فلسطين أون لاين

​نتنياهو يستبق تراجع ترامب بتمرير مزيد من القرارات

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة / غزة - رنا الشرافي

قبيل لقائه المرتقب مع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، أعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، موافقته على بناء 2500 وحدة استيطانية جديدة في الكتل الاستيطانية بالضفة الغربية المحتلة.

هذا العدد الكبير نسبياً مقارنة بالإعلانات السابقة أثار تساؤلات حول نوايا نتنياهو الخفية من وراء هذا الإعلان، سيما وإن كان يحاول فرض سياسة الأمر الواقع قبيل اللقاء، أو أنه يخشى تراجع ترامب عن تأييده المطلق لدولة الاحتلال، كما كان فترة الدعاية الانتخابية.

ورأى جهاد حرب محاضر العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، أن ما يقوم به نتنياهو هو "استمرار لسياسات الاحتلال الإسرائيلي في تهويد القدس المحتلة، وتغيير الوضع الجغرافي والديمغرافي في الضفة الغربية".

وأضاف حرب في تصريح لـ"فلسطين": أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية".

وبين أن نتنياهو يرى أن الوقت مناسب لدعم الاستيطان وفرض المزيد منه على الأراضي المحتلة، قبل أن يتراجع ترامب عن دعايته الانتخابية التي دعمت الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل، واعتبرت أن الاستيطان لا يشكل عقبة أمام حل الدولتين.

وتوقع أن تؤدي إجراءات نتنياهو إلى تدهور الأوضاع الأمنية في الأراضي المحتلة عام 1967، ويتمثل هذا التدهور بردود فعل فلسطينية عنيفة ردًا على الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وتهويد القدس المحتلة.

واستبعد أن تأتي قيادة السلطة الفلسطينية بأي جديد في هذا الصدد، وقال: "هي الطرف الضعيف الذي ينتظر مخرجات الطرف الآخر، وهو ما سيقوله ترامب ومساعدوه عن الأوضاع في الشرق الأوسط وعملية التسوية خاصة إن تعلق الأمر بنقل السفارة".

استغلال للفرص

بدوره، أيد ناصر الهدمي الناشط المقدسي، ما جاء على لسان حرب، وقال لـ"فلسطين": "إن ما يقوم به نتنياهو هو استغلال للفرص حيث عودتنا (إسرائيل) على ألا تفوت فرصة لبسط سيطرتها على الأرض الفلسطينية في الضفة".

وأشار الهدمي إلى تصريحات سابقة لترامب ومساعديه أكدوا فيها أنهم سيكونون أكثر تساهلاً وتعاوناً مع الاحتلال، وأن البناء الاستيطاني لا يعتبرون أنه يشكل عقبة أمام التسوية، موضحًا أنه فرصة ذهبية أتيحت لنتنياهو أن يفرض ما يريد قبيل اللقاء المرتقب.

وقال: ما يجري الآن هو فرصة لا تعوض لحكومة نتنياهو سيما وأن اللقاء المرتقب بين نتنياهو وترامب قد يخرج عنه تفاهمات تقتضي تجميد أو وقف الأنشطة الاستيطانية"، منبهًا إلى تراجع ترامب عن تصريحاته التي ألقاها خلال حملته الانتخابية حيث بدأ يتراجع عن نقل السفارة بحجة أنه يريد أن يُعطي فرصة للتسوية.

وتابع: "الآن تصريحات ترامب تختلف عن السابق عما قاله خلال نشوة انتخابية عابرة، فهو الآن يرأس الولايات المتحدة، وعليه أن يراعي مصالحها لا أن يضحي بها حتى ينقذ الشريك، وهو ديدن رؤساء أمريكا جميعهم".

وأكد الهدمي أن الاحتلال الإسرائيلي لا يأبه باعتراف منظمة التحرير بشرعيته، ولا باللقاءات السياسية معها، ولا بالوصول إلى حل أو انفراج من خلال محادثات ثنائية، موضحًا أن محادثات التسوية عمليًا انتهت قبل سنوات.