فلسطين أون لاين

​الهزيمة خيار الاحتلال الوحيد في عدوانه على غزة

...
غزة - نور الدين صالح

صفعة تلو الأخرى يتلقاها الاحتلال الإسرائيلي عقب فشله في تحقيق أهدافه من عملياته العسكرية والأمنية العدوانية، كان آخرها الخضوع لشروط المقاومة الفلسطينية في تثبيت وقف إطلاق النار، عقب عدوانه الأخير على قطاع غزة، الذي استمر ثلاثة أيام، واستقالة وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان.

سبق ذلك العدوان في شرقي خان يونس، الذي فشل فيه الاحتلال، إذ أراد توجيه ضربة أمنية واستخبارية خاطفة.

وليس بعيدًا عن ذلك فشل الاحتلال في إيجاد إستراتيجية واضحة للتعامل مع مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية، التي انطلقت في 30 آذار (مارس) الماضي عند السياج الفاصل شرقي قطاع غزة، وواجهها بالعنف، ما أدى إلى استشهاد وإصابة الآلاف، منهم صحفيون ومسعفون.

وذلك -بحسب رأي مراقبين- "سلسلة من الفشل المتتابع خلال مدة زمنية قصيرة".

مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني عماد أبو عواد يقول: "إن الاحتلال بدا أكثر تراجعًا وضعفًا أمام جمهوره، وقد يكون ندم على عدوان خان يونس".

ويضيف أبو عواد لصحيفة "فلسطين": "إن الاحتلال تلقى صفعة قوّية توجت بتظاهرات للمستوطنين احتجاجًا على سوء إدارة حكومة الاحتلال الملف".

ويؤكد أن الاحتلال فشل فعليًّا في هدفه سحب قوته دون خسائر، في عدوان خان يونس، إضافة إلى عدم قدرته على تثبيت معادلة ما يسميه "الردع".

ويبين أن الجولة الأخيرة انتهت أيضًا دون تحقيق أي هدف للاحتلال، بفضل صمود المقاومة وتطور أدائها.

ويُرجع أبو عواد سبب توالي فشل الاحتلال في التعامل مع غزة إلى عدم وجود إستراتيجية واضحة لديه.

ويشير إلى أن هذا الأمر يفسر تخبط الاحتلال المستمر في التعامل مع ملف غزة.

ويتفق مع ذلك الكاتب المحلل السياسي د. فايز أبو شمالة، عادًّا موافقة الاحتلال على وقف إطلاق النار، والطلب من الوسطاء التدخل لذلك دليلًا على عجز "قيادته عن الحسم العسكري".

ويقول أبو شمالة لصحيفة "فلسطين": "نحن أمام حقائق ميدانية وعسكرية جديدة فرضت نفسها، وأجبرت الاحتلال على اتخاذ قرار وقف إطلاق النار وعدم التصعيد في المواجهة مع غزة بعد ذلك".

ويذكر أبو شمالة ثلاثة عوامل أوصلت قيادة الاحتلال مستوييها السياسي والعسكري إلى هذه الحالة: أولها غرفة العمليات المشتركة للمقاومة، التي عدّها "وزارة الدفاع الفلسطينية".

والعامل الثاني هو الكفاءة التي أظهرتها المقاومة والمفاجأة والانضباط في أكثر من مجال، في حين يبرز الثالث في جرأتها على الرد، لاسيّما أن الاحتلال لم يتوقع قوّتها، وهو ما جعله حائرًا في التعامل مع قطاع غزة، وفق رأي أبو شمالة.

ويبين أن هزيمة الاحتلال في الجولة الأخيرة أحدثت أزمة داخل المجتمع الإسرائيلي، نتيجة فشل جيشه أمام المقاومة في قطاع غزة.

سيناريوهات محتملة

وفي أعقاب هزيمة الاحتلال وفشله في تحقيق أهدافه بقطاع غزة، بعدما لقنته المقاومة الفلسطينية درسًا في قوتها وانضباطها في التعامل مع العدوان، يتوقع المحللان سيناريوهات عدّة لما قد يحدث لاحقًا في القطاع.

السيناريو الأول -بحسب ما يرى أبو شمالة- هو إقرار الاحتلال بحق قطاع غزة في الحصول على حياة كريمة، ورفع الحصار عنه.

أما السيناريو الثاني فيتوقعه أبو عواد، وهو أن هزيمة الاحتلال في عدوانه الأخير قد يدفعه إلى الغدر باستخدام ما يُعرف بـ"الضربة المفاجئة"، لامتصاص غضب جمهوره، خاصة مع اتساع رقعة الخلافات الداخلية بين قادته.

ومع ذلك إن المقاومة الفلسطينية تُثبت دائمًا يقظتها في مواجهة وصد أي عدوان إسرائيلي محتمل على قطاع غزة.