فلسطين أون لاين

​ماذا تعرف عن عقوق الآباء لأبنائهم؟

...
يجب حماية الابن من كل ما يضره وهي أمور كثيرة
غزة/ نسمة حمتو:

يقع الكثير من الوعاظ والخطباء في خطأ كبير، فهم لا يكفون عن الحديث عن حقوق الوالدين على الأبناء في شتى المحافل، وفي المقابل نادرًا ما يتحدثون عن حقوق الأبناء على الوالدين، وإن كان حقوق الوالدين كبيرًا ما ينبغي أن يتغول على حقوق الأبناء وإن كان صغيرًا، كما قال أحد الأبناء: "فإن كبير حقك عليّ لا يلغي صغير حقي عليك".

اختيار الأم

الشيخ الداعية مصطفى أبو توهة أكد أن حقوق الأبناء أسبق في الظرف الزماني من حقوق الوالدين؛ بمعنى أن حقوق الوالدين لا تكون إلا بعد الإنجاب، وأن يشتد عود الولد، أما حقوق الأبناء فإنه يتحقق قبل الإنجاب، حيث يجب على الوالد أن يبحث عن أم تكون مؤهلة لتنشئة أولاده.

واستشهد بقول الرسول الكريم: "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس"، مؤكدًا أن الولد يحمل من المورثات الجينية والأخلاقية من أمه أكثر من أبيه، حتى قيل "كادت الأخت أن تلد أخاها".

وقال: "من حقوق الولد تعليمه الأدب والأخلاق وحفظ القرآن الكريم، بعد اختيار اسم مقبولٍ لدى وسطه الاجتماعي"، ذاكرًا موقف رجل جاء إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يشكو إليه عقوق ابنه فأحضر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنه وأنّبه على عقوقه لأبيه، فقال الابن: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب (القرآن)، فقال الابن: يا أمير المؤمنين، إنه لم يفعل شيئًا من ذلك: أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جعلًا (جعرانًا)، ولم يعلمني من الكتاب حرفًا واحدًا، فالتفت أمير المؤمنين إلى الرجل، وقال له: أجئت إليّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك.

الصحبة الصالحة

وبين أبو توهة أنه من الحقوق كذلك؛ أن يطعمه من مال حلال، وأن يختار له الصحبة الصالحة، ويضمن له تعليمًا جيدًا، والاهتمام بصحته البدنية، وإثراء مواهبه العلمية بإنشاء مكتبة بيتية، وصحبته للمشاركة في الواجبات الاجتماعية والمناسبات الوطنية، ومن بعد ذلك أن تكون العلاقة علاقة الصحبة التي فيها دفء الصداقة وقرب المشاعر.

وشدد على ضرورة حماية الابن من كل ما يضره وهي أمور كثيرة في هذا الزمن الذي ترادفت فيه الفتن والملهيات.

وتابع قوله: "لذلك نقول إن الوالد مسئول يوم القيامة عن من استرعاه الله من أولاد وذرية كما قال عليه الصلاة والسلام: "كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول"، وفي رواية: "من يقود"".