فارق العمر بينهما سبعة وثلاثون عامًا وربما بضع دقائق، هذا هو الفارق في الوقت الذي حمل خبري استشهاد الشهيد نور الدين بركة وولادة الطفل نور الدين بركة نافع المصري، الاسم واحد ومنطقة السكن واحدة وهي محافظة خانيونس، ولكن الفرق هو حادث الموت وقصة الولادة.
نافع المصري والد الطفل والذي كان يجلس على كرسي في المستشفى الإماراتي بمدينة رفح ينتظر خبر ولادة زوجته، كان لا بد له أن يخفف من قلقه قليلًا فبدأ في تصفح بعض الأخبار على هاتفه المحمول، وبطبيعة الحال، كانت الأخبار تعج بالأحداث التي تشهدها محافظة خانيونس.
أخبار متتالية حول دخول قوة خاصة من الاحتلال الإسرائيلي شرق خانيونس، واستشهاد الشهيد نور الدين بركة، خبر ليس هناك فرق بينه وبين خبر ولادة طفله إلا ثلاث دقائق فقط، فكانت النية والمشيئة الإلهية قبل كل شيء هي تسمية الطفل على اسم الشهيد.
وقال المصري في حديث لـ"فلسطين: "بمجرد قراءتي لخبر استشهاد نور الدين بركة في مواجهة عسكرية مع قوة خاصة تابعة للاحتلال الإسرائيلي؛ حتى عقدت العزم على تسمية طفلي بهذا الاسم، وكلي رجاء أن يكون مثل الشهيد في أخلاقه وأعماله وتبنيه للمقاومة".
وأضاف: "لم أكن أعرف الشهيد، ولكن كل ما أعرف هو أنه شاب قدم روحه وحياته فداء للوطن، وتسمية ابني على اسمه شرف لي ولولدي؛ الذي سيكبر وهو يشعر بالفخر أنه يحمل اسم شهيد كان سببًا في رفع اسم غزة والمقاومة عاليًا".
وأكد المصري أن حمل ابنه اسم الشهيد نور الدين بركة هو أمل في أن يصبح مثله في الأيام وأن يسير على درب المقاومة كما الشهيد، لافتًا إلى أن أطفال غزة هم فداء لفلسطين وللأقصى والقدس.
والدة الطفل والتي تحمل في اسمها صمود غزة وعنفوانها، صمود المصري أكدت أنها فخورة بالقرار الذي اتخذه زوجها في تسمية الطفل على اسم الشهيد نور الدين بركة، وأنها منذ أن علمت بنيته ساندته وشجعته على ذلك.
وقالت في حديث لـ"فلسطين": إن "تزامن ولادة طفلي مع استشهاد نور الدين بركة أمر يجب الوقوف عنده، ولن أمانع في أن يكون طفلي كحامل الاسم وأن يسير على طريقه في المقاومة والدفاع عن قطاع غزة وفلسطين".
وأضافت صمود: "نور الدين هو طفلي الثاني، وكنا نود أن نسميه باسم أحد أفراد العائلة، ولكن قدر الله وشاء أمرًا آخر، ونرجو أن يكون مستقبل ابني كحياة الشهيد نور الدين والذي سمعنا عن مناقبه وأخلاقه الكثير".
وكان الشهيد المجاهد نور الدين بركة -وهو أحد قيادات القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في المنطقة الشرقية لخانيونس جنوبي القطاع- قد استشهد في أثناء تصديه لقوة خاصة تابعة للاحتلال الإسرائيلي وفق ما أعلنه بيان كتائب القسام.
حيث قال القسام في بيانه: "إن قوة إسرائيلية خاصة استخدمت مركبة مدنية في المناطق الشرقية من خانيونس، حيث اكتشفتها قوةٌ أمنية تابعة لكتائب القسام وقامت بتثبيت المركبة والتحقق منها، وحضر للمكان القائد الميداني نور الدين بركة للوقوف على الحدث، وفي إثر انكشاف القوة بدأ المقاومون التعامل معها ودار اشتباك مسلح أدى إلى استشهاد القائد الميداني القسامي نور الدين محمد بركة".