فلسطين أون لاين

​الحاضنة الشعبية والمقاومة.. يد واحدة

...
غزة - مريم الشوبكي

أبدعت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في الضربات الموجعة التي وجهتها للاحتلال الإسرائيلي ردا على جولة تصعيده الأخيرة، لا سيما في قصف حافلة نقل جند شرقي جباليا، ونشر فيديو عملية "كمين العلم"، وكشفت زيف ادعاءات الاحتلال بشأن حجم الخسائر التي تكبدها.

وتمكنت المقاومة الفلسطينية من كسب ثقة الشعب الفلسطيني وتأكيد مصداقيتها عبر عملياتها الموثقة.

وتؤكد المواطنة جاكلين شحادة أن فلسطين لن تتحرر إلا بسواعد مقاومتها التي تحظى بدعم وتأييد واسعين من الشعب الفلسطيني.

وتقول شحادة (30 عاما) لصحيفة فلسطين: "فلسطين أرض مغتصبة وما زالت محتلة والكل الفلسطيني مجمع على وجوب استعادتها، وجميع ألوان الطيف الفلسطيني متفق على أنها لا تعود إلا بالنضال المستمر".

وتضيف شحادة التي أسفر عنف الاحتلال ضد المشاركين في مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية عن فقدانها الرؤية، أن الثورة والمقاومة بمختلف أشكالها جعلتا الفلسطينيين في خندق واحد لإعادة الأرض المسلوبة، "فوجدنا في مسيرة العودة كل ألوان الشعب الفلسطيني حتى الذين لا ينتمون إلى فصيل سياسي".

وتتابع: "الشعب الفلسطيني مؤمن بأنه لا خيار لفك الحصار وإزاحة الاحتلال إلا بتوحده وتكاتفه، وهذا ظهر جليا في غرفة العمليات المشتركة التي أدارت المعركة مع العدو قبل أيام بنجاح".

وتؤكد شحادة أن ما قامت به المقاومة، وانتصارها على الاحتلال أكدا للجميع أنها قادرة على تحقيق ما تخطط له، وهذا ظهر جليا وواضحا من خلال التعليقات السياسية المختلفة.

وتلفت إلى أن الفلسطينيين يجب أن يدعموا المقاومة بالعمل على حماية الجبهة الداخلية وتماسكها من خلال الاتصال والتواصل مع الجماهير وتوعيتهم توعية أمنية وتعبئة نضالية، والالتفاف حول المقاومة بكل أشكالها.

وتوضح شحادة أن من واجب المواطنين تقديم جميع التسهيلات التي تحتاج إليها المقاومة قبل العدوان وخلاله وبعده، ودعمها بجميع المستلزمات اللوجستية التي تحتاج إليها.

البوصلة

من جهته يرى نائب رئيس مجلس إدارة مركز "شباب الشجاعية" ساهر الزعيم أن المقاومة بحنكتها استطاعت التركيز على البوصلة الحقيقية وهي فلسطين.

ويؤكد الزعيم لصحيفة "فلسطين" أن قوة الشعب الفلسطيني تنبع من قوة المقاومة التي عهد عليها الصدق في القول والفعل، فلذلك كان الرد الطبيعي توجه الشعب نحو المقاومة واحتضانها وحماية ظهرها لتكون أقوى.

ويقول : "الشعب الفلسطيني مظلوم بسبب الاحتلال، وكل من حوله يتآمر ويتكالب عليه، والأيام التي عاشها منذ 70 سنة وحتى اليوم، أثبتت أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وشباب اليوم هم من يمتلكون القوة".

ويضيف الزعيم: "الشعب الفلسطيني يقدس الكرامة، وكرامته بالمقاومة".

ويتابع : "نحن جيل لم يعرف الترف ولا الرفاهية، وتعلم على موائد القرآن وتثقف على نحو لا يمكن معه أن يفرط بكرامته المتمثلة بالمقاومة".

ويشير الزعيم إلى أن الشهداء هم من يمدون الفلسطينيين بالقوة، فكل شهيد يرتقي، يقويهم على مواجهة الاحتلال.

أما عبد الفتاح أبو زعيتر الذي يقطن في مخيم جباليا شمال القطاع، فيبين أن الشعب الفلسطيني يتوحد خلف مقاومته في مواجهة الاحتلال والدمار.

ويشير أبو زعيتر (33 عاما) في حديث مع صحيفة "فلسطين"، إلى أن المقاومة استطاعت أن تثلج صدور أبناء شعبها، بردها على العدوان الإسرائيلي بمئات الصواريخ والعمليات النوعية، وهذا ما يمثل فخرا لكل الفلسطينيين لا سيما الغزيين.

ويلفت إلى أن العمليات والكمائن المصورة وبجودة عالية مثل كمين العلم وقصف حافلة الجنود، لها دلالات أن المقاومة بالمرصاد للاحتلال في كل مكان وزمان.

ويكمل أبو زعيتر أن عمليات المقاومة المصورة تبين كذب الاحتلال وصدق الفصائل المقاومة، التي تمكنت من إدخال الفرحة إلى قلوب الناس، لأنها تمكنت من إيلام الاحتلال الذي أثخن الجراح في الفلسطينيين على مدار 70 سنة ولا يزال.