فلسطين أون لاين

​مزارعو شرق خان يونس.. ضحية اعتداءات جيش الاحتلال

...
خان يونس - ربيع أبو نقيرة

يواجه المزارعون على طول المناطق الشرقية من قطاع غزة، آلة الخراب الإسرائيلية، دون مقومات حقيقية لإعانتهم على الصمود في وجه مخططات الاحتلال لتدمير الأراضي الزراعية في محاولة لدفع المزارعين والسكان لهجر أراضيهم.

ومع كل توغل عسكري لجيش الاحتلال يستهدف أراضي المواطنين المزروعة بأنواع متعددة من الخضار، تسود حالة منع التجول في تلك الأراضي، جراء إطلاق الاحتلال النار على كل ما هو متحرك في الجانب الفلسطيني، سواء البشر أو الحيوانات، الأمر الذي يدفع المزارعين للانسحاب من أراضيهم والتوقف عن فلاحتها.

وعلاوة على فرض حظر التجول حين يسود الظلام –في الفترة ما بين غروب الشمس حتى ساعات الفجر- على المزارعين، فإن أي توغل لقوات الاحتلال وما يرافقه من إطلاق نار وتجريف، يفسد عليهم يومهم ويكبدهم خسائر باهظة.

ويقول المزارع صالح النجار (54 عامًا) والذي يتابع فلاحة أرضه وزراعتها وحصادها شرق بلدة القرارة، إنه كلما توغلت قوات الاحتلال خارج السياج، تجرف الأراضي الزراعية، كما أنها تطلق النار في معظم الأحيان على المزارعين ورعاة الأغنام.

ولفت في حديثه لصحيفة "فلسطين", إلى أن ذلك يعيق المزارعين عن الوصول إلى أراضيهم، الأمر الذي يؤدي إلى تلف الثمار والمحاصيل الزراعية، مشيرًا إلى أن أرضه (62 دونما) مزروعة بجميع أنواع الخضار سوى الفراولة والخيار.

وقال النجار: "هذه المنطقة (السريج) تعد سلة غذائية متكاملة لسكان قطاع غزة"، مضيفًا: "لا تقتصر مضايقات الاحتلال على تجريف أراضي المزارعين، بل تتعدى ذلك إلى إطلاق النار بهدف تخويفهم ورش المبيدات الكيماوية القاتلة للمحاصيل".

ومنذ بداية العام الجاري ترش طائرات زراعية إسرائيلية بمبيدات سامة، الأراضي الزراعية الفلسطينية في المحافظات الجنوبية والوسطى من قطاع غزة.

وبحسب النجار فإن عملية إرهاب المزارعين لا تقف عند توغل جرافات الاحتلال خارج السياج، وإطلاق النار المتقطع على مدار اليوم، بل تصل إلى رش أراضينا بالمبيدات القاتلة.

من ناحيته، أوضح المزارع صدقي القرا من شرق محافظة خان يونس، أن إجراءات الاحتلال ضد المزارعين مركبة، من تجريف أراضٍ وإطلاق نار ورش مبيدات قاتلة، مضيفًا: "نحن غير قادرين على سداد الديون، وتبقى استحقاقات المحصول متراكمة علينا".

وتابع: "70 دونمًا مزروعة بأنواع عدة من الخضروات في دقائق معدودة يمكن إهلاكها، ونحن هنا نعيش ظروفا عصيبة ولحظات انتظار صعبة في ظل غياب الدور الحكومي والمؤسسات الدولية تجاهنا".

ولفت القرا إلى أن جميع من يتواجد في المنطقة الشرقية بخان يونس، سواء رعاة أغنام أو مزارعين أو سكانا، معرضون لإطلاق النار في أي لحظة، مشيرًا إلى أن حملات التمشيط والتي تكون بشكل شبه يومي، هدفها تهجير السكان والمزارعين، كون الاحتلال لا يريد أي تحرك في المنطقة يهدد أمنه المزعوم.