فلسطين أون لاين

​كيف تتحقّق الصحة النفسية السليمة؟

...
صورة أرشيفية
غزة/ نسمة حمتو:

تعدّ الصحة النفسية من الضروريات المهمة لتحقيق الرفاهية النفسية للأفراد في المجتمع، ولكن للأسف في واقع المجتمع الفلسطيني تختلف الأمور تمامًا عن المجتمعات الأخرى نظرًا للتغيرات والتطورات المستمرة في حياة الأفراد.

فالضغوط النفسية المتتالية، والحروب المتتابعة، وزيادة نسبة الفقر، وانتشار المشكلات الأسرية، ووجود اضطرابات نفسية عند الأطفال كالخوف والقلق والاكتئاب، جعل خدمات الصحة النفسية في غزة مطلبًا ضروريًا لحياة الإنسان الفلسطيني.

البيئة المناسبة

أستاذ الصحة النفسية د. عبد الله الخطيب، قال إنه لابد من توفير البيئة المناسبة لتحقيق الصحة النفسية، على أن تتكامل معها جميع مكونات المجتمع، من أجل الوصول إلى حالة من الإيجابية والانسجام في شخصية الفرد.

وأكد أنه يقع على الأسرة الدور البارز والأهم في تحقيق الصحة النفسية، بإشباع الحاجات الأساسية والنفسية والاجتماعية للأبناء، مشيرًا إلى أنه إشباع هذه الحاجات بأقل القليل يمكن أن تجعل الطفل يعيش في حالة من الارتياح، وهذا ما ينعكس على سلوكه وتوافقه في دراسته وفي المجتمع.

ونبه الخطيب إلى ضرورة التعامل الإيجابي مع الأبناء، بالاستماع لهم، وعدم انتقادهم، وإظهار قدراتهم، وإمكانياتهم، وتعزيز مهاراتهم، وصولًا بهم إلى حالة من الثقة التي تجعل الطفل محبوبًا بين أسرته وأقرانه.

جوانب السعادة

وأوضح أنه لابد من إبقاء جوانب السعادة والأمل لدى جميع أفراد الأسرة بالقيام بالنشاطات الاجتماعية، كالزيارات، والرحلات، والاجتماعات الأسرية التي تقرب وجهات النظر، ويعبرون فيها عن المشكلات التي يعاني منها أفراد الأسرة.

وأشار الخطيب إلى أنه فيما يتعلق بدور المدرسة، فهي البيت الثاني للطفل، وتعلمه اكتساب المهارات والقيم وجوانب الصحة النفسية، مؤكدًا أنه على الإدارة المدرسية توفير البيئة الملائمة والمناسبة للطلبة، بتكوين علاقات إيجابية مع الطلبة.

وبين أنه من ضمن دور المدرسة؛ إضافة بيئة معاصرة تتناسب مع الاحتياجات التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي التي يعيشها الطفل، وتوفر برامج ترويحية ونفسية، فيها يعبر الطلبة عن آراءهم، ورغباتهم، وإمكانياتهم، ويشعر الأطفال بالسعادة والتفاؤل والاستقلالية.


مؤسسات المجتمع المدني


وفيما يتعلق بدور مؤسسات المجتمع المحلي، قال: "عليها تقديم خدماتها للمجتمع المحلي؛ بالتوعية المستمرة بالاضطرابات النفسية التي يعاني منها أفراد الأسرة والمجتمع، وسبل التغلب عليها، وتوفير مواد إعلامية وتكنولوجية تحاكي طرق العلاج والتغلب على المشكلات التي تعاني منها الأسرة".

وأكد أهمية عمل أنشطة ترويحية وتنشيطية تساهم بإدخال السعادة والسرور على الفئات المهمشة في المجتمع مثل الأيتام ومجهولي النسب وأطفال العمالة، وذوي الاحتياجات الخاصة.

وأفاد أنه بتكامل الأدوار بين الأسرة والمدرسة والمجتمع يمكن تحقيق شيء بسيط؛ يجعل الفرد يعيش في حالة من التوافق النفسي والاجتماعي داخل الأسرة، بعيدًا عن حالة الانفصال التي قد تنتج عن هذه المكونات.