فلسطين أون لاين

بعد 16 عامًا.. محمد البسيوني يتنسم هواء "بيت حانون

...
غزة_إسماعيل نوفل

تختلط أهازيج السعادة مع مكامن الحزن في نفس الأسير المحرر ماهر إسماعيل محمود البسيوني عقب خروجه من سجون الاحتلال الإسرائيلي التي قضى فيها 16 عامًا.

كان المحرر البسيوني يمني النفس بأن يرافق أصدقاءه في سجن نفحة نحو عالم الحرية، ويتكئ في ذلك على وعد المقاومة الفلسطينية بغزة لهم بخلاصهم من سجون الاحتلال بصفقة "وفاء الأحرار 2".

وأخلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أول أمس، سراح البسيوني (42 عامًا)، وهو أعزب من مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، بعد انتهاء فترة محكوميته التي دامت 16عامًا في السجون.

ويقول البسيوني لصحيفة فلسطين، إن صفقة "وفاء الأحرار 2" زرعت في قلبه ورفاقه الأسرى الأمل بتحقق حلمهم بالحرية، لكن إرادة الله شاءت أن تنتهي فترة محكوميته، ليسبقهم ويكون في مقدمة مستقبليهم عند تحررهم.

وقال: "كنا نتمنى أن نخرج سويًا مهللين مرددين أناشيد الحرية".

ودّع الأسرى رفيقهم في يومه الأخير بمشهدٍ مهيب، تساقطت فيها الدموع فرحاً بخروج زميلٍ لهم من السجن، وصفهم بـ"خلية نحل، يعمل كل شخص بما يقدر، ليجعل الوداع يليق بأخٍ لهم".

وأكمل حديثه: "حتى أن مدير السجن والعديد من الضباط قدموا إلى القسم ظناً منهم بوجود مشكلة بسبب الأصوات العالية، ولكن الحقيقة كان هناك عمل فني متقن يصلح لأن يمثل الوحدة الوطنية الفلسطينية".

وعقّب البسيوني على الوحدة التي اكتساها أصدقاؤه، والتي عبّرت عن مشاعرهم اتجاهه بالقول: "لقد أزالت جزءًا كبيرًا من الألم الذي عشته داخل السجن".

اعتقاله

مع خطواته الأولى خارج سجون الاحتلال باتجاه قطاع غزة، تتسلل مشاهد اعتقاله إلى ذاكرته: "كانت الوحدات الخاصة لجيش الاحتلال تحيط بمنزلي في بيت حانون، في محاولة لاعتقالي، ولكنّ أحد إخوتي انتبه للأمر، فحاولت الهرب ولكني لم أستطع".

ويقول إن قوات الاحتلال كانت تلاحقه بسبب انضمامه للمقاومة التي أوجعت المحتل بعملياتها، إلى أن تمكنت من اعتقاله بتاريخ29 أكتوبر من عام 2002.

أمضى البسيوني سنوات سجنه في توسيع ثقافته من خلال القراءة ومطالعة الكتب، وممارسة الرياضة للمحافظة على صحته، والأعمال التنظيمية في متابعة ورعاية الأسرى في قسمه.

وإلى جانب مشاركته في التحضيرات المخصصة في مواجهة الاقتحامات المتكرر لإدارة السجون، وعمله مدرّسا جامعيا للطلاب في السجن، فقد حصل على شهادته الجامعية قبل اعتقاله.

وأشار البسيوني إلى معاناة الأسرى الكبيرة في سجون الاحتلال، من الشوق والحرمان من الأهل، ومحاولات الضغط التي تقوم بها إدارة السجون على أنفاسهم من خلال الاقتحامات المتكررة، والاهمال الطبي للمرضى.

ويؤكد أن الأسرى يواجهون محاولات الضغط هذه بالأساليب بكل ما يملكونه رغم إمكانياتهم المحدودة، مشيراً إلى إضراب الأسيرات عن الخروج إلى الساحة "الفورة" في سجن الشارون لليوم الـ(56) احتجاجاً على تركيب الكاميرات.

وأضاف أن معنويات الأسرى في سجون الاحتلال عالية، ولديهم الجاهزية لتحدي ضغوطات الاحتلال مهما كانت، واصفاً إياهم بـ"جبال صناديد أصحاب معنويات عالية".

استقبال حافل

حشدٌ كبير من بلدته وقف على حاجز بيت حانون في انتظار معانقته خلال نهار أول من أمس، وفي المقابل تعمدت المخابرات الإسرائيلية تأخير عبور الحاجز حتى الساعة الـ7 مساءً.

وقال البسيوني في استقبال بيت حانون: "كان الاستقبال رائعا جداً، حيث جاء بعد وقت طويل من الحرمان، وهذا يعبر عن أصالة شعبنا".

ووصف يوم الحرية هذا بأنه دواء لكل ألمٍ ألمّ به داخل السجون.