فلسطين أون لاين

عبلة العدم.. محررة تروي حكاية 3 أعوام من الظُلمة

...
الخليل_ طلال النبيه

ظلام دامس، وشعاع نور لا يُرى إلا بالأمل، وآلام لا تحصى تحدتها الأسيرة المحررة عبلة العدم، طيلة 3 أعوام قضتها في سجون الاحتلال بذهن لا ينشغل إلا بتسعة أبناء كبروا أعواماً جديدة دون أن ترعاهم.

تلك هي قصة المحررة العدم، (49 عاماً)، التي لم تفقد أملها في الحرية، رغم معاناة ازدادت آثارها يوماً بعد يوم، نتيجة إصابتها بجراح خطيرة، بعد إطلاق جنود الاحتلال النار عليها بشكل مباشر، في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل.

وأفرجت سلطات الاحتلال عن العدم، من بلدة بيت أولا غرب مدينة الخليل، الخميس الماضي، بعد اعتقالها في سجن هشارون في (تل أبيب)، وحظيت باستقبال حافل من قبل أبنائها وعائلتها وجيرانها.

تلك الطلقات التي اخترقت رأسها ووجهها أدت لتهشم في الجمجمة، وفقدانها للنظر في عينها اليمنى، لم تكن كفيلة بمنع أسرها أو التخفيف من معاناتها أو إعطائها العلاج المناسب في سجون الاحتلال.

صحيفة "فلسطين" حاورت المحررة العدم، التي تعاني من آلام كبيرة في عينها وضعف كبير في سمعها، والتي كانت في لحظات إصابتها الأولى، في عداد الشهداء، إلا أن رعاية الله حالت دون ذلك.

عذاب!

"عذاب لا تتخيله"، بتلك الكلمات، وصفت المحررة العدم، حياة طالت أيامها في سجون الاحتلال، تنوعت بين عدم توفر الرعاية للأسيرات المرضى، ومعاناة تجددت طوال أشهر بنصب كاميرات المراقبة.

وروت عن تلك المعاناة التي طالت كل الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال، إذ تركزت وفق معاناة العدم، في سيارات النقل "البوسطة" والتي تنقلت فيها كثيراً للوصول إلى محاكم الاحتلال ومراكز الرعاية الصحية السيئة.

وعن أوضاعها داخل السجن، بينت أن زنازين الأسر التي قضت معظم أسرها فيها لا يتوفر بها أدنى مقومات الحياة الانسانية، "تعذبنا كثيراً في الزنزانة، كانت معتمة للغاية ولا يوجد تدفئة أو تهوية جيدة".

المعنويات عالية

وعن حياة الأسيرات ورفيقات دربها، أكدت الأسيرة المحررة أنهن ينتظرن الحرية، ويتمنين تحقيقها في أقرب وقت، قائلة: "الأسيرات ينتظرن الحرية، ومعنوياتهن عالية، ويتمنين الإفراج عنهن، وكنا نتضامن سوياً مع بعضنا البعض".

وأضافت: "كنت في معتقل الدامون ونتضامن مع أسيرات معتقل هشارون، وهن يتضامنون معنا رفضاً لوضع الاحتلال كاميرات المراقبة في ساحات السجن، فكنا نعلن إضراباً جزئياً عن الطعام، وننظم وفعاليات احتجاجية مثل عدم الخروج للفورة وغيرها".

وقالت: "كنا نتحدث فيما بيننا بصوت منخفض، ولا ترفع الأسيرة أي غطاء عن رأسها، وتبقى متسترة على نفسها طيلة وجودها في غرف السجن"، مشيرة إلى تجهيز سلطات الاحتلال الإسرائيلي قسماً جديداً لضم الأسيرات فيه، تحت كاميرات المراقبة في سجن الدامون.

وتنتظر الأسيرات بأمل كبير، تحقيق صفقة تبادل بين المقاومة الفلسطينية وسلطات الاحتلال، حتى تتحقق حريتهن ويكسرن القيد، موجهين الدعوة للمقاومة الفلسطينية بتحقيق ذلك. وفق العدم.