فلسطين أون لاين

الزيتون والليمون ينتظران أقدم أسير في العالم

​الأسير البرغوثي يرفض الهزيمة أمام السجان

...
صورة أرشيفية
رام الله/ طلال النبيه:

بعد صبرٍ دام (34 عاماً) في سجون الاحتلال، انطلق الأسير نائل البرغوثي بعد أن كسرت المقاومة الفلسطينية قيده، في صفقة وفاء الأحرار 2011، ليبدأ في مهمته الأحب إلى قلبه، وهي زراعة أرضه التي حرم من العمل فيها لسنوات طويلة، مقلباً إياها، ومقبلاً لترابها، وزارعاً لأشتال الليمون والزيتون والبرتقال والبقوليات.

تلك الثمار التي لم يستطع الأسير قطفها، بعد أن اخترقت سلطات الاحتلال اتفاقها مع فصائل المقاومة، معتقلة البرغوثي، وعدداً من الأسرى المحررين بعد 3 سنوات من الإفراج عنهم، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من الصبر والصمود، وعدم القبول بالهزيمة أمام المحتل.

البرغوثي وفي آخر حديث له مع زوجته الأسيرة المحررة، إيمان نافع، أكد استمراره والأسرى في معركة الإرادة، التي تجري رحاها مع سلطات الاحتلال، قائلاً لها: "لن نقبل بالهزيمة، ولن نهادن أو نفرط في حريتنا".

وأضاف البرغوثي، وفق الرسالة التي وصلت تفاصيلها لـصحيفة "فلسطين": "على المقاومة ألا تفاوض الاحتلال إلا بالقوة، فهي اللغة التي يفهمها"، مشيراً إلى ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وبين زنازين الاحتلال، وقضبان السجن، يعدُّ الأسير البرغوثي سنوات الأسر ثانية بثانية، ودقيقة بدقيقة، يساعده على قضائها قوة إرادته بعد توكله على الله، وقضائه تلك الأوقات في توعية الأسرى والحوار معه في تاريخ فلسطين وجغرافيتها، وأهمية الدفاع عنها.

احتفال بعيد ميلاده

وتروي نافع تفاصيل آخر زيارة قضتها مع الأسير البرغوثي، إذ حاولت الاحتفال معه بيوم ميلاده، رغم تنغيص سلطات الاحتلال لها، إذ غنت له طفلة أسير يعيش معه أغان فلسطينية يحبها.

ورغم محاولات الاحتلال إفشال تلك الأجواء، نجحت زوجة الأسير التي قضت نحو 10 سنوات في سجون الاحتلال، في إدخال الفرح إلى قلب زوجها، ومن رافقه في سجن غرف الأسر.

وتنتظر زوجة الأسير وعائلته، الإفراج عن أقدم أسير في العالم، إذ قضى ما مجموعه قرابة 40 عاماً، ليعود لأرضه، ويقطف ثمار الأشجار التي زرعها، وما زالت شاهدة على انتهاكات الاحتلال بحق الضفة الغربية، التي لا زالت تحافظ على نهجها المقاوم.

ويحلم الأسير البرغوثي في صلاة يقيمها أو ركعات يؤديها في رحاب المسجد الأقصى، بعد الإفراج عنه، إذ لم يتوجه له رغم الإفراج عنه قبل سنوات، لفرض الاحتلال الإقامة الجبرية عليه، ومنعه من الخروج من مدينة رام الله.

وولد البرغوثي، في قرية كوبر قضاء مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، في 24 أكتوبر 1957م، وأسر في الرابع من أبريل عام 1978م أول مرة، وكان طالبًا في الثانوية العامة لم يتجاوز 19 عامًا، ليختطف بعد أيام شقيقه الأكبر عمر وابن عمه فخري.

وحكم على ثلاثتهم، بعد تحقيق قاس، وتعذيب مؤلم، بالسجن المؤبد مدى الحياة، بزعم قتل ضابط في جيش الاحتلال شمال رام الله، وحرق مصنع زيوت بفلسطين المحتلة سنة 1948م، وتفجير مقهى في القدس المحتلة.

ويعد الحكم المؤبد، أقسى أنواع الحكم الإسرائيلي، على الأسرى في سجون الاحتلال، إذ يحكم الاحتلال على الأسير بالسجن مدى الحياة، يعيش خلالها ظروفا غير صحية ولا تليق بالعيش الآدمي.

وقبل أسبوع، نقلت سلطات الاحتلال، الأسير نائل البرغوثي، بشكل تعسفي من معتقل "بئر السبع ايشل"، إلى معتقل "هداريم".