فلسطين أون لاين

ليبرمان.. استقالة مهزوم تفتح الباب أمام انتخابات مبكرة

...
ليبرمان (أرشيف)
الناصرة-غزة/ نبيل سنونو

على وقع الهزيمة التي مني بها جيش الاحتلال الإسرائيلي ووزيره أفيغدور ليبرمان أمام المقاومة في قطاع غزة، جاءت استقالة الأخير لتفتح الباب أمام انتخابات مبكرة في (إسرائيل).

وبرر ليبرمان الاستقالة بأن وقف إطلاق النار في غزة يمثل "استسلامًا" أمام المقاومة في القطاع.

ويقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية د. محمود يزبك: على ما يبدو أن (إسرائيل) تتجه نحو الانتخابات، واصفًا ليبرمان بأنه "سياسي انتهازي" أراد أن ينتهز الهزيمة في العدوان الأخير على غزة لتسجيل نقاط لمصلحته في منافسة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقبلة.

ويوضح يزبك لصحيفة "فلسطين"، أن ليبرمان ربط الاستقالة بوقف العدوان على غزة، مبينًا أن المقاومة انتصرت في هذه المعركة وهو لا يريد أن يقبل هذا الانتصار، ولذلك أراد القول: إن نتنياهو ضعيف، أما هو فيريد الاستمرار في العدوان إلى مدى أطول.

وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تقنع قسمًا كبيرًا من الشارع الإسرائيلي بأنه لا يوجد حل عسكري للمأزق الذي دخلته (إسرائيل) منذ سنوات وهو حصار غزة، وأنه يجب البحث عن حل لوقف هذا الحصار.

وذكر أن حكومة الاحتلال في مأزق في التعامل مع غزة، عادًّا أن نتنياهو وصل إلى قناعة بأن العدوان على غزة لن يوجد أوضاعًا جديدة تتمناها (إسرائيل)، وأن تغيير المعادلة يتطلب إنهاء الحصار تدريجيًّا وإعادة الحقوق للشعب الفلسطيني في غزة.

ويلفت يزبك إلى أن ذلك يمثل فشلًا في القوة العسكرية للاحتلال في حلحلة الأوضاع أو المأزق الإسرائيلي، مردفًا أن ما يعيشه قطاع غزة الآن من مأساة من جراء الحصار أصبح عبئًا حقيقيًّا على (إسرائيل) التي يجب عليها أن تحلّ هذا الموضوع على قاعدة اعتراف جديد في الاستراتيجية الإسرائيلية بأن استعمال القوة العسكرية لا يستطيع حلحلة الأوضاع في القطاع.

ويوضح أنه إذا استمر رئيس حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينيت، وزير التعليم في حكومة الاحتلال، بالضغط ليحل مكان ليبرمان وزيرًا للجيش، فذلك يعني أن (إسرائيل) مقبلة عما قريب على انتخابات مبكرة.

ويبين يزبك أن تداعيات الانتخابات المبكرة ستكون داخليًّا أكثر منها خارجيًّا، كما سيكون لها تأثير في قطاع غزة، وفي الجهود المصرية والقطرية المبذولة لكسر الحصار، مرجحًا أن تتطور الأمور سريعًا إلى انتخابات مبكرة.

الخيارات مفتوحة

والأحد الماضي، أحبطت المقاومة عملية أمنية كان الاحتلال يخطط لتنفيذها عبر تسلل قوة إسرائيلية خاصة مستخدمةً مركبةً مدنية اكتشفتها قوةٌ لكتائب القسام، والتي عملت على تثبيت المركبة والتحقق منها، كما حضر إلى المكان القائد الميداني في الكتائب نور بركة للوقوف على الحدث، وفي إثر انكشاف قوة الاحتلال بدأ مقاتلو الكتائب بالتعامل معها ودار اشتباك مسلح أدى إلى استشهاده والمقاتل القسامي محمد القرا؛ بحسب بيان "للقسام".

وارتقى في أثناء المطاردة والاشتباك المباشر أربعة مقاتلين آخرين من "القسام" وآخر من ألوية الناصر صلاح الدين.

وفي اليوم التالي استهدفت "المقاومة الفلسطينية" حافلة نقل جنود في منطقة أحراش "مفلاسيم" شرق جباليا شمال قطاع غزة بصاروخ "كورنيت"، وقُتل وأصيب من فيها، كما قصفت المقاومة مستوطنات ومواقع عسكرية محاذية للقطاع بمئات الصواريخ، ردًّا على جرائم الاحتلال، قبل أن تسفر جهود مصرية عن تثبيت وقف إطلاق النار.

من جهته يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية د. مأمون أبو عامر: إن استقالة ليبرمان تؤشر على وجود أزمة في حكومة الاحتلال ناتجة عن قضية التعامل مع قطاع غزة، والخلافات بين وزير الجيش المستقيل وبين نتنياهو.

ويضيف أبو عامر لصحيفة "فلسطين"، أن هناك حالة من السجال بين نتنياهو وليبرمان، إذ جاءت العملية الاحتلالية الفاشلة في قطاع غزة أخيرا لتضع ثقلا كبيرا على العلاقة المتوترة بينهما.

وبين أن المقاومة في غزة أثبتت جدارتها وأن لها اليد العليا، وهذا واضح تماما من وجود حالة نقد في المجتمع الإسرائيلي لأداء حكومة الاحتلال وطريقة اتخاذ القرار داخل مجلس الوزراء الأمني المصغر "الكابينت"، وذلك ناتج عن الخلافات.

ويوضح أبو عامر أن ليبرمان بات يرى أنه غير قادر على تحقيق رؤيته الأمنية في التعامل مع قطاع غزة عبر وجوده في الحكومة.

وبشأن تداعيات الاستقالة، يشير إلى أنها أعطت انطباعًا يؤكد انتصار حركة المقاومة في غزة، لافتًا إلى أنه طالما هناك انشقاق سياسي بعد العملية العسكرية الاحتلالية الفاشلة فهذا يعني أن الطرف الآخر وهو المقاومة حققت النجاح.

ومن التداعيات أيضًا، أن استقالة ليبرمان تعني انسحاب حزبه "إسرائيل بيتنا" من الائتلاف الحكومي، وبالتالي تراجع أعضاء "الكنيست" الداعمين للحكومة، ما يجعل موقفها هشًّا داخله.

ويعني ذلك أن نتنياهو قد يذهب إلى حل الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة، لأن الحكومة ستصبح ضعيفة وهشة وستخضع لابتزاز من يوصفون "بالمتدينين" في المدّة المتبقية لها لو قررت الاستمرار حتى الموعد الطبيعي للانتخابات في 2019.

ويتابع أبو عامر: "نحن أمام أزمة حكومية تعصف بالوضع في (إسرائيل) وهذا ناتج عن الأسباب المباشرة للفشل العسكري الأخير".

وعن سؤال أي الخيارات ترجح: حل الائتلاف الحكومي أم قبول بينت وزيرًا لجيش الاحتلال؟ يجيب الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن الخيارات مفتوحة، ومن الممكن أن يصعد بينت مطالبه لتولي هذا المنصب لكن نتنياهو لن يسمح بذلك، وربما يؤدي ذلك لانسحاب حزب "البيت اليهودي" فتسقط الحكومة ويقرر نتنياهو حل "الكنيست" والذهاب للانتخابات.

ويتمم أبو عامر: "نحن أمام انتخابات بطعم الهزيمة".