فلسطين أون لاين

​أكّدوا تضامنهم مع رسالتها

صحفيون:قصف الاحتلال لفضائية الأقصى لن يسكت صوتهاالمقاوم

...
غزة - أسماء صرصور

صوتها صاروخٌ موجّه ضد الاحتلال، ويدٌ تشعل فتيل الصاروخ لينطلق، بهذه الرسمة جسّد رسام الكاريكاتير الشهير د. علاء اللقطة تعاطفه ووقوفه جنبًا إلى جنب مع فضائية الأقصى، التي تعرضت لقصف غادر من طائرات الاحتلال الإسرائيلي أول أمس الاثنين.

"فلسطين" نقلت كلمات صحفيي فضائية الأقصى وحزنهم على قصفها، ورصدت تعاطف زملائهم وزميلاتهم معهم، في سياق التقرير الآتي:

ماذا يقول صحفيو الأقصى؟

الصحفي محمد نشّبت –معد برامج في فضائية الأقصى- يقول: "في العاشرة صباح أول أمس أنهيت تنفيذ آخر فقرة من برنامج "صباح فلسطين"، ومازحت زملائي بقولي: "شباب أنا زهقت كبو الخلطة وسكروا".

ولم يدر في خلده –كما يقول- أنهم بعد 12 ساعة سيتلقون اتصالات من جيش الاحتلال مخاطبة مدير البرامج عماد زقوت: "اخلوا القناة هنقصفها"، فأخلى العاملون القناة سريعًا وكانوا بالخارج، وسوي المبنى كاملاً بالأرض.

ورغم أنها ليست المرة الأولى التي تقصف فيها الفضائية إلا أن نشبت بكى هذه المرة للمرة الأولى، وهو يتذكر كم الذكريات التي حملها المقر، ويستدرك بقوله: "لكن لا مجال للتراجع والبكاء على ما كان، والتحدي الأكبر الذي تثبته القناة بعد كل استهداف بعودة البث بعد 5 دقائق في كل مرة".

بدوره، يقول معد ومقدم البرامج في فضائية الأقصى بهاء الغول: "هذا بيتنا الثاني، وعطاؤنا الذي لا ينتهي، فيه نقدم لقضيتنا واجب العلم الذي نملك والطاقة التي نستطيع، والتخصص الذي نجيد"، مشيرًا إلى أنه لا يملك جهادًا بالسلاح لكنه يملكه بالكلمة، وفيها يعبرون عن وجع الناس وصمودهم ومنها تنطلق الرسالة إلى العالم.

ويضيف: "ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المقر للقصف، لكنه الأكثر عمرًا، فتناثرت في أرجاء غزة ذكرياته"، مشددًا على أن قناة الأقصى ليست حجارة، بل هي روح تنطلق منها رسائل الثبات والصمود والتحدي والانتصار.

وبروح النكتة المعهودة له، يتابع الغول: "راح لي مج وفتلات لمون بالنعناع وطنجرة ومقلاة، وهاد تاني مج يروح بسبب القصف"، خاتمًا بقوله: "سنعود أقوى بعد انتصار غزة في معركة الكرامة والقرار، دون أن تمس رسالتنا محاولات الإرهاب الصهيونية، وسنبنيها بأيدينا وعلمنا ونجدد العهد مع أبناء شعبنا على مواصلة الطريق بذات المحددات كما كنا دائمًا".

الأسير المحرر منصور ريان وأحد العاملين في فضائية الأقصى يقول: "حاول الاحتلال إسكات الإعلام الفلسطيني الحر بقصفه الفضائية، ولتمرير جرائمه بحق السكان المدنيين دون تغطية إعلامية مباشرة منها".

ويكمل: "هم فعلا هدموا مقر فضائية الاقصى لكن لم يهدموا رسالتها"، وإن كان قلبه يتفطر ألمًا على الذكريات الكثيرة التي سيفتقدها في مختلف الأقسام التي عمل فيها، في هذا المقر، "في قصف المقر خسرت حاسوبي المحمول، ومكتبي، وأوراقًا شخصية، لكنها كلها تعوّض في المال، والحمد لله أننا لم نفجع بأي زميل".

الأقصى تمثل الكل الوطني

آية شاهين مذيعة في إذاعة صوت الأسرى تؤكد أن الفضائية ستواصل مشوراها كما عهدها الكل الفلسطيني، فالاحتلال لم ولن ينجح في إخماد صوتها لأنه لم يقصف فكرًا وهدفًا ونهجًا، مبينة أن تكاتف الإعلام الفلسطيني مع الفضائية هي رسالة للاحتلال أن الكل مع المقاومة بكل الوسائل والطرق.

