فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

بلينكن يفنّد تصريحات بايدن: لم نوقف تزويد جيش الاحتلال بالأسلحة والذخائر الموجهة الدقيقة

قيادي فلسطيني لـ"فلسطين أون لاين": الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه ولن نقبل أي جهة غير فلسطينية في معبر رفح

"قبائل سيناء" تدعو إلى تحرك دولي لإجبار الاحتلال على الانسحاب من معبر رفح

الاحتلال يغتال القيادي بالجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة.. ما أبرز مهامه؟

حصاد الحراكات الطّلابية يُجنى.. أغنى كلية تابعة لـ"كامبريدج" تسحب استثماراتها من شركات أسلحة "إسرائيلية"

"أنا من أرسل أبناءكم إلى حرب لم يعودوا منها" رئيس أركان الاحتلال يتحمّل مسؤولية الفشل في 7 أكتوبر

في اشتباكات "ضارية".. القسّام تدّك جنود الاحتلال في جباليا وتستهدف آلياته شرق رفح

"أحرقوا مركبةً وداهموا منازل أسرى محررين".. الاحتلال يواصل اقتحاماته واعتقالاته في الضّفة الغربية

في يومها الـ 220.. نسف مربعات سكنية في جباليا وقصف مكثف على رفح

"كمائن مركبة" و"تفخيخ منازل".. القسام تخوض معارك "شرسة" في جباليا وغزّة وتدّك معبر رفح

​عبد العال قارئ المسيرات الأول عربيًّا

...
محمود عبد العال
غزة - هدى الدلو

منذ بداية مشاركته في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار على الشريط الحدودي استوقفه مشهد جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزين في أراضينا المحتلة، والمحروم أصحابها الأصليين إياها، الذين يدافعون عنها بصدورهم العارية، والاحتلال يطلق النار عليهم مباشرة.

كل هذا استوقفه ليتلو قوله (تعالى): "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"، ولأنه يحفظ القرآن الكريم كاملًا، ويمتاز بجمال صوته، قرر المشاركة بما لديه من قدرات وإمكانات في إيصال رسالة الفلسطينيين إلى العالم ببث فيديو لقراءته القرآن في أثناء وجوده بالمسيرات.

وكل ما يريده أن يشاهد العالم أجمع جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين، ما جعله يحصد المركز الأول في مسابقة لتلاوة القرآن الكريم على مستوى الوطن العربي، بعد نشره فيديو لتلاوته آيات من القرآن خلال مواجهات مسيرات العودة شرق غزة "ملكة".

الشاب محمود محمد عبد العال، (22 عامًا) من سكان الشجاعية شرقي مدينة غزة، يدرس تكنولوجيا المعلومات قسم الوسائط المتعددة في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، بعد نشره عدة فيديوهات لتلاوته مقاطع صوتية بآيات من القرآن الكريم، أصبح يطلق عليه "قارئ مسيرات العودة".

وقال: "في كل يوم جمعة أشارك في المسيرات واجبًا وطنيًّا من أجل الدفاع عن الأرض والحقوق، وأختار بعض الآيات القرآنية الملائمة لطبيعة الأحداث القائمة، لتلاوتها وبثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، ولا تقتصر مشاركته على موقع ملكة فقط، فيتنقل عبر الحدود الشرقية من شمال القطاع حتى جنوبه.

وكانت بداية عبد العال في حفظه القرآن منذ طفولته، فالتحق بمراكز التحفيظ بإلحاح من أهله وتشجيعهم، حتى إنهم سجلوه بمدارس تهتم بتحفيظ القرآن، فحفظ ما يقارب خمسة عشر جزءًا، وفي إجازة الثاني الثانوي التحق بمخيمات "تاج الوقار" من أجل إتمام حفظه كاملًا، ومن هنا بدأ مشواره الحقيقي.

وأضاف: "بعد نتائج الثانوية العامة التحقت بكلية الدراسات الإسلامية، وفق ميولي الشرعية، ولكن الوضع الاقتصادي للعائلة منعني من إكمال دراستي، فاضطررت إلى الجلوس بالبيت وتأجيل الدراسة قليلًا، ثم حولت إلى تخصص الوسائط المتعددة".

جمال الصوت اكتسبه اكتسابًا من الاستماع الدائم للعديد من القراء والمشايخ، كالشيخ أحمد العجمي، وياسر الدوسري، ومشاري العفاسي، والشيخ محمود الحصري، حتى بات يحاكي أصواتهم.

وبين عبد العال أنه شارك في عدة مسابقات، كمسابقة المزمار الذهبي التي كانت على مستوى قطاع غزة، وحصل على المركز الأول، ومسابقة البحرين على مستوى العالم، إذ جاء تصنيفه ضمن أفضل 15 متسابقًا في فلسطين.

وأخيرًا، مع بداية شهر تشرين الأول (أكتوبر) أعلنت مسابقة أعددتها شركة بدبي على مستوى الوطن العربي، ضمت 1200 مشارك، ولم يكن يود المشاركة، ولكن من كثرة إعجاب أصدقائه بصوته كانوا يرسلون له رابط المشاركة، فالتحق بالمسابقة بعد أسبوع من بدايتها، وقد كان بينه وبين محتل المركز الأول ما يقارب 5000 صوت.

وأشار عبد العال إلى أن المسابقة قائمة على تقويم لجنة التحكيم جمال الصوت، وتحصيل أكبر عدد من المشاهدات، فقد حصل على نصف مليون مشاهدة في أسبوع واحد بعد نشره الفيديو، وتعمد مشاركة أحد فيديوهات تلاوته الآيات في مسيرات العودة، حتى تصل رسالته ورسالة الغزيين إلى العالم، ويعرف ماذا يدور داخلها من أحداث، ليتمكن من حصد المركز الأول في المسابقة.

لم يكتف بحفظ القرآن فقط، بل عمد إلى تعلم أحكامه وتجويده، وقراءاته، فالتحق بالعديد من الدورات المبتدئة والعليا، حتى وصل إلى تأهيل السند، وبشهادة العديد من القراء الذين استمعوا له إن قراءته تأخذ تقديرًا من جيد جدًّا إلى ممتاز من طريق التلقي.

وبعد حصوله على هذا المركز يسعى إلى تمثيل فلسطين على مستوى العالم العربي والإسلامي، خاصةً بعد الشعور الذي لم يستطع وصفه بعد فوزه، ويطمح إلى أن يكون له حاضنة تساعده على إكمال تعليمه الجامعي، ليتمكن فيما بعد من تطوير نفسه، ثم سعيه نحو تسجيل القرآن كاملًا عبر أجهزة صوتية متقدمة.