أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي وليد القططي أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة نجحت في فرض معادلة جديدة للمواجهة مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي عنوانها "الهدم بالهدم".
وفسر القططي في حديث مع صحيفة "فلسطين" هذه المعادلة بقوله: في حال أقدمت سلطات الاحتلال على هدم مبنى سكني في قطاع غزة فالمقاومة ستهدم مقابله مبنى.
وقال القططي: "إن قوة المقاومة وثباتها ووحدتها والإنجازات التي حققتها مكنتها من الإطاحة بوزير جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، ودفعته للتخلي عن منصبه الأربعاء الماضي".
وذكر أن المقاومة -ومن خلفها الشعب الفلسطيني الذي احتضنها- تمكنت من تسطير أروع البطولات خلال جولة التصعيد الأخيرة التي أشعلتها عملية تسلل إسرائيلية فاشلة شرقي خانيونس جنوب القطاع، الأحد الماضي.
إدارة المعركة
وأضاف: "إن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أدارت المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي بحكمة ووحدة وانضباط تام ومخطط له مسبقًا، ما أدى إلى انتصارها، ووضع حكومة الاحتلال وجبهته الداخلية في مأزق".
وأشار إلى أن الوحدة الوطنية التي جسدتها المقاومة على الأرض عززت نقاط قوتها ورسخت لديها قواعد الاشتباك القديمة، إضافة إلى تأكيد قواعد جديدة، كما رسخت معادلة الردع لمصلحتها ولمصلحة الشعب الفلسطيني، ما جعلها تطيح بليبرمان من منصبه. وتابع: "إن الانتصار الذي حققته المقاومة تجلى من خلال إعلانها التوصل إلى تثبيت وقف إطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي دخل حيز التنفيذ في قطاع غزة الثلاثاء الماضي، بعد تصديها للعدوان".
وذكر أن قدرة المقاومة على اكتشاف القوة الاحتلالية المتسللة وقتل ضابط برتبة كولونيل منها وإصابة آخر، وتدمير حافلة نقل جنود بدقة تدلل على يقظتها، وقدرتها على حسم المعركة بقصفها المستوطنات بطريقة مركزة وموحدة مكنتها من إحداث معادلة جديدة وهي "الهدم بالهدم".
ورأى القططي أن نجاح المقاومة في فرض هذه المعادلة وحسم المعركة لمصلحتها جاء بفضل توحدها والالتفاف الجماهيري حولها، ودك المستوطنات وما نجم عن دقة الصواريخ، إذ أدرك الاحتلال حينها أن تدمير المباني الفلسطينية سيقابله تدمير مبانٍ إسرائيلية.
وأردف: "إن المقاومة الفلسطينية راكمت عناصر الضعف لدى الاحتلال وكشفت عورته ورسخت معادلة القصف بالقصف والنار بالنار التي حاول الاحتلال الإسرائيلي التحلل منها".
وقال عضو المكتب السياسي "للجهاد": "إن المعادلات الجديدة التي رسختها المقاومة – الهدم بالهدم- لا تسمح للاحتلال الإسرائيلي باستباحة الدم الفلسطيني وقتما يشاء وكيفما يشاء".
وبين القططي أن فشل الاحتلال في عملية خانيونس، والرضوخ لمطالب المقاومة أضعفاه ودفعا الشارع الإسرائيلي للخروج في مظاهرات تنديدًا بسياسته، ووضعاه في مأزق كبير.
وأكد أن حكومة الاحتلال تعاني انعداما في الخيارات أمام المقاومة الفلسطينية، وعدم امتلاكها عنصر المفاجأة، وشح المعلومات التي تتغنى بامتلاكها.
وبين أن الحاضنة الشعيبة للمقاومة أدت دورًا أساسيًا في تحقيق الإنجازات ومراكمة عناصر القوة وإفشال أهداف الاحتلال الإسرائيلي، مضيفًا: "إن الاحتلال أراد أن تنفجر الحاضنة الشعبية في وجه المقاومة وتنفر من حولها من خلال الحصار والعقوبات التي تفرضها السلطة منذ أبريل/نيسان 2017، فحصل العكس".
ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني أثبت قدرته على الالتفاف حول المقاومة وحمايتها، مشيرًا إلى أنه "لولا الحاضنة الشعبية لما تحقق انتصارها على الاحتلال الإسرائيلي".
وذكر القططي أن الحاضنة الشعبية وفرت الدعم المعنوي للمقاومة وحماية ظهرها.
وبشأن مساعي رفع الحصار عن قطاع غزة، قال القططي: "رفع الحصار عن غزة مرتبط بتراكم النضال الوطني الفلسطيني عبر مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية شرق القطاع، وتمسك المقاومة بسلاحها، فهو عنصر قوتها، وتراكم الإنجازات لتتحول في النهاية لإنجاز وطني كبير، وسيقتنع العدو أنه لا فائدة من استمرار فرض الحصار وأن المقاومة لن ترضى بمعادلة الهدود مقابل الهدوء وبقاء الحصار".
وأضاف: "المعادلة الآن الهدوء مقابل الهدوء ورفع الحصار، وحرية غزة"، مشيرًا إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ستقتنع أن حصار غزة لن يحقق الأمن للمستوطنين في المستوطنات المحاذية للقطاع.
وفيما يتعلق بالسيناريو المتوقع لدى الاحتلال في التعامل مع قطاع غزة، ذكر القططي أن الاحتلال يريد بدء العدوان لتحقيق إنجاز معنوي كاغتيال قادة المقاومة العسكريين أو السياسيين أو تحقيق إنجاز هنا أو هناك، داعيًا المقاومة لمواصلة الحذر واليقظة.
وختم القططي: "إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا يؤمن غدرها".