فلسطين أون لاين

​صيام: المقترح لا يزال في طور الدراسة

إلحاق الصف الأول في رياض الأطفال بغزة.. بين مؤيد ومعارض

...
الفكرة المقترحة هي دراسة تهدف لتوسيع ونشر التعليم بغزة
غزة/ يحيى اليعقوبي:

تدرس وزارة التربية والتعليم بغزة فكرة السماح لرياض أطفال تنطبق عليها شروط ومعايير معينة، لاستقبال طلبة الصف الأول الابتدائي لديها، دون التأثير في تدريس الصف الأول بالمدارس الحكومية.

وقال مدير عام التعليم العام بوزارة التربية والتعليم محمد صيام لصحيفة "فلسطين": إن الفكرة المقترحة هي دراسة تهدف لتوسيع وانتشار التعليم بغزة، وفتح المجال أمام المؤسسات التعليمية الخاصة، مع عدم التأثير في التحاق طلبة الصف الأول بالمدارس الحكومية.

وأضاف صيام: إن "فحوى الفكرة كذلك تتضمن معرفة ودراسة عدد رياض الأطفال التي يمكن أن تقدم التراخيص لاستيعاب طلبة الصف الأول"، نافيًا بالمطلق وجود أي توجه لدى وزارة التربية والتعليم لإلغاء تعليم الصف الأول بالمدارس الحكومية.

ونبه إلى أن الدراسة ما زالت في بدايتها ومن خلالها سيتضح مدى جدواها على التربية والتعليم، وسيتم اتخاذ القرار وفق نتائج الدراسة، مشيرًا إلى أن الوزارة ستستمع لكل الجهات المعنية وأولياء الأمور ورياض الأطفال.

وحول الشروط والمعايير الخاصة بالرياض التي يمكنها استقبال طلبة الصف الأول، بين أن أي مؤسسات تعليمية تريد استقبال طلبة الصف الأول لا بد من الالتزام بالشروط الخاصة والحصول على ترخيص من وزارة التربية والتعليم والتي تتعلق بالبعد الهندسي والأمان والسلامة وجودة التعليم وقضايا مختلفة.

ردود فعل متباينة

وتباينت ردود فعل أهالي ومختصين في استطلاع أجرته صحيفة "فلسطين" بين مؤيد ومعارض للفكرة، وحول تأثيرها في الطفل، فضلا عن مدى تأهيل الرياض في القطاع لاستقبال طلبة الصف الأول.

مديرة روضة شهد النموذجية للأطفال بمدينة غزة أحلام اليازجي تقول، إنها لا تستطيع افتتاح صف أول بجانب مراحل البستان والتمهيدي، وأن الأمر يحتاج لتفكير جيد ودراسة قبل الموافقة عليه، وشراء أرض لتوسعة الروضة وتهيئتها لاستقبال الصف الأول.

وأضافت اليازجي لصحيفة "فلسطين" أن الكثير من الأهالي الذين يرسلون أطفالهم للدراسة بروضتها، يتمنون افتتاح الصف الأول الابتدائي، لكنها لا تستطيع ذلك بالمكان الحالي، مشيرة إلى أن الأمر يحتاج إلى جلب مدرسات متخصصات بتعليم الصف الأول تمامًا مثل المدارس.

وتؤيد اليازجي الفكرة بشكلها العام، لاعتبار أن ما يُدرس برياض الأطفال (التمهيدي) يشابه ما يجري تدرسيه لطلبة الصف الأول بالمدارس الحكومية، "وقد يكون التأسيس فيالرياض أكثر، ويزيد طموح الرياض أكثر في التعليم".

هدى أحمد وهي مدرسة ولديها أطفال بالمرحلة الابتدائية ترى أن الفكرة مريحة وأن الطفل سيبقى بالرياض ويدرس بها الصف الأول ولن يشعر بتغير الأجواء، وأن ذلك لن يؤثر في التحصيل الدراسي باعتبار أن الكتب والبرنامج التدريسي سيكون ذاته، فيما تعارض الفكرة آمال مطر لكون الطفل سيعيد تكرار ما تعلمه في التمهيدي مرة أخرى، نظرًا لحجم التشابه بين التعليم في الصف الأول والتمهيدي.

أفنان الشوا وهي أم لأطفال بالمراحل الابتدائية ورياض الأطفال تؤيد الفكرة قائلة: "الطفل في رياض الأطفال لا يمتلك المعلومات الكافية التي تهيئه لدخول الصف الأول، وفتح المجال أمام الرياض لاستيعاب طلبة الصف الأول يجعل الطفل يدخل المرحلة دون خوف لكونه درس بالرياض ذاتها، ويشعر الأهالي بالراحة أكثر"، معتبرة القرار إيجابيًّا وله انعكاسات جيدة على الطفل.

لكن مديرة إحدى المدارس الابتدائية بمدينة غزة فضلت عدم الكشف عن اسمها، ترى أن تأسيس الطفل في الصف الأول يختلف بالمدرسة عن الرياض، وأن المدارس تستخدم استراتيجيات في أساليب التدريس ليست موجودة في الرياض كالتعليم النشط بالمرحلة الأساسية، خاصة أن معلمات المدارس دائما ينخرطن في دورات في أساليب التعلم والنشط.

وقالت لصحيفة "فلسطين": إن المدراس لديها تركيز على الأشياء الأساسية، وتأسيس الطفل بالمدارس أفضل من رياض الأطفال التي تختص بالتعليم عن طريق الألعاب وطرق بسيطة.

اختلاف المراحل

فيما تبين المختصة التربوية أمل يونس أن الفكرة غير صائبة نظرًا لاختلاف المرحلة العمرية والسن بين مراحل رياض الأطفال (البستان والتمهيدي) والصف الأول، خاصة في ظل وجود فارق عمري يبلغ ثلاث سنوات.

وقالت يونس لصحيفة "فلسطين": "حتى لو كانت رياض الأطفال مؤهلة لاستقبال طلبة الصف الأول، فإن اختلاط المرحلة العمرية يشعر الطفل أنه لم يخرج من رياض الأطفال، وسيظل يعيش الجو السابق ويقلل من تحمله المسؤولية كما يتحملها زملاؤه بالمدارس".

وأضافت أن الطفل عندما ينتقل للمدارس الحكومية سيعاني صدمة فارق التعامل والتدريس، كما أن اختلاط الصغار بالأكبر سنًّا في الرياض يشتت مدرسات الرياض، كما أن قدرات الرياض تتماهى مع سن معينة إضافة لوجود بعض المدرسات غير المتخصصات كمعلم صف.