أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس د. خليل الحية، أن التفاهمات التي حدثت بشأن تثبيت وقف إطلاق النار ورفع الحصار، لا تزال قائمة، وأن ما جرى تطبيقه قائمًا، كاشفًا في الوقت ذاته أن حركته عرضت الرؤية الوطنية التي نادت بها الفصائل الفلسطينية في اللقاء الأخير مع المخابرات المصرية بالقاهرة لتحقيق المصالحة.
وقال الحية في حوار مع صحيفة "فلسطين" أمس: "إن التفاهمات والرعاية بشأن رفع الحصار لا تزال قائمة وإن كانت تسير ببطء، ونتابع التفصيلات والإجراءات يومًا بعد يوم، ولن نستسلم لمماطلة الاحتلال الإسرائيلي ونحن يقظون".
وشدد على أن مسيرة العودة وكسر الحصار ستبقى متواصلة بأدوات وأشكال مختلفة ما التزم الاحتلال بالتفاهمات، مؤكدا أن المقاومة ستبقى درعا للمسيرة ولن تسمح للاحتلال بالتغول عليها.
ووجه رسالة للاحتلال بأن عليه إكمال الالتزام بالتفاهمات التي تمت وفق الرعاية المصرية والأممية والقطرية، وأن على الراعي إلزامه بها، قائلًا: "سننتزع بثباتنا واستمرار مسيراتنا إلزام الاحتلال بكل البنود التي جرى التفاهم عليها".
المصالحة والقاهرة
وبشأن المصالحة الفلسطينية ولقاء وفد حماس الأخير بالمخابرات المصرية، قال الحية: "يبدو أن المقاربة المصرية الأخيرة اصطدمت بحائط الرفض من رئيس السلطة محمود عباس، وإن فتح تحاول خلط الأوراق والدخول بمناكفات إعلامية لإشعال وإشغال الحالة الفلسطينية".
وأضاف: "المصريون يتعاملون مع القضية الفلسطينية كشركاء وليسوا وسطاء، ويحاولون لم الشمل الفلسطيني وتحقيق الوحدة"، مردفا أن أي مقاربة من أي جهة كانت ستفشل ما لم تقابلها إرادة حقيقية فلسطينية وخاصة من عباس وفريقه.
وأكد الحية أن الموقف من الوحدة الوطنية لا يختلف عليه اثنان، وأن موقف حماس هو الموقف الذي عبرت عنه القوى الوطنية والإسلامية في كل المناسبات، والمتمثل أولًا بألا يكون أحد الفرقاء مشاركًا في حصار جزء من الشعب.
وشدد على أنه "يجب رفع العقوبات عن قطاع غزة بلا مواربة ولا استخفاف بعقول الناس"، فهي واضحة لكل العالم والناس، وفي الضفة الغربية خرجت ضدها مسيرات شعبية وهناك اجتماعات فلسطينية ووطنية تحدثت عنها بكل وضوح.
وبين الحية أهمية البدء بتشكيل حكومة وحدة وطنية لتمارس مهماتها، مبينًا أن حكومة راميالحمد الله لم تعد قادرة وليست مؤهلة ولا أمينة على أن تقود شعبنا وتدير أمره "لأنها أصبحت جزءا من الحالة المؤسفة وجزءا من الحصار".
وأكد أنه لا يمكن لمن شارك بالحصار أن يكون أمينا على مرحلة توافق وطني، مبينا -ضمن الرؤية الوطنية للوصول للوحدة- أهمية الذهاب مباشرة لتشكيل مجلس وطني توحيدي حسب كل الاتفاقات السابقة، والذهاب لانتخابات لينتخب الشعب من يريد في الرئاسة والمجلس التشريعي والمجلس الوطني حتى تستقر الحياة الفلسطينية عبر صناديق الاقتراع ليختار من يمثله.
وقال: "إن هذه الرؤية الوطنية التي نادت بها كل الفصائل الوطنية، وأكدت عليها حماس للمصريين وتحدثت بها، لكن يبدو أن قادة فتح لم يستجيبوا لمقاربة المصريين".
اتفاق 2017
وحول تمسك فتح باتفاق أكتوبر/ تشرين الأول 2017، قال الحية: "لا نستجيب لإرادة أي أحد، فبيننا اتفاق 2011، وهو القاعدة الأساسية لأي اتفاق، حيث تحدث عن ملفات الحالة الوطنية كافة (الانتخابات، ومنظمة التحرير، والحكومة، والمجلس التشريعي، وتوحيد المؤسسات، والمصالحة المجتمعية)".
وذكر أن هناك من هم في فتح يريدون انتقاء ما يشاؤون على سياستهم في كل مرحلة، حتى في اتفاق 2017 انتقوا منه، فتركوا تشكيل الحكومة وأرجعوا الوزراء لوزاراتهم، ولم يفعلوا أي شيء، وتمترسوا خلف تفاصيل هنا وهناك ففشلوا وأفشلوا كل هذه الحالة.
وأكد أنهم لا يقبلوا لحكومة الحمد الله "أن تبقى قائمة لأنها لم تعد حكومة توافق وليست أمينة لأنها جزء من الحصار والعدوان المتمثل بالعقوبات".
وعن تهديدات السلطة بفرض عقوبات جديدة على غزة، بين الحية أنها تدلل على أن غزة ما زالت تحت عقوبات عباس وحكومة الحمد الله، مضيفًا: "شعبنا قادر ونحن جزء منه للتصدي لكل محاولات تركيع الشعب".
ولفت إلى أن سلطة التنسيق الأمني تحاول إرغام الشعب للاستسلام في الوقت الذي يجب أن توحد الشعب في مواجهة الأعاصير التي تعصف بالقضية، تحت محاولات إضعافه ومسيراته، مشددًا على أن هذا التهديد والوعيد يجب أن يتوقف.
وحذر من أن أي تهديدات وعقوبات ستُقابل بإجراءات تكافئها إن حدثت، مردفًا أن "التاريخ بيننا، هؤلاء الذين يضعون عقوبات سيأتي وقت يحاكمهم التاريخ والشعب والأيام".
العملية الفاشلة
وبشأن إن كان هناك حراك بملف جنود الاحتلال الأسرى والمفقودين بغزة، أكد الحية أنه لا يوجد حديث بالملف؛ لأن الاحتلال غير جاهز لهذه القضية.
وعن العملية الأمنية العسكرية الإسرائيلية الفاشلة شرق خانيونس، أوضح الحية أن التحقيقات والمتابعات لا تزال قائمة للوصول لكل شيء، وعندما تنتهي فصولها ستعلن حماس وجناحها العسكري كتائب القسام عن نتائجها، وستبين الحقيقة لشعبنا.
وقال: "يجب أن ندرك أننا في صراع أمني وعسكري وقانوني وشعبي مع الاحتلال"، مطالبًا أبناء شعبنا بأن يكونوا يقظين ومنتبهين لسلوك الاحتلال الذي يحاول أن يأخذنا على حين غرة، "لكن إرادة الشعب ومقاومته ستفشل كل محاولات الاحتلال للنيل منه ومن مقاومته وأمنه الداخلي".

