فلسطين أون لاين

​"أبو الهنود".. 17 عامًا على اغتيال القائد الأسطورة

...
نابلس_فلسطين أون لاين

بعد نجاته مع محاولتي اغتيال، كان في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2001 على موعد مع الشهادة حين استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلية الحربية بخمسة صواريخ سيارة مدنية كانت تقله برفقة المقاومَين أيمن حشايكة وشقيقه مأمون، قرب مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة.

إنه "القائد الأسطورة" كما يصفه الجميع محمود أبو الهنود، الذي ولد في 1 يوليو/ تموز 1967 في قرية عصيرة الشمالية شمال مدينة نابلس، ودرس في مدارس القرية، وعُرف بالتفوق الذي دفعه إلى مواصلة تعليمه حتى حصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية.

ومع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 كان أبو الهنود أبرز المشاركين في فعالياتها، حتى أصيب بجراح خطيرة عام 1988 خلال إحدى المواجهات التي اندلعت مع جنود الاحتلال على مشارف القرية، وتم اعتقاله لاحقًا لعدة أشهر في سجن "مجدو".

وبعد إطلاق سراحه أصبح أبو الهنود عضوًا نشطًا في حركة حماس بمدينة نابلس، إلى أن أبعدته قوات الاحتلال إلى جنوب لبنان في ديسمبر/ كانون الأول 1992 برفقة أكثر من 400 قيادي وناشط من حركتي المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي.

وخلال فترة الإبعاد كُلف أبو الهنود بمهمة إعادة تشكيل خلايا كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية؛ ليلمس الاحتلال بصماته فور عودته بارتفاع وتيرة العمليات الفدائية، حتى بات على رأس قائمة المطلوبين لـ(إسرائيل).

إضافة إلى ذلك، أُدرج أبو الهنود ضمن لائحة المطلوبين لأجهزة أمن السلطة التي اعتقلته عام 1996 إلى جانب نشطاء حماس في حملة شنتها في ذلك الوقت، إلا أن أبو الهنود تمكن من الفرار من السجن في شهر مايو/ أيار من العام ذاته.

عندها لمع نجم أبو الهنود في سماء المقاومة، وغدت صحف الاحتلال تنشر تقارير خاصة عنه، إذ أشارت مجلة "جيروزالم بوست" في أحد أعدادها أن "على (إسرائيل) مهمة ملحة جدًّا، وهي القبض على أبو الهنود".

محاولات اغتيال

فجر 26 أغسطس/ آب 2000، تسللت قوة إسرائيلية خاصة من وحدة "دوفدوفان" تضم مئات الجنود مدعومة بالطائرات المروحية صوب أحد المنازل في قرية عصيرة الشمالية قضاء نابلس، بهدف اغتيال القائد أبو الهنود بعدما اتهمه الاحتلال بالمسؤولية عن قتْل عشرات الإسرائيليين وإصابة المئات، إلا أنه كان متيقظًا، فاشتبك معها من نقطة صفر؛ وقتل ثلاثة من جنودها وأصاب آخرين وفقًا لاعتراف الاحتلال آنذاك، وتمكن من الانسحاب وهو مصاب.

بعدها تحول ليل القرية نهارًا بفعل القنابل الضوئية بحثًا عن أبو الهنود، ليتلخص فشل العملية فيما قاله عنها وزير خارجية الاحتلال في حينه شمعون بيرس: "إن عملية عصيرة عار على (إسرائيل)".

وبعد أربعة أيام فقط من فشل جريمة الاغتيال الأولى، أعلنت أجهزة أمن السلطة في رام الله تمكنها من اعتقال أبو الهنود وتقديمه إلى محكمة أمن الدولة العليا، حيث حكمت بسجنه 12عامًا.

وبعد أشهر فقط من سجنه، كانت محاولة الاغتيال الثانية في 20 مايو/ أيار 2001، عندما قصفت طائرات الاحتلال من نوع "إف 16" ولأول مرة السجن المركزي لمدينة نابلس، الذي كانت تعتقل السلطة فيه أبو الهنود، إلا أنه خرج من بين الأنقاض يحمل مصحفه بيده، وعاد ليطارد المحتل من جديد.

وبعد هذا العار الإسرائيلي، نجح الاحتلال في اغتياله بعد ستة أشهر من المحاولة الفاشلة الثانية، فخرج رئيس حكومته آنذاك أرئيل شارون متغنيًا باغتيال أبو الهنود، ليقول إن "اغتيال أبو الهنود يعد أكبر انتصار لـ(إسرائيل)".