فلسطين أون لاين

​عقب مهرجان السرايا الأخير

صراع تيارَيْ "عباس" و"دحلان" يطفو مجددًا

...
رام الله- غزة/ يحيى اليعقوبي:

مجددا، عادت الصراعات داخل حركة "فتح"، تطفو على السطح، وخاصة بين تياري رئيس السلطة محمود عباس، والقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان.

وتجددت الصراعات القائمة منذ زمن، عقب تنظيم تيار الإصلاح الديمقراطي بفتح، الثلاثاء الماضي، مهرجانا جماهيريا في ساحة السرايا بمدينة غزة، لإحياء الذكرى السنوية الرابعة عشرة لرحيل الرئيس ياسر عرفات.

ورأى المحلل السياسي خالد صادق، أنه من الواضح أن عباس لا يسعى إلى إشراك "أي أحد" في القرار السياسي داخل "فتح"، ويكرس سياسة التفرد بالقرار، والتشكيك في منافسيه داخل الحركة، وعدم السماح لأي قيادي بإظهار مدى شعبيته.

وقال صادق لصحيفة "فلسطين" إن الصراع بين تياري دحلان وعباس، يدور حاليا في إطار تشويه الآخر عبر بث كم كبير من "الدعايات ومحاولة تقويض أي امتداد جماهيري له"، لافتا إلى أن "فتح" استاءت من المهرجان الجماهيري الذي نظمه التيار الإصلاحي داخل الحركة (تيار دحلان)، وهاجمت القيادات الوطنية والشخصيات السياسية المشاركة.

ورأى أن المهرجان الجماهيري شكل "انتكاسة" لعباس بموقفه من دحلان، وأظهر الأخير بأنه قادر على الحشد الجماهيري الفتحاوي، ما فتح جبهة صراع جديدة بين التيارين.

وتوقع صادق أن يكون هناك نوع من التشدد في التعامل من كل طرف تجاه الآخر، بمعنى أن هناك محاولة نزع الشرعية من قبل دحلان عن عباس، واتهامه بالتفرد، وإملاء مواقفه على الجميع.

"فيما سيهاجم تيار عباس، دحلان بالتشكيك فيه وعلاقاته الدولية وأنه يمثل أجندات خارجية" والكلام للمحلل السياسي، الذي رجح أن تشهد الفترة القادمة هجوما إعلاميا متبادلا بين التيارين.

واعتقد صادق أن رسالة المهرجان الأخير، رسالة من دحلان إلى عباس للتفاهم، وأن يكون هناك نوع من الشراكة، غير أن استمرار الصراع سيفاقم الأزمات الفتحاوية الداخلية.

و رأى المحلل السياسي عمر عساف، أن الصراع بين تياري عباس ودحلان مشتد وفي أوجه بغزة، فيما يكمن تحت الرماد في الضفة المحتلة.

وقال عساف لصحيفة "فلسطين" إن دحلان لم يتوقف عن محاولة أن يكون جزءا من الحالة الفلسطينية، وخاصة الحالة الفتحاوية، وأنه يحضر لمرحلة إجراء انتخابات فتحاوية وفلسطينية، معولا على ذلك بالأجيال الشابة.

ولم يستبعد عساف، انحياز قيادات فتحاوية لتيار دحلان بعد رحيل عباس، كما حدث في عهد الرئيس عرفات، فكانت هناك انحيازات من قيادات فتحاوية اصطفت بجانب دحلان وعباس المعارضين لسياسة الراحل، وتسلما السلطة من بعده.

ولفت إلى أن كل قطب فتحاوي في غزة، تلتف حوله الجماهير الفتحاوية، لكن في الضفة لا يوجد تعبير علني لهذا الخلاف؛ نظرا لسيطرة السلطة وأجهزتها الأمنية ، مؤكدا أن "الصراع يدور بين الطرفين حول الهيمنة على السلطة، ومحاولة الحصول على دعم إقليمي من هذا الطرف العربي أو ذاك".