فلسطين أون لاين

​موروث "الزواج أولى من العلم".. هل يجنب ضياع الفرص؟

...
على الأهل احترام رغبة بناتهن وتقدير مشاعرهن
غزة/ مريم الشوبكي:

رغبة منها في إنهاء دراستها في الهندسة المعمارية ترفض أي خاطب يتقدم لها، لأنها توقن أنها لن تستطيع التوفيق بين تميزها الدراسي والزواج، ولكن "هناء" صدمت برد قريبتها "العريس لقطة، وشهادتك في النهاية ستعلقينها على الحائط".

المفاضلة بين العلم والزواج تقع فيها الفتيات سيما إذا كان لديها طموح تحقيق ذاتها علميًا، والبعض الآخر يراها مجازفة تضيع عليهن فرصة الارتباط برجل مناسب كلما تقدمن بالعمر، ويؤكدن أنهن سيعضضن أصابعهن ندمًا على ما ضيعن من بين أيديهن.

أولويات الفتاة

الاختصاصية النفسية إكرام السعايدة بينت أن عملية المفاضلة بين العلم والزواج تتوقف على ترتيب الأولويات لدى الفتاة، وكذلك القرار يعود لشخصية الفتاة وطريقة تنظيمها لأولوياتها في الحياة، بالإضافة إلى مجموعة من العوامل الأخرى كالتعرض لضغوطات الأهل والمجتمع.

ولفتت السعايدة لـ "فلسطين" إلى أن وصمة تأخر الفتاة في الزواج إذا تجاوزت عمر معين تختلف من ثقافة لأخرى، وتتوقف أيضًا على مستوى تعليم الفتاة واستقلالها الاقتصادي، وطبيعة الأسرة التي تنتمي لها الفتاة ومدى دعمها وتشجيعها على تحقيق طموحها، وكذلك الموروث الثقافي البالي بتزويجها من نفس العائلة، وذلك للحفاظ على خصوصية العائلة.

ونصحت أي فتاة مقبلة على الزواج أن تنظر إلى الامور من عدة زوايا، وتدرس كل الفرص الايجابية الموجودة، والأمور المهددة لطموحها وعلمها، فمن الممكن أن يكون الزوج عاملا مساعدا لها ويمكن أن يكون العكس.

توازن ودعم

وأشارت الاختصاصية النفسية إلى أن هناك كثيرا من الأمثلة لسيدات نجحن في التوفيق ما بين الزواج والدراسة، حيث كن أمهات طالبات مجتهدات يتبوأن أفضل المراتب العلمية في الجامعة، ومنظمات في حياتهن ويعطين كل طرف حقه بحيث لا يطغى جانب على حساب جانب آخر.

ولفتت إلى أن نجاح المرأة في دراستها وبيتها، مرتبط بمدى دعم الزوج ومساندته لها، ودور الأهل والمحيط بها المشجع أو المثبط من خلال الضغوطات التي تمارس عليها مباشرةً أو غير مباشرة.

وبينت السعايدة أنه على الأهل احترام رغبة بناتهن وتقدير مشاعرهن، وعليهم نصحهن وإرشادهن فقط دون الضغط، لأن الفتاة ربما ترى نفسها في العلم وليس كأم، وأن الزواج يحد من طموحها ويقف عائقًا أمامها.

وأكدت أن الزواج حلم كل فتاة مهما تبوأت من مناصب وحصلت على شهادات عليا، ورفضها الزواج ربما يأتي نتيجة الخبرات الصادمة التي تمر بها نظيراتها وقريباتها مع أزواجهن.

ونصحت الاختصاصية النفسية الفتاة باقتناص الفرص، واختيار الرجل ذي الشخصية المناسبة والملائمة، وإذا توسمت فيه الخير والصلاح ليكون سندا لها في رحلتها العلمية تتخذ خطوة الموافقة، ولكن بوضع شرط إكمال دراستها شرطًا في عقد الزواج، فالزواج لا يغني عن العلم.

وأشارت إلى أن الفتاة الطموحة بإكمال دراستها، عليها أن تتحلى بمهارة إقناع الخاطب إذا كانت الفرصة مناسبة، وألا تتخلى عن علمها سيما اذا كان عندها همة وشغف للدراسة، وتحاول أن توازن، لأن الدرجة العلمية والثقافة والحكمة في التعامل مع الأمور ستنعكس على علاقة الزوجين وتنشئة الأبناء.