فلسطين أون لاين

تدفق الطلاب لجني الزيتون ساهم بإعمار المسجد بالمسلمين

​زيت زيتون "الأقصى".. للفقراء فقط

...
المسجد الأقصى (أ ف ب)
القدس المحتلة - الأناضول

مناطق مزروعة بأشجار الزيتون تتخلل باحات المسجد الأقصى البالغة مساحته 144 دونماً، غير أن ثمار تلك الأشجار مخصصة لفقراء مدينة القدس فقط.

وبحلول موسم جني الزيتون من كل عام، يشارك المئات من طلاب المدارس المقدسيين في جني تلك الحبات الصغيرة التي أثقلت فروع الأشجار، قبل عصرها وتوزيعها على الفقراء.

حمزة القيسي، مدير مكتب لجنة زكاة القدس، قال إن "دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس تعتني، على مدار العام، بأشجار الزيتون الموجودة في المسجد الأقصى".

و"لجنة زكاة القدس"؛ هي مؤسسة إسلامية فلسطينية خيرية غير ربحية مستقلة، تعمل في مدينة القدس وضواحيها، تحت إشراف وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية.

وأضاف القيسي: "في موسم جني الزيتون، نقوم بقطف ثمار الأشجار، ومن ثم عصرها وتوزيعها على الفقراء المسجلين لدى دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس".

وفي 2018، استفادت من موسم جني الزيتون، من 450 إلى 500 أسرة فقيرة مسجلة لدى دائرة الأوقاف الإسلامية بالمدينة المحتلة.

ووفق القيسي، فإن "موسم هذا العام كان جيداً، وتم توزيع 3 لترات من زيت الزيتون على كل أسرة مستفيدة".

ومع انطلاق موسم جني الزيتون لهذا العام، تدفّق المئات من الطلاب من مختلف مدارس مدينة القدس، نحو المسجد الأقصى، للمشاركة في عملية قطف ثمار الأشجار المنتشرة في باحاته.

وفضلاً عن جني الزيتون، فإن تواجد الطلاب في المسجد يساهم إلى حد كبير في إعماره من قبل المسلمين.

وأشار القيسي إلى أن "أكثر من 1200 طالب وطالبة من مدارس متعددة، شاركوا هذا العام في عملية جني الزيتون في المسجد الأقصى".

ولفت إلى أن "أعمار الطلاب متفاوتة، وهم من الصف الأول الابتدائي حتى الصف التاسع".

ورأى القيسي في مشاركة الطلاب بجني الزيتون، "أمر بالغ الأهمية، حتى أن الكثيرين منهم يتسابقون من أجل المشاركة، خصوصاً أنّ ريع هذه العملية يوجه إلى الفقراء من سكان مدينة القدس القديمة ومحيطها".

ويعتبر قطف ثمار الزيتون من النشاطات التطوعية المفضلة لدى طلاب المدارس والجامعات الفلسطينية بشكل عام.

ويتراوح سعر كيلو الزيت في الأراضي الفلسطينية من 10 إلى 15 دولار.

للفقراء فقط!

وبدأت لجنة زكاة القدس، التابعة لدائرة الأوقاف الاسلامية في القدس، عملية قطف ثمار الزيتون، وتوزيع الزيت على الفقراء، قبل 8 سنوات.

وتقتصر الاستفادة من هذا الزيت على الفقراء فقط، ولا يتم بيع أي كمية منه رغم وجود رغبة من قبل الكثيرين لشرائه.

وتضم باحات المسجد الأقصى من 600 إلى 800 شجرة زيتون.

القيسي عاد ليؤكد أن "هذه الأشجار موقوفة، ولهذا السبب لا يمكن لأي شخص أن يشتري أو يبيع أي جزء منها أو من زيتها، وقد قررت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس توزيع الزيتون على الفقراء فقط".

أما في ما يتعلق بمراحل الجني والتوزيع، أوضح أنه يجري "قطف ثمار الزيتون داخل باحات المسجد الأقصى، ومن ثم نقلها إلى معصرة قريبة من القدس، حيث يجري عصرها قبل توزيعها على الفقراء".

وبالنسبة للعائلات المستفيدة، قال إن هناك قائمة جاهزة بأسماء الأسر الفقيرة في مدينة القدس ومحيطها، يتم، استناداً إليها، توزيع زيت الزيتون، بعيداً عن عدسات الإعلام تفادياً للإحراج".

ولأشجار الزيتون وزيتها مكانة خاصة لدى الناس، نظراً لقدسية المكان.

وبالنسبة لـ"القيسي"، "يُعتبر الزيتون من المؤن الرئيسية في كل بيت مقدسي، كما أن هناك صلة خاصة بين شجرة الزيتون والعائلة الفلسطينية بشكل عام والمقدسية بشكل خاص".

واعتبر أن الهدف من توزيع الزيت على الفقراء هو تعميق الصلة مع المسجد الأقصى، وأيضاً توفير احتياجات العائلات الفقيرة من الزيت".

وتابع: "في هذا الأمر تحديداً، فإن العائلات الفقيرة تعد أكثر حظاً من نظيراتها الغنية"، وتنشط لجنة الزكاة في القدس في تقديم المساعدة للعائلات الفقيرة بالمدينة، وخصوصاً في فصل الشتاء وشهر رمضان، ومع بدء الأعوام الدراسية.

وقال القيسي إن "المساعدات التي تقدمها لجنة زكاة القدس لا تقتصر على زيت الزيتون، وإنما أيضاً يتم توزيع كسوة الشتاء التي تتضمن ملابس".

كما توزع اللجنة أيضاً المساعدات خلال شهر رمضان الكريم، وعيديْ الأضحى والفطر، فضلاً عن الحقائب المدرسية مع بدء الأعوام الدراسية".

وانطلق موسم قطف ثمار الزيتون في الضفة الغربية، مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ويبلغ عدد أشجار الزيتون المثمرة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، نحو 8.5 ملايين شجرة مثمرة، إضافة إلى 2.5 مليون شجرة غير مثمرة، بحسب وزارة الزراعة الفلسطينية.