من جانبه، يشير الصحفي محمد حامد إلى أن الاحتلال لا يحتاج لمبررات لجرائمه التي يرتكبها بحق كل ما هو فلسطيني، موضحًا أنه أراد بقصفه الفضائية إيقاف الصوت الحر المعبر عن تطلعات وآمال الشعب الفلسطيني، لمنع نقل جرائمه إلى العالم وإحداث صدمة في الشارع الفلسطيني.

ويشدد على أن الاحتلال لم ينجح في سعيه، بدليل عودة القناة للبث بعد دقائق معدودة وعلى ذات التردد، مبينًا أنها ليست المرة الأولى التي يفشل فيها الاحتلال في إخماد صوت وسائل الإعلام الفلسطينية، التي دفعت ثمنًا باهظًا كل مرة لتبقى حاضرة.

ويبارك تكاتف وسائل الإعلام مع الفضائية، التي أعلنت تسخير مقدراتها لخدمة قناة الأقصى الفضائية، وفي ذات الوقت رسالة غاية في الأهمية موجهة للاحتلال ليدرك أنه مهما فعل لن يستطيع حجب الصورة، ولن يكتم صوت هذا الشعب المطالب بحريته واسترداد حقوقه.

الكاتب محمد شاهين يؤكد أن استهداف الاحتلال للفضائية جاء بعد إيقانه لدورها في فضح روايته، ودورها في ترسيخ مفاهيم الثبات للحاضنة الشعبية للمقاومة، وتأثيرها الكبير على المجتمع الصهيوني وهو ما برز في فيديو استهداف باص الاحتلال.

ويلفت إلى أن تكاتف وسائل الإعلام مع فضائية الأقصى شهادة لها بأنها تمثل الكل الوطني وانها ناجحة في أداء دورها الإعلامي الوطني المقاوم.

أما المحاضرة الأكاديمية في قسم الإعلام في جامعة الأقصى عدلات الشيخ، فتقول: "آلمنا تدمير مقر فضائية الأقصى، التي تمثل الإعلام الفلسطيني المقاوم المتطور إعلاميًا ومهنيًا، ويعد تدميرها خسارة كبيرة للمنظومة الإعلامية عامةً وللإعلام المقاوم خاصةً".

وتلفت إلى أن الاحتلال استهدفها لأنها هزّت صورته، واستطاعت كشف دعايته، مؤيدة الموقف المساند لوسائل الإعلام لها، والذي يجسد وحدة الرسالة الإعلامية وتمثيلها وتمسكها بخيار المقاومة.

محاولة فاشلة لـليبرمان

من ناحيته، يقول المذيع في إذاعة صوت الأقصى وائل جروان: "يضع العدو إعلامنا الفلسطيني في خانة المقاومة، وهذا إن كان شرفًا للإعلام لا يدعيه، إلا أنه خرق للقوانين الدولية، واستهداف واضح وفاضح لإسكات الكلمة"، لذا هو يستهدف فضائية الأقصى، وإذاعة الأقصى، وغيرها من وسائل الإعلام في كل محك ومواجهة، وفق قوله.

ويوضح أن ما يقصفه الاحتلال هو الحجارة والمبنى، لا الإرادة والعزيمة التي تحملها فضائية الأقصى لنقل رسالة الشعب الفلسطيني، وبالتالي فلن ينجح الاحتلال أبدًا في إسكات الصوت الفلسطيني، لأن الإرادة لا تقصف.

ويشير جروان إلى أن الإعلام الفلسطيني الموحد برز؛ فتكاتفت وسائل الإعلام مباشرة مع فضائية الأقصى، وهذا فخر لكل إعلامي فلسطيني، وينم عن حس وطني كبير، ووعي مهني إعلامي ملحوظ لدى وسائل الإعلام جميعًا.

أحمد منصور –صحفي- عدّ استهداف القناة محاولة فاشلة لأفيغدور ليبرمان وزير جيش الاحتلال للضغط على حركة حماس، لإجبار الحركة على التوقف عن قصف مستوطنات الاحتلال، أكثر مما هو محاولة لإسكات الرواية الفلسطينية ومحاولة إظهار الصورة الحقيقة لجرائمه.

ويقول: "بعض المصادر ذكرت أن قصف القناة جاء بعد رسائل وصلت الجانب الفلسطيني بعدم بث فيديو استهداف الباص؛ وهذا وإن كان صحيحًا، فلا يمكن هنا التوقف عن بث أي رسالة من المرسل للمستقبل أيًا كان، في إطار وجود وسائل التواصل الاجتماعي، والثورة التكنولوجية في تداول المعلومات وانتشارها".

