فلسطين أون لاين

​تحكّم بأفكارك لتعزز سعادتك

...
صورة أرشيفية
غزة/ صفاء عاشور:

ِتعد الأفكار من أكثر الأشياء التي لا يستطيع الإنسان السيطرة عليها، ففي أي مكان أو أي موقف يدور في ذهن الإنسان الكثير من الأفكار، ويتذكر الكثير من المواقف دون أن يكون قادرًا على التحكم في عقله وفي سيل الأفكار الذي يدور فيه.

وفي إطار هذه الظروف يبقى الشخص الذي لا يستطيع التحكم بأفكاره عرضة لأن يذكره عقله بالكثير من المواقف الحزينة والأفكار السلبية والتي تترك أثرًا غير إيجابي عليه.

أستاذ المناهج وطرق التدريس د. أحمد أبو ندى أوضح أن الإنسان في فرحه وبؤسه مرتبط بأفكاره وكل المشاعر التي يشعر بها ما هي إلا تداعٍ لأفكار والتفاعل معها، ومن خلالها تتولد الأفكار الايجابية أو السلبية حسب هذه المشاعر.

وقال أبو ندى في حديثلـ"فلسطين" إن: "التدريب على التحكم في الأفكار أو ما أطلق عليه مؤخرًا البرجمة اللغوية والعصبية، أو التأمل وغيرها من التدريبات والتفسيرات لكيفية التحكم في الأفكار تأتي بعمل بعض التمارين الذهنية".

وأضافت أبو ندى:" فعلى سبيل المثال في ثقافتنا الاسلامية يعد الخشوع في الصلاة من أهم العوامل التي تجعل الانسان يتحكم في أفكاره، وبالتالي يصبح الإنسان القادر على الخشوع شخصًا قادرًا على التحكم في تدفق الأفكار والتركيز على فكرة واحدة فقط".

وأردف:" بالتالي فإن التركيز على قضية محددة وعلى ما يقوله الشخص أثناء الصلاة من آيات وأدعية هو محاولة منه بأن يصرف كل الأفكار الأخرى ويركز في نوع واحد من التفكير وهي حالة العبادة التي يكون فيها".

وأشار أبو ندى إلى أنه إذا استطاع الإنسان نقل هذه التجربة فيما يتعلق بتدفق الأفكار، وعمل على إبعاد الاحداث المؤلمة التي يمكن أن تسبب له الحزن والبؤس، واستبدالها ببعض الأفكار أو المواقف المفرحة مثل بعض النجاحات أو لحظات برفقة آخرين فإنه سيُجنب نفسه الكثير وسينقل نفسه من الحزن إلى السعادة.

ولفت إلى أن الحالة النفسية للشخص ستنتقل من حالة الحزن والبؤس إلى حالة الفرح والراحة النفسية، وسيتغلب على الكثير من ارتدادات هذه الأفكار، سواء أمراض نفسية كالاكتئاب، وعدم الرغبة في الاختلاط مع الآخرين، أو حتى في الأمراض العضوية التي يكون منشؤها نفسيا؛ كالضغط والسكري؛ والتي يكون السبب الأساسي للإصابة بها هو الحزن الزائد.

وذكر أبو ندى أن هناك العديد من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية التي تدعو المسلم إلى عدم الفرح كثيرًا أو الحزن كثيرًا، وأن الإنسان مطالب بالوسطية في التعبير عن مشاعره وعدم المبالغة في المشاعر.

وشدد على ضرورة عدم ترك الإنسان نفسه فريسة للمشاعر وتعاطيه معها دون توازن أو عقلانية، مما يمكن أن يسبب له الكثير من المشاكل، مؤكدًا أن الانسان مطالب بالتركيز على الأمور الايجابية التي تدعو للفرح وتجنب الحزن لأنه مدعاة للمرض.