإصابة 12 طالبة.

وتمم مدير مركز معلومات وادى حلوة حديثه بالقول: "رغم كل محاولات الاحتلال في تهويد المنطقة، وضخه أموالًا طائلة، لم يستطِع خلق أغلبية يهودية داخل البلدة القديمة والأحياء الفلسطينية".