فلسطين أون لاين

الوفاء بالوعود.. مفتاح القلوب نحو بيوت آنسة

...
صورة تعبيرية
غزة - مريم الشوبكي

وعود تتلوها وعود تلقتها "وفاء" منذ اليوم الأول لخطبتها، حتى مرور عشر سنوات على زواجها، وفي كل مرة يتحجج زوجها ويجد أعذارًا لا تنتهي لكسره هذه الوعود، وهي لم تبدِ تأففًا بل تلتمس له الأعذار، تارة لديون الزواج الذي يقوم بسدادها، وتارة لصعوبة الوضع الاقتصادي.

الصبر لدى "وفاء" بلغ منتهاه، فاللين والكلام لم يأتيا نفعًا مع زوجها، فلجأت إلى المشاكل حلاً ضاغطًا عليه؛ لعله يفي بالقليل من وعوده، والتي خلقت حاجزًا كبيرًا بينها وبينه، وتحولت حياتها إلى حلبة صراعات لا تنتهي، فما السبيل لكي تجعل زوجها يفي بوعوده وتردم الفجوة التي تتسع؟

الصدق

الاختصاصي النفسي زهير ملاخة بين أن تحقيق السعادة في الزواج يكمن في الحب، والود، والوفاء، والتماس الأعذار، وتحسس الحوائج، والأخبار، وحسن المعاملة.

وأوضح ملاخة لـ"فلسطين" أن هذا الصدق ما هوإلا حسن خلق، وتفكير إيجابي، وفهم صائب، للعلاقة، وواجباتها، والتي أهم ما فيها الوفاء بكل معانيه سواء المعنوي منه أو المادي، فالرجل لا بد أن يدير علاقته بحسن التواصل بأشكاله المختلفة، فلا بد أن يسطر أمامها ذلك قولاً وفعلاً، فتشعر بالأمان بوجوده، كذلك تشعر بالصدق بوفائه ومنطقيته وواقعيته.

وأكد أن الزوج إذا وعد فعليه ما وعد ولابد، حتى يدخل الفرحة في قلب زوجه، ويعزز من علاقته معها، ويضيف للحب والود المزيد في قلبها، وأيضا فهي تعي أنه إذا حدّث أوفى بحديثه وهذه صفة الكبار.

ونصح الاختصاصي النفسي الزوج بتعويد نفسه على التفكير المسبق المنطقي الواقعي فلا يتخذ من الوعود المزيفة سبيلاً لحل المشاكل مؤقتًا، أو لتمرير فكرة أو هدف ما على زوجته، فإذا اعتاد على ذلك دون الوفاء فهذا سيفقده قيمته عند زوجته.

التنشئة الخطأ

وكسر الزوج لوعوده له أسبابه، عزاه ملاخة إلى التنشئة الخطأ، فالزوج تربى واعتاد الحصول على مراده أو تخطي عقباته دون مقابل، أو نتيجة صفة سيئة كالأنانية والكذب وغياب الإحساس بكرامته في قوله وفعله، وعدم تقدير معنى الرجولة والأنفة في كل ما يصدر منه.

ومن تداعيات هذا على العلاقة الزوجية، حذر أنه ينتج عنه برود في العلاقة الزوجية، وأيضًا قد تتجرأ الزوجة على زوجها في الحديث أو التوصيف.

وذكر ملاخة أنه في المقابل قد يكون الأمر ليس طبعًا وإنما حدث طارئ مر به الزوج جعله لم يفي بكلامه ووعده، ويلجأ للوعد لحل مشكلة مستعصية، أو منع مشكلة كبيرة، أو نتيجة حدوث ظرف أثر على قدرته وإمكاناته.

وأشار إلى أن الزوج في هذه الحالة عليه أن يتصرف بهدوء، ويخاطب زوجته ويصارحها ويعوضها ما يستطيع، وأن تتفهم الزوجة ظروف زوجها.

ودعا الملاخة الزوج لحسن التواصل الحميمي مع أهل بيته بالكلمة والنظرة والوجود، وإشباع جوانب الحياة الاجتماعية والعاطفية والأسرية، وإعطائها حقها قدر المستطاع.

ونبه إلى أن الإهمال وعدم الوجود في البيت، والجفاء، وغياب الملاحظة، والحس الشعوري كل ذلك يعكر جمال وأمن الحياة الزوجية، وقد يكون سببًا في عدم قبول الأعذار، أو اتخاذها بين الأزواج.

وهل لجوء الزوجة إلى افتعال المشاكل يمكن أن يكون حلاً ضاغطًا ليفي زوجها بوعوده، أجاب: "بالطبع لا، فهي تسكين مؤقت، ولكنها ليست حلًا لتعديل التفكير لدى الزوج واقتناعه بأن تفكيره لابد أن يكون إيجابيًا، وإذا ابتليت الزوجة بزوج من عاداته الكذب حتى أصبح مرضًا وسلوكًا ملازمًا له، لابد أن تتفهم شخصيته وتتعامل بعقلية أكبر منه لتجنب نفسها نكد مشاكل الحياة".