فلسطين أون لاين

​اللبن الشرقي.. قرية "مخنوقة" يُحارَب الاحتلال تعليمها

...
رام الله - محمد القيق

يعيشون تحت النار والرصاص، محرومين من عيش كريم، حتى باتت مدرستهم إرهابًا بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، وأطفالهم نكرة في قوانين العنصرية، ليصبح لسان حالهم هل من مغيث ومخلص من هذا الكابوس؟

كغيرها من القرى الفلسطينية المحتلة، تعيش قرية اللبن الشرقي جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، واقعًا مؤلمًا تحت احتلال يسعى لطرد الفلسطيني من أرضه وسرقتها في وضح النهار، ويعاني سكانها البالغ عددهم نحو أربعة آلاف نسمة من تضييقات يومية لا يجدون أمامها إلا الصمود والثبات.

مشاريع استيطان

تقع قرية اللبن الشرقي على الشارع الرئيس الواصل بين مدينتي نابلس ورام الله، وتحاصرها أبراج عسكرية ومستوطنات أقيمت على أراضي القرية بالقوة في الوقت الذي يحد الاحتلال من انتشار عمرانها وحدودها.

ويقول رئيس المجلس القروي سامر عويس: إن الاحتلال يقيم مستوطنات "معاليه ليفونا" و"عيلي" وجزء من مستوطنة "أريئيل" على أراضي القرية مصادرًا ما يقارب 2500 دونم، ويصادر أكثر من نصف مساحة القرية البالغة 18 ألف دونم ضمن ما يسمى منطقة "ج" وفقًا لاتفاقية أوسلو.

وبين عويس لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال يحاصر القرية بالكثير من الإجراءات، فالشارع الرئيس الذي يستخدمه المستوطنون يعدّ كابوسًا للمواطنين، حيث دهس الجنود العشرات من الأهالي في السنوات الماضية ولاذوا بالفرار بمزاعم أمنية.

وأوضح أنه من ضمن الانتهاكات بحق القرية استهداف مدرستها الوحيدة، حيث أغلقها الاحتلال منذ الانتفاضة الأولى عشرات المرات كانت آخرها قبل أقل من شهر بزعم عمليات رشق الحجارة على الشارع الرئيس لمركبات المستوطنين، في حين الهدف الرئيس من ذلك هو السيطرة على الشارع ومنع الفلسطينيين من استخدامه.

ولفت إلى أن المدرسة مقامة منذ عام 1944، أي قبل عمر الاحتلال، وتخدم قرابة 650 طالبًا من قريتي اللبن الشرقي والساوية المجاورة لها يتعرضون دائمًا للاعتقال أو الاحتجاز.

وأضاف أن الاحتلال يقيم بوابة على مدخل القرية ويضيق على الطلبة المتوجهين إلى مدرستهم، ويفتش حقائب الأطفال ويعيق المواطنين بشكل عام عن المرور، كما أنه يخطر بهدم 32 منزلًا في المناطق المصنفة "ج" بالقرية، مشيرًا إلى أنه هدم عام 2008، 16 منزلًا بزعم عدم الترخيص، حيث إن مساحة الأراضي التي تقع تحت سيطرة السلطة ضمن ما يعرف بمنطقة "أ" هي 20%.

ويسعى الاحتلال من خلال هذه الإجراءات التضييق على الأهالي ليتركوا المنطقة نظرًا لأهميتها الجغرافية في ربط مستوطناته مع بعضها، وذلك لمصلحة مشاريع الاستيطان المتوسعة والآخذة بالانتشار في الوقت الذي يمارس فيه المستوطنون عربدة يومية من إحراق للمركبات والتعدي على المنازل ورشق المارة بالحجارة وإحراق المحاصيل وغيرها، وفق عويس.

حقوق تائهة

ويرى الأهالي أن الاحتلال في القرن الحادي والعشرين يسعى إلى هضم حقوق هي أبسط ما تكون في العالم من تعليم ومسكن وأمان.

ويقول المواطن عبد الله عويس من القرية لـ"فلسطين": "نعاني كثيرًا من تباطؤ الحياة التعليمية في القرية بسبب قيام الجنود بإغلاق المدرسة تارة وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص نحو الطلبة تارة أخرى، في حين تقام الحواجز العسكرية وتنفذ الاقتحامات الليلية تزامنا مع قيام المجموعات المتطرفة بالتهجم اليومي على المنازل والممتلكات".

ويصف عويس أهالي القرية بأنهم باتوا يصارعون من أجل البقاء في ظل نهش أراضيهم وسرقة محاصيلهم وهدم منازلهم وإعاقة تحركاتهم ومنعهم من البناء ومضايقة أبنائهم بشكل دائم.

ويقاس حال العشرات من البلدات والقرى والمخيمات الفلسطينية على حالة اللبن الشرقي، فتلك المناطق تقع ضمن الأراضي والمناطق المصنفة "ج" بحسب اتفاقية أوسلو التي تعطي الاحتلال السيادة الأمنية والإدارية عليها، وهي تقارب 63% من أراضي الضفة الغربية.