فلسطين أون لاين

​حتى المركز الثالث عالميًّا

مشروع "الشوابكة" مهّد الطريق لـ"ناسا"

...
تؤكد أنها ستواصل الابتكار والإصرار على تطبيق ما لديها
غزة/ مريم الشوبكي:

تكتسي مدينة الخليل بالزائر الأبيض في كل شتاء، ويؤدي إلى إغلاق الطرقات ويصعّب من حركة المركبات فيها، وهذه المشكلة دفعت ابنة الخليل "أمل الشوابكة" في عمر الخامسة عشرة، إلى البحث عن حل للتغلب عليها ولمعت في ذهنها فكرة إنتاج إسفلت مقاوم للانزلاقات.

"الشوابكة" تدرس الثانوية العامة الفرع العلمي، وتقطن في مخيم الفوار جنوب مدينة الخليل، مشروعها الذي بدأ فكرة، قادها إلى نيل مراكز علمية متقدمة على مدار الأربع سنوات الماضية، والتي كان آخرها المركز الثالث عالميًا في "جائزة ناصر بن حمد العالمية للإبداع الشبابي" للعام 2018 في البحرين.

فكرة من الدرس

أول إنجازات الشوابكة في مشروعها "لا انزلاق على الطرقات" كانت بحصولها على المركز السابع على مستوى فلسطين عام 2016م، حينما كان مجرد فكرة، تحدثت عنها: "في الصف التاسع شرحت مدرسة العلوم عن المواد البلورية واللابلورية والتي اكتشفت من خلالها مادتي السيليكا والمطاط اللابلوريتين، واستغرق البحث سبعة أشهر".

وتضيف لـ"فلسطين": "ومن هنا جاءتني فكرة إضافة المادتين لخلطة الإسفلت لتغلب على تشكل الثلوج في الطرق والتخلص من مشكلة الانزلاق، وبدأت بعمل تجارب بنسب مختلفة على الإسفلت، ومن ثم أجريت فحص الجليد ونجحت تجربتي بعدم تشكله".

ناسا

تطبيق الفكرة لتصبح مشروعًا، تطلب منها التعاون مع مهندسين وخبراء في الإسفلت، تبين الشوابكة أنها قابلت مهندسين في جامعة البوليتكنك وتعرفت من خلالهم على طبيعة الإسفلت والآلات المستخدمة فيه، وساعدها مركز البناء لفحوصات الإسفلت بعمل تجارب على فكرتها.

وحصولها على المركز السابع أوصلها إلى وكالة ناسا الفضائية، تقول: "العشر مراكز الأولى الفائزة حصلت على منحة وكالة ناسا، بالخضوع لبرنامج تدريبي مكثف على مدار عشرة أيام، تعرفنا من خلاله على عالم الفضاء، والمركبات الفضائية، وعشنا أجواء الفضاء".

وعن الإضافة التي تركتها تجربة وكالة ناسا عليها، توضح أنها من التجربة اكتشفت كم يحافظ المجتمع الأمريكي على تاريخه وإنجازاته في مجال الفضاء، وهذا جعلها أكثر إصرارًا على جعل فلسطين متميزة أيضًا في المجال العلمي.

ولم تتوقف نجاحات مشروع "الشوابكة" "لا انزلاق على الطرقات"، حيث حصدت بجائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للشباب العربي الدولية عن فئة الشباب العربي المبدع في دولة الإمارات في عام 2017.

وهذا العام نافست 7012 مشاركة من 120 دولة حول العالم على "جائزة ناصر بن حمد العالمية للإبداع الشبابي"، في ست مجالات، شاركت هي في مجال الإبداع العلمي وحصدت المركز الثالث.

وتؤكد الشوابكة أن إضافة مادتي السيليكا والمطاط إلى الإسفلت يزيد من قوة الثبات بين حبيباته، ويقلل تكتله مع مرور الزمن، وبالتالي يمنع تشكل الثلوج.

فلندا ومنحة

وتشير إلى أن مادة الإسفلت المنتجة تكاليفها أقل من الإسفلت المتوافر حاليًا، لأن المواد المضافة إليه كالمطاط يتم استخلاصها من إعادة تدوير إطارات السيارات وتكلفتها بالتالي منخفضة.

واستطاعت الشوابكة، كما تبين أن تسجيل مشروعها كبراءة اختراع لها (ورقة أولى) إلى حين تحوله إلى اختراع يتداول في الأسواق.

ومشروع "لا انزلاق على الطرقات" هو الأول من نوعه عالميًّا، تقول: "وهذا التميز دفع العديد من الدول إلى عرض تبني مشروعي وتوفير الإمكانات له، وكان آخرها فنلندا التي قدمت لي منحة لدراسة الجامعية واستكمال التجارب والأبحاث على مشروعي، ورفضت العرض لأنني أتمنى استكمال تعليمي في فلسطين".

عقلية "الشوابكة" ولادة بالأفكار الإبداعية، حيث استطاعت برمجة تطبيق على الهواتف الذكية يساعد المقبلين على الزواج اكتشاف إذا كانوا يعانون من مرض التلاسيميا أو نقص الحديد، مع منبه لأدويتهم في الوقت المحدد مع أسمائها.

الطب والهندسة

وتشير الشوابكة إلى أنها تطور حاليًا مشروع "لا انزلاق على الطرقات" من خلال متابعة الأبحاث العالمية التي صدرت في هذا المجال، مع مواصلة التجارب الحية على مادة الإسفلت.

وتؤكد أنها ستواصل الابتكار والإصرار على تطبيق ما لديها من أفكار لمشاريع إبداعية لا تتوافر لها البنى التحتية والإمكانات في فلسطين، في أي دولة توفر لها هذا الإمكانات.

وتطمح الشوابكة إلى التخصص في جراحة المخ والأعصاب، مع مواصلة الاختراعات، لتدمج بين الطب والهندسة.

ووجهت كلمة للشباب الطموح: "لا تضعوا الحواجز أمام إبداعكم، ليس هناك شيئًا اسمه مستحيل، آمنوا بأفكاركم ولا تتخلوا عنها".