فلسطين أون لاين

​في واد قانا.. الاحتلال يعرقل قطف "الفقع"

...
قلقيلية - مصطفى صبري

في أواخر تشرين الثاني بداية كانون الأول تبدأ رحلة قطف ثمار الفطر "الفقع" في واد قانا -بين محافظتي قلقيلية وسلفيت وجبال الضفة الغربية- ويصل ثمن الكيلوغرام ما بين 25 إلى 30 شيقلًا، والطلب يزداد عليه من عام إلى آخر، وكمية الأمطار التي تهطل في بداية الموسم هي من يحدد طبيعة الموسم.

المواطن الشاب عاهد منصور (33 عامًا) من القاطفين لثمار الفطر أو الفقع من بلدة دير استيا المطلة على واد قانا، يقول: "هذا الموسم ننتظره في كل عام؛ فهو يشكل مصدر دخل للكثيرين"، مبينًا أنهم يواجهون أخطارًا عدة على رأسها الاحتلال وما يسمى سلطة الطبيعة التي تفرض عليهم غرامات مالية كثيرة، ومهاجمة المستوطنين.

ويضيف: "ومخاطر الخنازير البرية المتوحشة، وخطر الزواحف من أفاعٍ سامة وعقارب"، مشيرًا إلى أن الفطر ينمو بين نبات السريس الشوكي والنتش والبلوط ويكون أسفلها، وهذه الأماكن مفضلة بالنسبة للزواحف.

ويلفت إلى أن وجود المستوطنات في المكان يمنعهم من الاقتراب منها ومن السياج الأمني الخاص بها، فيخاطرون بأنفسهم، ويقتربون حيث ينمو نبات الفقع أو الفطر بكثرة، ويحاولون كسب أكبر عدد ممكن من الثمار ليسدوا جزءًا من الطلب الزائد عليه".

والشاب ناصر عبد الله (28 عامًا) -يمارس قطف ثمار الفقع وله خبرة في مجاله- يقول: "الفقع أو الفطر عدة أنواع، وفيه النوع السام المائل لونه إلى اللون السكني ويطلق عليه "الكليبة" وهو خطير على الحياة"، متابعًا: "والفطر المفضل لنا في منطقة دير استيا هو فطر الشوا والفطر الأبيض ويكون على شكل قرص".

ويبين عبد الله أن الشاب يجني في اليوم الواحد ما بين 15 إلى 20 كيلوغرامًا، ولنبات الفطر في منازل المواطنين قيمة وينتظرون موسم قدومه، ويتهافتون عليه كثيرًا لقيمته الغذائية وطعمه اللذيذ، ويستمر موسم الفطر مع استمرار هطول الأمطار حيث يتجدد نموه مع وجود المطر، متابعًا: "لا يتعلق الأمر فقط بجني الثمار بل بتنظيفها قبل تسويقها".

رئيس بلدية دير استيا سعيد زيدان يقول: "قطف الفقع موسم سنوي، وينتظر أهالي بلدة دير استيا هذه الموسم، ومنهم من يقطفه للاستهلاك المنزلي أو بهدف التجارة وكمصدر دخل" لافتًا إلى أنه طعام شعبي يدخل منازل البلدة المحاصرة بالاستيطان، والتي تتصف بجمال عمارتها في البلدة القديمة.

ويضيف زيدان: "الاحتلال يحارب المواطنين حتى في أثناء جنيهم النباتات الطبيعية باسم سلطة الطبيعة؛ مع أن هذه السلطة التابعة للإدارة المدنية غيرت معالم المنطقة باستحداث الطرق الالتفافية وبناء المستوطنات وسرقة المياه الجوفية والسطحية معًا".

مدير دائرة الزراعة في محافظة قلقيلية المهندس أحمد عيد يقول: "النباتات البرية لها قيمتها التراثية والغذائية والتجارية عند الفلسطينيين"، مبينًا أن الاحتلال بأدواته على الأرض يحارب الفلسطيني حتى في قطفه النباتات الطبيعية والتي توارثها الأبناء عن الآباء وعن الأجداد.

ويشير عيد إلى أن الفقع ينمو في الجبال والوديان المهجورة، ويعد دافعًا للفلسطينيين لتعميرها وهذا ما يقلق الاحتلال، فهو يرغب بعدم وجود أي وجود بشري في المكان ليضمن المصادرة مستقبلًا بحجة أنها أرض فارغة، مضيفًا: "لذا يطلق الخنازير والزواحف لتهاجم الفلسطينيين إذا أفلتوا من دوريات الاحتلال ودوريات سلطة الطبيعة".