فلسطين أون لاين

​الاستخفاف بالسنن ينقص من قيمة أعمال العبد

...
صورة أرشيفية
غزة/ نسمة حمتو:

قد يتهاون كثير من الناس بأداء سنن النبي (صلى الله عليه وسلم)، في الصلوات، أو الأفعال التي حثنا على القيام بها؛ فهم لا يدركون أن هذه الأفعال -وإن كانت بسيطة- تُكمل النقص في الفروض التي قد نغفل عن القيام الصحيح بها، أو قد نسهو في الصلوات فتنقص الحسنات، لكن هذه السنن تعوض ما فاتنا، لو أداها المسلم جيدًا.

وقت الفريضة

الشيخ الداعية عدنان حسان قال: "إن الإسلام شرع للأمة خمس صلوات، وهن ركن من أركان هذا الدين بدلالة حديث النبي (صلى الله عليه وسلم): "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا".

وأكد حسان أن هذه الصلوات الخمس واجبة، ثم سن النبي (صلى الله عليه وسلم) صلوات تتبع لها سميت النافلة؛ فلها زمن تختص به، فهي إما أن تكون قبل صلاة الفرض ويدخل وقتها بدخول وقت الفريضة، وإما بعدها ويدخل وقتها بالانتهاء من أداء صلاة الفرض، وينتهي وقت كل منهما بخروج وقت الفريضة.

جبرًا للخلل

أما فيما يتعلق بسبب مشروعية هذه السنن فبين أن هذه الصلوات سنت جبرًا للخلل الحاصل في كمال الفرض، كنقصان الخشوع أو التدبر في الصلاة، لافتًا إلى أن هذه السنن نوعان، الأول سنة مؤكدة، وهي: ركعتان قبل صلاة الفجر، وأربع قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء.

وذكر الشيخ الداعية أن النوع الثاني هو السنن المستحبة، وهي: ركعتان بعد الظهر، وأربع ركعات بعد العصر، وركعتان قبل المغرب، وركعتان قبل العشاء، وتختم بصلاة الوتر ثلاث ركعات.

وأفاد أن عدد صلوات السنة المؤكدة اثنتا عشر ركعة، والدليل عن عبد الله ابن عمر (رضي الله عنهما) قال: "حَفِظْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَشْرَ رَكَعَاتٍ: رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ".

عرضة للتقصير

وأضاف حسان: "لذلك نقول إهمال صلاة النافلة قد يعرض الإنسان للتقصير في الصلوات، خاصة إن لم يؤدها على أكمل وجه، وتأكيدًا لذلك قالت عائشة (رضي الله عنها): (لم يكن النبي (صلى عليه وسلم) على شيء من النوافل أشد منه تعاهدًا على ركعتي الفجر)"، واستشهد أيضًا بحديث: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها".

وتابع قوله: "هذان الحديثان يؤكدان فضل سنن الفجر والظهر والمغرب والعشاء، فعن عائشة (رضي الله عنها) قالت: (كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يصلي في بيتي قبل الظهر أربعًا، ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم يدخل فيصلي ركعتين، وكان يصلي بالناس المغرب ثم يدخل فيصلي ركعتين، ويصلي بالناس العشاء، ويدخل بيتي فيصلي ركعتين)".

وبين حسان أن هناك من الناس من يتهاون في صلاة السنة، فيصلي الفريضة فقط، وما درى أنه إذا ما حدث عنده نقص أو خلل في صلاة الفريضة، كأن يكون غير واعٍ ما يقول أو يسمع، فيشرد ذهنه؛ تأتي صلاة السنة تجبر هذا النقص.

السنة الراتبة

وقال: "يوم القيامة يسأل العبد عن صلاته، فإذا كان فيها خلل ينظر في صلاته من السنن، لذلك هذه من المميزات"، مبينًا أن هناك فوائد أخرى؛ فهي تسمى عند أهل الفقه السنة الراتبة، وقال رسولنا الكريم: "ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير الفريضة إلا بنى الله له بيتًا في الجنة".

وذكر حسان أن السلف السابق من الصحابة والتابعين كانوا يحرصون على أداء هذه السنن الرواتب، بدليل حديث أم حبيبة (رضي الله عنها) قالت: "ما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)".

وفيما يتعلق بقضاء صلاة السنة أضاف: "يجب التفريق في القضاء بين السنن المؤكدة والمستحبة؛ فالأخيرة ليس لها قضاء، إذا فات وقتها، ولكن القضاء يكون لما قبل الفجر وما قبل الظهر، كاثنتي قبل الفجر، وأربع قبل الظهر، واثنتي بعد الظهر، واثنتي بعد المغرب، واثنتي بعد العشاء، هذه عند العلماء لها قضاء، فمن فاتته سنة الفجر صلاها بعد الفجر، لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) ما ترك ركعتي الفجر".