وثمن منصور إعادة بث القناة بعد قصفها بأقل من ساعة؛ وبث فيديو استهداف باص الجنود الإسرائيليين، فهو أقوى رسالة، ورد على ليبرمان وجيشه عقب محاولته إخماد صوت فلسطيني كان له بصمته المميزة في فضاء الإعلام الفلسطيني.

منى خضر – صحفية تقول: إعادة قصف الاحتلال للأقصى هي تكريس لرسالته بمحاولة طمس الحقيقة، وتغطية على جرائمه المتواصلة بحق قطاع غزة، وعزل سكانه عن العالم، مشددة على أنه لن ينجح في محاولته في إخماد صوت الإعلام رغم القتل والتدمير الذي طال العديد من مقرات المؤسسات الصحفية سابقًا.

وتشيد خضر بدور وسائل الإعلام التي وضعت جل إمكانيتها تحت تصرف قناة الأقصى، وهي رسالة –وفق قولها- للاحتلال بأننا جميعًا في خندق واحد لكشف جرائمه.

خبر عاجل: فلسطين تحررت

بدوره، المحاضر في قسم الإعلام في الجامعة الإسلامية د. طلعت عيسى يوضح أن استهداف القناة هو جزء من سلسلة من الاستهدافات المقصودة لكل مقدرات الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الاحتلال لم ولن ينجح، فالتضامن الكبير من بقية القنوات الفلسطينية، وعودة البث سريعًا ووعي الشعب الفلسطيني لمحاولات الاحتلال جعلتها أشبه بمحاولة انتقامية يعرف الاحتلال عدم جدواها لكنها ينفذها تنفيسًا عن غضبه فقط دون نتيجة فعلية.

الصحفي محمد عبد العزيز، يقول: "الاحتلال يدرك جيدًا أن معركته ليست محصورة في البارود والنار، فقد شكلت الرواية الفلسطينية على مدى صراعنا معه إزعاجًا دائمًا، ولذلك يأتي قصف الأقصى للجم هذا الصوت الفلسطيني الحر".

وفيما يتعلق بتكاتف الإعلام الفلسطيني معها، يوضح أن حالة التضامن هذه هي الصورة الحقيقية التي يجب أن تكون حاضرة بيننا كفلسطينيين على جميع المستويات السياسية والعسكرية والاجتماعية.

الصحفي محمد السوافيري يلفت إلى أن الاحتلال لم ينجح بإخماد الصوت الفلسطيني بقصفه لمقر الأقصى؛ فقد صوّب استهداف مبنى الأقصى بوصلة الإعلام الفلسطيني المقاوم في مواجهة العدو بالصوت والصورة، مشيرًا إلى استعداد عدد من الفضائيات والإذاعات تقديم إمكانيتها ومعداتها لفضائية الأقصى.

ويقول: "هذا يؤكد لنا أن بوصلة الإعلام تجمعها المقاومة وتفرقها سياسة التفرد والاستفراد، وهو ما يؤكد أن هذا التكاتف له ما بعده على أصعدة عدة وداعم حقيقي لإعلام المقاومة"، ودعا إلى تدشين غرفة عمليات إعلامية مشتركة لتضم كل من يرغب في ذلك حتى لا يكون هنا تشتت في المعلومة وقت الحرب والتصعيد.

الصحفية صابرين العابد تشير إلى أن الاحتلال تعمّد استهداف الأقصى لأنها تبين ضعف جبهته الداخلية وتخبطه، مؤكدة أن كما المقاومة تعمل في غرفة عمليات مشتركة فالإعلام الفلسطيني متحدٍّ ووحدوي رغم اختلاف الوسائل والألوان.

وأخيرًا يلفت المصور الصحفي عبد الحكيم أبو رياش إلى أن الاحتلال لم يستهدف قناة الأقصى, بل استهدف الحجارة والتي يمكن تعويضها، وهو بذلك لم يستطع إخماد الصوت الفلسطيني؛ لأن العدو محتل وهو على باطل ونحن أصحاب الارض وعلى حق.

ويقول موجهًا حديثه لقناة الأقصى: "نحن منكم وأنتم منا, صوتكم صوتنا، وكاميراتكم كاميراتنا وقلمكم قلمنا, وسنقاوم الاحتلال بالعدسة والقلم مهما كلف ذلك من ثمن, وسننشر جميعًا يومًا ما خبر عاجل: لقد تحررت فلسطين على شاشات الفضائيات والإذاعات".