فلسطين أون لاين

البيت والمدرسة سببان لإهمال الطفل واجبه المنزلي!

...
صورة تعبيرية
غزة - نسمة حمتو

شكوى إهمال الأطفال لأداء واجباتهم المدرسية أمر لا يخلو بيت منه، فبمجرد عودة الابن من المدرسة تبدأ الأم معه سباقًا لحل ما عليه من واجبات مدرسية، وربما تحتاج إلى أغلب ساعات النهار لحلها.

سباق يتخلله ركود وملل يؤدي في كثير من الأحيان إلى تراكم الواجبات المدرسية على الطالب وعدم قدرته على أدائها، وشعور الطالب والأم والمدرسة بالانزعاج.

الخبير في التنمية البشرية د. مؤمن عبد الواحد، أكّد أن المدرسة ترهق كاهل الطالب بواجبات مكررة وغير ممنهجة تجعله يشعر أنه يقوم بعملية مملة لا فائدة منها.

وقال في حديث لـ"فلسطين": "الطريقة التي تعتمدها مدارسنا في تعليم الطلاب معتمدة على التكرار لترسيخ المعلومة، إلا أن هذا التكرار يرهق الطالب ولا يحقق له أي إضافة أو قيمة إيجابية".

وأضاف عبد الواحد: "كما أن للأسرة دور كبير في جعل الطفل يراكم حل واجباته المدرسية، فالأم بمجرد عودة طفلها من المدرسة توجهه بضرورة البدء بحل واجباته بسرعة وهو الأمر الذي يشعر الطفل بأنه مجبر على تنفيذها".

وبين أن الأسرة وخاصة الأم دورها الاهتمام بطفلها وتعزيز المسئولية لديه، ولكن مع مراعاة ظروفه وأوضاعه، خاصة عند العودة من المدرسة، حيث منالمؤكد أنه سيشعر بالتعب والجوع فيجب على الأم تلبية هذه الأمور لطفلها واشباعها قبل الطلب منه التوجه لحل واجباته المدرسية.

ولفت عبد الواحد إلى أنه يجب على الأم اتباع أسلوب معين عند الطلب من ابنها البدء بحل واجباته المدرسية، بالحديث معه حول يومه في المدرسة، وما حصل معه داخل الصف وما هي المواد التي درسها، مشددًا على ضرورة الابتعاد عن أسلوب التوجيه المباشر للبدء بحل الواجبات المتراكمة عليه.

وذكر عبد الواحد أنه من المهم أن يكون حل الواجب تعزيز لدراسة المادة التي يدرسها الطفل، والابتعاد عن حل الطفل للواجبات وحده حتى لا يخطئ في حلها، خاصة إذا كان صغير السن، والتركيز على أن تكون الدراسة وحل الواجبات شيئًا واحدًا وليس متفرقًا.

وأكد أنه يجب إشعار الطفل بأن حل الواجبات المدرسية مقدمة لتشكيل مستقبله وشخصيته وتحقيق طموحاته المستقبلية التي يخطط لها، مع أهمية اتباع أساليب مرنة في طريقة التدريس والابتعاد عن الأساليب الجافة.

وأوضح عبد الواحد أنه من الضروري أن تتابع الأسرة طفلها في حل واجباته المدرسية، وأن تعلم المدرسة الطفل دون أن تجعله يكره المادة أو المدرسة.

وأفاد أنه من الضروري التنبه إلى تغيير أسلوب التعليم المعتمد على تلقي كم هائل من المعلومات المخصصة للامتحانات وليست للعقول لتبقى فيها، لذلك فإن الطلبة يخرجون من المدارس لا يتذكرون شيئًا مما درسوه في أوقات سابقة.