فلسطين أون لاين

​العزلة راحة مؤقتة .. وعند العودة ابتعد عن المحبطين

...
غزة_مريم الشوبكي:

"البعد عن الناس غنيمة" مثل يتخذه صاحبه حينما تحاصره المشاكل لقربه من الناس، أو مر بتجارب صادمة في حياته مع المحيطين به، فيلجأ إلى العزلة بإرادته ناشدًا راحة باله، رغم أن قراره له جوانب سلبية ستنعكس عليه.

فبمرور الوقت يتعود الإنسان على العزلة، وتضعف معها شبكة علاقاته الاجتماعية، وحينما يقرر العودة إلى الاندماج في المجتمع لسبب ما، يجد صعوبة كبيرة، ويشعر أنه يحتاج إلى البدء من جديد بتكوين صداقات وعلاقات واستعادة الثقة بمن حوله.

الاختصاصية النفسية إكرام السعايدة أرجعت اتخاذ الإنسان قرار الانعزال عن الناس لسببين: طبيعة الشخصية، والبيئة المحيطة بهذا الفرد.

وبينت السعايدة لـ"فلسطين" أن الأسباب المتعلقة بطبيعة شخصية الفرد، أي أن من سمات شخصيته حبه للعزلة وعلاقته الاجتماعية محدودة، وفقدانه الثقة بمن حوله، ووجود بعض العيوب والمشكلات لديه قد تكون صحية كتشوهات خلقية، أو عيوب كلامية.

وأوضحت أن قرار الانعزال قد ينبع من تجاربه مع البيئة المحيطة، وتعرضه لكثير من الصدمات وخيبات الأمل التي ساهمت بوضع حواجز بينه وبين الآخرين، سيما إذا وضع سقفًا عاليًا وكانت ردود أفعالهم مخيبة لآماله، فبالتالي يتقوقع على نفسه ويفقد الثقة بهم، كما أن طبيعة أساليب التنشئة الأسرية التي تربى عليها تحد من شبكة علاقاته الاجتماعية.

وأشارت الاختصاصية النفسية إلى أن قرار الشخص العودة عن العزلة؛ مرتبط بقوة تأثره ووقوع خلل في حياته نتيجة لقراره الذي اتخذه بالانعزال والانسحاب من الحياة الاجتماعية، وأنه وجد نفسه الخاسر الأكبر في هذا القرار الخطأ ولم يجد بدًا من الرجوع للعلاقات الاجتماعية.

ولفتت إلى أن ضغوط المقربين والمواجهة وأسلوب الحوار والإقناع؛ تدفعه نحو الاستبصار بذاته وإدراك حجم الخطأ الفادح في قراره، والعزم على الرجوع إلى سابق عهده في العلاقات الاجتماعية.

ونبهت السعايدة إلى أن بعض الأشخاص لا يتراجعون عن قرارهم، ويعتبرونه مكسبًا عظيمًا لهم، وهذا بطبيعة الحال يتوقف على النتائج التي حققها بالعزلة عن الآخرين، والمتمثلة بحالة السلام والاستقرار النفسي وتفويت الفرص على كثير من المشاكل، الناجمة عن الاحتكاك والتفاعل مع الآخرين.

الرجوع عن العزلة

وأوضحت أن قرار الرجوع عن العزلة وبناء شبكة علاقات اجتماعية أمر محفوف بالمخاطر، وينطوي على صعوبة في تكوين علاقات وصداقات اجتماعية من البداية، كأنه بناء الثقة بأولى خطواتها، ويحمل درجة عالية من الصعوبة خصوصًا إذا كان قد تلقى خيبة أمل صادمة من الآخرين.

وبينت الاختصاصية النفسية أن الفرد لا بد أن يتمتع بقدر عالٍ من الوعي الاجتماعي في معرفة أنماط الشخصيات، واختيار الأفضل من الصداقات وبنائها على أسس راسخة ومكينة، بعيدًا عن الأنانية وترفعًا عن المصالح.

وذكرت أن دعم وتشجيع المحيطين للفرد في استعادة ثقته في الآخرين، وبناء شبكة علاقات اجتماعية وطيدة، واشتراكه واندماجه بالأنشطة التي تنطوي على تفاعلات اجتماعية متنوعة، يساعد في عودته من العزلة.

ونصحت السعايدة بتجاوز كل المواقف والأشخاص والأفعال التي تجلب للفرد الضرر، والترفع عن المحبطين وذوي النظرة التشاؤمية.