أوصى مختصون وإعلاميون، بضرورة توحيد الخطاب الإعلامي الفلسطيني وعدم الاعتماد على رواية الاحتلال الإسرائيلي مصدرا أساسيا للمعلومات، داعين إلى تشكيل غرفة إعلامية مشتركة تضم عدداً من الوسائل الإعلامية، خاصة خلال التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة.
جاء ذلك خلال ندوة حوارية نظمها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس، تحت عنوان "تقييم الأداء الإعلامي خلال العدوان الأخير"، بحضور كتّاب وصحفيين ونشطاء.
وقال المحلل السياسي إياد القرا: إن ما ميّز جولة التصعيد الأخيرة، هو الصراع على إثبات الرواية الفلسطينية، وكشف زيف رواية الاحتلال أمام الرأي العام الدولي.
وأوضح القرا خلال كلمته، أن الإعلام الفلسطيني استطاع الحفاظ على الرواية الفلسطينية الصادقة، خاصة في ظل محاولات الاحتلال إيهام العالم أن ما جرى من تسلل قوة إسرائيلية خاصة شرقي خانيونس جنوبي قطاع غزة "حدث طبيعي".
وعزا سبب نجاح الرواية الفلسطينية إلى ثلاث نقاط، الأولى وحدة الرواية السياسية الفصائلية، والثانية غرفة العمليات المشتركة التي شكّلتها المقاومة الفلسطينية، أما الثالثة توحد الرواية الإعلامية إلى حد كبير.
وأشار إلى أن تكامل الأدوار الثلاثة استطاع تقديم الرواية الفلسطينية بشكل صحيح، مثمنًا في الوقت ذاته، دور الإعلام المحلي في دعم المقاومة وطمأنة الجمهور الفلسطيني منذ اللحظات الأولى للتصعيد.
وأثنى القرا، على دور الإعلام الحكومي، في نشر الرواية الصحيحة، وإنهاء الأخبار المغلوطة "الإشاعات" في وقت قصير، داعياً نشطاء التواصل الاجتماعي للتحلي بالمسؤولية الأخلاقية في نشر الأخبار.
إمبراطورية إعلام
بدوره، أكد المختص في الشأن الإسرائيلي، محمود مرداوي، أن الاحتلال لديه تطور تكنولوجي كبير، يستطيع من خلاله مراقبة الأحداث الجارية ومواقع التواصل الاجتماعي بدّقة.
ووصف مرداوي في كلمته، إعلام الاحتلال بـ "الإمبراطورية"، ويخضع لرقابة عسكرية، مما يجعله أكثر التزاماً في آليات نشر المعلومات وطمأنة جمهور المجتمع الإسرائيلي.
وأشار إلى أن الرأي العام الإسرائيلي مُشكّل عن وعي وفهم الأحداث الجارية، خاصة خلال جولات التصعيد، منبهًا إلى أن إعلام الاحتلال استطاع الحفاظ على سرية المعلومات خلال المواجهة الأخيرة.
وبيّن أن الاحتلال عمل على تشكيل غرفة أخبار مشتركة لتوحيد لغة الخطاب الإعلامي الموجه للمجتمع الإسرائيلي والفلسطينيين أيضاً، داعياً إلى تشكيل هيئة تحرير موحدة من وسائل الإعلام لما لها من أثر قوي في توحيد الرواية الفلسطينية.
وطالب مرداوي، بضرورة المساهمة في رفع الحس الوطني للجمهور الفلسطيني، خاصة في فترة التصعيد مع الاحتلال.
من جانبه، قال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في قطاع غزة عادل الزعنون: إن الإعلام الدولي يُخصص مساحة كبيرة لتسليط الضوء على التصعيد في غزة، لحظة وقوعه.
وبيّن الزعنون خلال كلمته، أن الإعلام الدولي يتعامل مع أحداث غزة عبر ثلاث مراحل، الأولى الاستكشافية، أي بمعنى البحث عن الحدث وإمكانية استمراره أم لا.
وبحسب قوله، فإن المرحلة الثانية هي تكثيف التغطية الإعلامية للحدث حال استمراره، وإبرازه عبر الصفحات الأولى في الصحف والمواقع الدولية، أما الثالثة، فهي التراجع عن الحدث عند انتهائه وعدم مجاراة التفاصيل الأخرى فيما بعد.
وذكر أنه منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار خلال التصعيد الأخير، عادت الصحف الدولية عن تخصيص مساحة لأحداث، وأصبحت تتناولها كأخبار اعتيادية.
من ناحيته، شدد مدير العلاقات العامة في قناة الأقصى الفضائية المذيع راجي الهمص، على ضرورة تحلي الصحفي الفلسطيني بالحس الوطني، وعدم نشر الأخبار التي تصب في خدمة الاحتلال.
وقال الهمص: "يجب على الصحفي أن يكون حارس بوابة على جميع ما ينشره الاحتلال، وعدم الحرص على الوصول إلى السبق الصحفي فقط دون التثبت من صحة المعلومات".
وأكد أن قناة الأقصى لعبت دوراً مهماً في الحفاظ على الجبهة الداخلية بغزة، من خلال خروجها برسالة طمأنة مفادها أن المقاومة ثابتة ومستمرة في إيلام العدو.
ودعا الهمص، المكتب الإعلامي الحكومي، لمجاراة الأحداث أولاً بأول لحظة وقوعها، بما يخدم الجبهة الداخلية الفلسطينية، ومنع بث الإشاعات بين المواطنين.