فلسطين أون لاين

​فصائل: تهديد عباس غزة مرفوض ونهجه لا يقود إلى دولة

...
عباس يصر على "تجويع وحرمان وقتل أهل غزة
غزة/ نبيل سنونو:

رفضت فصائل وطنية وإسلامية تهديدات رئيس السلطة محمود عباس قطاع غزة، متسائلة عن الجهة التي تخدمها تهديداته وهجومه المتكرر على حركة المقاومة الإسلامية حماس، كما أكدت أن نهج الرجل الثمانيني لا يقود إلى قيام الدولة الفلسطينية.

وكان عباس توعد أمس، في كلمة له على هامش إحياء الذكرى الـ14 لرحيل الرئيس ياسر عرفات، بإجراءات شديدة خلال الأيام القادمة، في إشارة إلى اتخاذ إجراءات عقابية جديدة بحق قطاع غزة، وفيما تجاهل الاستيطان في الضفة الغربية وفشل مساره الطويل في المفاوضات، اتهم حماس بما أسماه "تعطيل قيام الدولة الفلسطينية"؛ على حد زعمه.

وأعرب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب عن أسفه إزاء تصريحات عباس، مبينا أن الكل الوطني وحركة حماس أكدوا مرارًا أنه لا دولة في غزة ولا دولة من دون غزة، وأن المقاومة الفلسطينية ترفض أن تقتصر الدولة على ما يعرف بحدود 1967، بل تؤكد أن فلسطين كلها وطن الفلسطينيين وجزء لا يتجزأ من الأمة العربية والإسلامية.

وتساءل حبيب في تصريحات لصحيفة "فلسطين": "لا نعرف من تخدم هذه التصريحات في هذه المرحلة الخطيرة التي تتعرض فيها قضيتنا إلى أعتى المؤامرات وأقساها على الإطلاق؟".

وأضاف حبيب أنه إذا كانت هناك خلافات سياسية فهي لا تحل بفرض مزيد من العقوبات على غزة وإنما عبر الحوار الوطني الشامل لرسم آفاق الحاضر والمستقبل الفلسطيني.

وأكد حبيب أن نهج عباس لا يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية إطلاقا، مبينا أن الوطن يرتب ويدار على قاعدة الشراكة وعدم الإقصاء وبما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني وأن يأخذ رئيس السلطة بمشورة ورأي الجميع وألا يدير الأمور على قاعدة التفرد والاستبداد التي أوصلت القضية الوطنية إلى هذه الدرجة من التراجع.

وأشار إلى أن الاحتلال يفرض الوقائع على الأرض في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة على حساب الحق الفلسطيني ويسابق الزمن، مشددا على أن الاحتلال هو حجر العثرة أمام إقامة الدولة الفلسطينية.

من جهته استنكر القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بدران جابر، تصريحات عباس، مؤكدا أنه كان الأولى به الحديث عن الوحدة الوطنية وضرورة لم الشتات الفلسطيني ووحدة الأرض والموقف في مواجهة العدوان.

وأعرب جابر في حديث مع صحيفة "فلسطين"، عن استيائه من كلام عباس، قائلا: "كان الأجدر به أن يبحث عن كل مقومات إنجاز الوحدة الوطنية ووضع برنامج في مواجهة الهجوم الصهيوني على قضيتنا الوطنية".

وذكر جابر أن محاولة "شيطنة حماس" هي عمل خطأ ويستهدف التضليل.

وقال القيادي في "الشعبية": إنه كان ينتظر موقفا من عباس تجاه الاحتلال والاستيطان والحصار، مضيفا أن التلويح بعصا العقوبات ضد غزة مخالفة صريحة لتطلعات الشعب الفلسطيني وخطأ يرتكبه عباس بحق الرغبة الجماهيرية في إنجاز الوحدة على برنامج مناضل مقاوم.

عوامل القوة

في غضون ذلك، رفض عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة أي شكل من أشكال اللغة التهديدية باتخاذ إجراءات ضد قطاع غزة، لأن ذلك يعمق الانقسام ويضر بالعلاقات الداخلية ويغلق أي إمكانية لتهيئة الأجواء نحو العودة للمصالحة الفلسطينية.

وأضاف أبو ظريفة لصحيفة "فلسطين": نحن أمام تحديات كبرى وبحاجة لكل طاقات وإمكانات أبناء شعبنا الفلسطيني بقواه ومكوناته كافة، لهذا إذا أردنا أن نجمع عوامل القوة الفلسطينية لمواجهة التحديات علينا الابتعاد عن لغة الانفراد والتفرد والتهديد والوعيد، واللجوء إلى حوار وطني شامل لقطع الطريق على كل المحاولات الرامية لغلق الطريق أمام إقامة دولة فلسطينية سواء من (إسرائيل) أو الولايات المتحدة وليس من الأطراف الفلسطينية.

ودعا عباس إلى الإسراع في دعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير للاجتماع والحوار حول كيفية إعادة بناء مكونات السلطة ومنظمة التحرير على قاعدة توافقية بمشاركة الكل الوطني للوصول إلى توافقات تعزز من مبدأ الشراكة والاتفاق على انتخابات شاملة للمجلسين الوطني والتشريعي ورئاسة السلطة وعلى برنامج سياسي واستراتيجية وطنية جديدة تمكن من مواجهة سياسة الاحتلال و"صفقة القرن".

في السياق، عدت حركة الأحرار تهديدات عباس ضد غزة استمرارا لتنفيذ مشروع فصل الضفة عن غزة إداريا وماليا وتجسيدا لصفقة القرن.

وقالت "الأحرار" في تصريح صحفي: إن عباس يصر على "تجويع وحرمان وقتل أهل غزة بينما يقدس التنسيق الأمني ويسعى لحماية الاحتلال ومستوطنيه, الأمر الذي يعكس الانحدار القيمي والوطني والأخلاقي لديه"؛ وفق تعبيرها.

وأكدت أن هذه التهديدات لن تكسر إرادة وصمود الشعب الفلسطيني، وأن حراكه سيبقى مستمرا حتى إسقاط الصفقة "التي يُمثل رئيس السلطة جُزءا من أدوات تمريرها"؛ وفق قولها.

ودعت إلى اصطفاف وطني عريض لمواجهة "تفرد عباس وتغوله" على مقاومة وحقوق الشعب الفلسطيني خصوصا في غزة.