فلسطين أون لاين

​المؤذّن صاحب الصوت العذب ينعش الروح

...
صورة أرشيفية
غزة/ نسمة حمتو:

"قم مع بلال فألقِ عليه ما رأيت فليؤذن به فإنه أندى صوتًا منك"، هذا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابي الذي رأى في منامه رؤية كلمات الأذان، فقد كان يقصد صوته الجميل وعلوه الحسن.

والأذان هو نداء رباني للمسلمين ليلبوا شعيرة الصلاة، فكيف يمكن لهم أن يلبوها بصوتٍ ينفرهم منها؟ لذا كان لا بد أن يكون للمؤذن صوت جاذب يأخذ بلب المستمع له، وهو ما يخبرنا به الشيخ الداعية مصطفى أبو توهة في السياق.

موهبة الصوت

أبو توهة قال: "إن المعاني في هذا الجانب معقولة مفهومة وليس فيها مجال للزيادة والنقصان، فنحن متعبدون بكلماته"، مستدركًا بقوله: "لكن الإشكالية تقع في مبنى هذا الأذان والذي هو المؤذن والصوت، فإذا انعدمت الكفاءة الفنية والفقهية إلى جانب اضمحلال موهبة الصوت لم يؤدِ الأذان غرضه".

وأضاف: "ذلك يجعلنا أمام واجب إعطاء هذه الشعيرة حقها، كاختيار المؤذن صاحب الكفاءة الأدبية، واختيار صاحب الصوت الحسن؛ لأن الصوت الحسن يشبع الروح الإنسانية فتستجيب طواعية إلى نداء الجمال المطلق سبحانه وتعالى فيحقق الصلاح والفلاح".

صلاة الفجر

ونبه إلى أن الأخطاء التي يرتكبها المؤذنون تقف عكس التيار؛ حين يرتكبون بعض البدع التي لا أصل لها، مثل ما يسمى بالتذكير قبل آذان الفجر، فيزعجون النائمين، والتوقيت المبكر جدًا في الأذان الأول، وعدم النطق الصحيح من البعض مثل "أكبر" لتصير "أكبار" والتي من معانيها الماعون الكبير، والتساهل عن إخراج الحروف مخارجها.

وأوضح أنه من الناحية الفنية فإن بعض المؤذنين يمارسون الأذان على أنه مجرد كلمات تلقى وليس هذا بالصحيح، لافتًا إلى أنه لو كان ذلك صوابًا لما اختار النبي الكريم بلالا بن رباح الحبشي ليكون مؤذن الإسلام الأول مع أن الرائي للأذان هو عبد الله بن زيد.

إغفال الشروط

وقال: "وصدقه على ذلك عمر بن الخطاب في الرؤية ذاتها، وهذا يجعلنا أمام واجبٍ يفرض على المسؤولين أن يتخيروا المؤذنين أصحاب المواهب التي لا يمكن إغفالها، إضافة إلى الشروط الأخرى ليكون هذا الأذان إعلامًا إسلاميًا يخاطب العقل والعاطفة كما هي طريقة الإسلام في منهجه".

وأضاف: "كما قال ابن قدامه رحمه الله: "ويستحب أن يكون المؤذن عدلًا أمينًا بالغًا؛ لأنه مؤتمن يرجع إليه في الصلاة والصيام، فلا يؤمن أن يغرهم بأذانه، إذا لم يكن كذلك، ولأنه يؤذن على موضع عالٍ، فلا يؤمن منه النظر إلى العورات".

وفيما يتعلق بشروط اختيار المؤذن، أكد أبو توهة أنه ينبغي أن يكون مسلمًا عاقلًا ذكرًا، لقول ابن قدامه رحمه الله: "ولا يصح الأذان، إلا من مسلم عاقل ذكر، فأما الكافر والمجنون، فلا يصح منهما; لأنهما ليسا من أهل العبادات، ولا يعتدّ بأذان المرأة; لأنها ليست ممن يشرع له الأذان".