فلسطين أون لاين

​على كرسي متحرك إبداع ذوي الإعاقة بغزة يتواصل

...
صورة أرشيفية
غزة/ طلال النبيه:

ما زال ذوو الإعاقة في قطاع غزة يسطرون إبداعات متتالية، متحدين فيها معاناة لا نهاية لها، بإرادة وعزيمة لا نهاية لهما، متفوقين في حالات كثيرة على الأصحاء، وطامحين إلى الوصول إلى العالمية.

وعلى كراسيهم المتحركة يتنقل لاعبو نادي السلام الرياضي لذوي الإعاقة، في تدريب مستمر ومتواصل، أسبوعيًّا، للوصول إلى العالمية في لعبتهم المفضلة، انطلاقًا من صالة نادي السلام في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة.

ويتغلب اللاعبون بإرادتهم العالية على الصعاب الكبيرة، ليصنعوا نجاحًا جديدًا، في ميادين رياضية مختلفة، متجاوزين فيها ما يحف بهم خلال اللعب والتدريب من العثرات والعراقل والصعوبات الكثيرة.

وتتعدد الألعاب الرياضية التي يتدرب عليها ذوو الإعاقة في صالات النادي الرياضية، مثل: رياضة ألعاب القوى، و"تنس" الطاولة، وكرة السلة، والسباحة، ورياضة الكرة الطائرة.

محمد طوطح (30 عامًا، من سكان حي الزيتون) خاض بإرادته العالية تجربتي التدرب واللعب في لعبتي "الكاراتيه" وكرة السلة، متجاوزًا صعوبة ألمت به، بعد إصابته في عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2008م، التي فقد على إثرها قدمه اليمنى.

وقال الشاب طوطح لصحيفة "فلسطين": "بعدما أصبت في عام 2008م بدأت التدرب على كرسي متحرك، ولعبت كرة السلة و"الكاراتيه" على الكراسي المتحركة"، مشيرًا إلى خوضه مباريات عديدة تطور خلالها أداؤه الرياضي.

ومع انضمام الشاب طوطح إلى نادي السلام الرياضي، الأول من نوعه في فلسطين، الذي يرعى الأشخاص ذوي الإعاقة رياضيًّا، مقدمًا لهم الدعم المعنوي والرياضي؛ يبقى حلمه الأسمى رفع علم فلسطين في المحافل الدولية، وتمثيلها في مباريات ومنافسات مختلفة.

ولم تنجح محاولات طوطح وعدد من زملائه للسفر إلى جمهورية مصر العربية قبل شهرين، للانضمام إلى المنافسة في بطولة دولية للعبة "الكاراتيه"، عقدت بجمهورية مصر العربية في العشرين من أيلول (سبتمبر) الماضي، وفق ما يبين مدربهم حسن الراعي.

طاقات غريبة

"هؤلاء الأفراد يمتلكون طاقة كامنة وغريبة" بهذه الكلمات وصف المدرب الراعي (40 عامًا) رئيس الاتحاد الفلسطيني للدفاع عن النفس لذوي الإعاقة الطاقة الإيجابية التي يمتلكها متدربوه في لعبة "الكاراتيه" من ذوي الإعاقة، مشيرًا إلى أن فريق رياضة "الكاراتيه" يتكون من 17 لاعبًا، هم 10 شباب و7 فتيات.

وقال الراعي لـصحيفة "فلسطين": "فكرة التدريب جاءت بعد النجاح الكبير الذي سجله فريق المكفوفين في رياضة الكاراتيه، حينها شعرنا بأهمية وضرورة وجود فريق يمثل فلسطين من ذوي الإعاقات المختلفة لرياضة الكاراتيه".

وبين أن رياضة الكاراتيه لذوي الإعاقة دخلت الأولمبياد العالمي، وأول مشاركة ستكون في طوكيو عام 2020م، لافتًا إلى معيقات عدة واجهت الفريق حالت دون سفرهم إلى مصر لخوض البطولة الدولية قبل شهرين.

في تفاصيل التدريب على الكرسي المتحرك ذكر أن رياضة الكاراتيه لذوي الاحتياجات الخاصة ترتبط ارتباطًا كبيرًا وقويًّا بحركة الكرسي مع اليدين، بدلًا من الرجلين اللتين يستخدمهما الأسوياء والأصحاء.

وأضاف: "ذوو الإعاقة يعتمدون على حركة الكرسي المتحرك بدلًا من حالة التقدم بالرجلين، والضرب واللكمات باليدين"، مشيرًا إلى تحدي الاحتلال الإسرائيلي في تدريبه هذه الرياضة.

واعتقل الراعي عام 2016م، مدة على حاجز بيت حانون (إيرز)، بعد تحديه التهديدات والابتزازات الإسرائيلية، في معرفة طريقة التدريب الخاصة بفريق ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ حصل فريق المكفوفين على المركز الثالث عالميًّا في بطولة دبي.

ولا يقتصر التدرب ولعب الرياضة على الذكور فقط، إذ واجهت الفتاة عبير الهركلي (25 عامًا) تحديات جمة، وهي جنين في رحم الأم، التي استنشقت الغاز المحرم دوليًّا، إذ أطلق قنابله الاحتلال الإسرائيلي في ثمانينيات القرن الماضي، ما تسبب بتشوهات خلقية لها، ألزمتها الجلوس على كرسي متحرك.

وتخوض الفتاة غمار التدرب في رياضة "الكاراتيه" بكل سرور وسعادة، قالت لصحيفة "فلسطين": "أشارك في التدرب لأواجه النظرة السلبية من المجتمع الفلسطيني إلينا، وليكون لي بصمة خاصة في مجتمعنا ورياضة الكاراتيه".

ويشير تقرير الجهاز المركزي للإحصاء لعام 2017م إلى وجود 92710 من ذوي الإعاقة في فلسطين، منهم ما نسبته: 6% في قطاع غزة، و3% في الضفة الغربية سبب إعاقاتهم الاحتلال.

وبحسب إفادة مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى إن عدد ذوي الإعاقة من الجرحى بلغ 8246، منهم 6270 في غزة، و1976 في الضفة.