فلسطين أون لاين

ارتدادات فشل العدوان على غزة.. استقالة "ليبرمان" وأكثر

...
الناصرة / غزة - أحمد المصري

وضع وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان استقالته على الطاولة، بعد أقل من يوم واحد من انتهاء العدوان الإسرائيلي وإعلان وقف إطلاق النار مع المقاومة بوساطة مصرية، بما يوحي بمدى نجاح أذرع المقاومة في إحداث هزة سياسية داخل الحلبة السياسية في (إسرائيل)، عبر صدها العدوان، وتحقيقها معادلة الرعب بما استخدمت من وسائل وأدوات.

"ارتدادات" العدوان الاحتلالي، وما حققته المقاومة وفرضته على الأرض من معادلات، يرى مراقبون أنها لن تقف مطلقا عند استقالة "ليبرمان" من حكومة الاحتلال فقط، بل ستتعدى في تأثيراتها لما هو أكثر من ذلك، وصولًا إلى المنظومة السياسية والعسكرية وحتى المجتمعية.

والأحد الماضي تسللت قوة احتلالية خاصة شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، ومع اكتشاف المقاومة لها، دار اشتباك متبادل، وقصف إسرائيلي للمكان، أسفر عن ارتقاء ستة من مقاتلي كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أبرزهم القائد نور بركة، إضافة إلى مقاتل من ألوية الناصر صلاح الدين، في حين قتل ضابط إسرائيلي برتبة كولونيل وأصيب آخر بجراح خطرة.

وردت غرفة العمليات المشتركة في غزة على العدوان الإسرائيلي بإطلاق رشقات متواصلة من الصواريخ على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، وبثت مقطعا مصورا لتدمير حافلة نقل جنود بصاروخ موجه "كورنيت" أُطلق نحوها شرق جباليا شمال قطاع غزة.

وأسفرت جهود مصرية الثلاثاء الماضي عن وقف إطلاق النار، مع نجاح المقاومة في إرغام مستوطنين في مستوطنات محاذية للقطاع على الهروب باتجاه أماكن أخرى في فلسطين المحتلة سنة 1948.

ورأى الاختصاصي في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، أن الخارطة السياسية والأمنية الإسرائيلية كلها اهتزت بعد أن منيت بسلسلة من الفشل بفعل الحس الأمني الذي تمتعت به المقاومة في كشفها بداية القوة الاحتلالية الخاصة وقتل الضابط المسؤول عنها، ومن ثم الرد الحازم بقصف المستوطنات المحاذية للقطاع بمئات الصواريخ.

ورجح منصور في حديث مع صحيفة "فلسطين"، أن يُقدم عدد آخر من وزراء حكومة بنيامين نتنياهو استقالاتهم، ويدعون إلى عقد انتخابات مبكرة، سيّما وأنّهم ينظرون إلى أن حكومتهم فعليا سقطت في نظر المجتمع الإسرائيلي بعد جولة العدوان الأخيرة على القطاع.

وتوقع أن تلحق تداعيات أخرى بالمؤسسة العسكرية الاحتلالية، من ضمن ارتدادات العدوان على قطاع غزة، ونجاح المقاومة في "ليّ ذراع وحداتها وجنودها"، متوقعًا إقالة أحد كبار قادة جيش الاحتلال، ونسب الفشل له وحده.

وأكد أن المقاومة بغزة خاضت أنجح جولات صراعها مع الاحتلال الإسرائيلي، وقد بدأت بإنهاء حياة ضابط من أعلى رتب القوات الخاصة، وبادرت إلى رشق المستوطنات بالصواريخ بتخطيط ورسم دقيقين، مع تمتعها بروح معنوية كبيرة، على عكس ما كان يجري في ساحة المنظومة العسكرية والسياسية الإسرائيلية.

وقال الاختصاصي في الشأن الإسرائيلي، توفيق محمد، إنّ الارتدادات المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، ستشمل المنظومة السياسية، والأمنية، وحتى المجتمعية.

ونبه محمد في حديث مع صحيفة "فلسطين"، إلى أنّ منظومة جيش الاحتلال الأمنية فشلت في تحقيق أهدافها التي نفذتها القوة الاحتلالية الخاصة شرقي خانيونس، وظهرت بعد ذلك أمام مجتمعها ضعيفة وهي تتلقى الضربات تلو الأخرى من المقاومة دون أنّ تستطيع القيام بخطوة واحدة من الممكن أن تعدها نجاحًا أو نصرًا عليها.

وذكر أن حكومة نتنياهو ظهرت مرتبكة وتشهد خلافات في تحديد الرؤية والقرار تجاه ما يجري، مشيرًا إلى أن ذلك سيعكس في قادم الأيام تكتلات سياسية وأمنية جديدة لم تكن موجودة سابقا.

وأوضح محمد أنّ القدرات العسكرية للمقاومة قد حطمت جميع النظريات الأمنية الإسرائيلية، ومن شأن تداعياتها تعميق الخلاف داخل حكومة الاحتلال، وأن تقود لتقديم موعد الانتخابات العامة.

أما الاختصاصي في الشأن الإسرائيلي جلال رمانة، فقد أكد أنّ مقتل الضابط المسؤول عن عملية خانيونس الخاصة، وفشل العملية الاستخبارية التي أُرسلت من أجلها، وإطلاق المقاومة الرشقات الصاروخية وبثها مقطعا مصورا بتدمير حافلة نقل الجنود العسكرية، كله أظهر المنظومة السياسية والأمنية الإسرائيلية في حالة من العجز لم تعهدها أمام الرأي العام.

وأوضح رمانة لصحيفة "فلسطين"، أن تأثير عدوان الاحتلال ونجاح المقاومة في فرض الرد والقبول بوقف إطلاق النار، من شأنه أن يمتد إلى إحداث شرخ داخل المجتمع الإسرائيلي، وحدوث ردة فعل من شأنها أن تظهر جلية في صندوق الانتخابات.