قال عضو لجنة اللاجئين في الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار د. عصام عدوان، إن المسيرة أكسبت شعبنا الفلسطيني الجرأة للاقتراب من "الحدود الزائلة" التي تفصل قطاع غزة عن الأرض المحتلة عام 1948.
وأضاف عدوان لصحيفة "فلسطين" على هامش مشاركته في فعاليات مسيرة العودة بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، أن الوصول للسياج الفاصل كان يقتصر على عناصر قليلة من المقاومة، غير أن مسيرات العودة شجعت أبناء شعبنا للوصول إلى الحدود دون خوف .
وأكد أن مسيرات العودة "كسرت حاجز الخوف" لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وبات لا يروق له إلا التقدم نحوها في كل يوم من فعاليات المسيرة، دون خشية أو خوف من جنود الاحتلال الإسرائيلي ورصاصه وقنابله ودباباته، وأهلت لإمكانية اجتياح الحدود شعبيًّا وتحقيق حق العودة المسلوب.
وأوضح عدوان أن العالم يجد نفسه مضطرًّا بفعل مسيرات العودة لإرسال الوسطاءوالمبعوثين للحديث مع فصائل المقاومة، مشيراً إلى أن قطاع غزة ورغم أنه لم يحصل بعد على الثمن المناسب المتمثل بكسر الحصار، إلا أن هناك رسائل واضحة تفيد بتأذي الاحتلال الكبير من مسيرة العودة.
ولفت إلى أن الجبهة الداخلية لدى الاحتلال تموج بفعل مسيرات العودة وبرسم الواقع، كما أن "السهام" باتت تصوب نحو الاحتلال من كل حدب وصوب، بفعل الجرائم التي يرتكبها بحق المتظاهرين السلميين العزل المشاركين في المسيرة والذين لا يحملون أيًّا من أنواع السلاح، مضيفاً: "المسيرة وضعت العالم في حرج، وأضافت نقاطا جديدة في سجل الاحتلال الأسود".
ودعا إلى عدم الرضوخ للرتابة والسير في طريقة اعتيادية بمسيرة العودة، والعمل على مواجهة المحتل بأساليب وتكتيكات وإرباك وإبداعات متجددة، مشدداً على أن ذلك يزيد من حالة الضغط على الاحتلال.
وقال إن "التظاهر الشعبي يليق بشعبنا وفعال في استنزاف الاحتلال وقابل للاستمرارية، ويثبت أن شعبنا حي وقادر على إيلام عدوه، كما نتألم نحن"، مشدداً على ضرورة تطوير هذا الأسلوب الشعبي، وتضخيمه بما يشمل مشاركة كل أبناء شعبنا في أماكن وجوده في الشتات والداخل المحتل.
ونبه عدوان إلى أن الأسلوب الشعبي المقاوم في مسيرة العودة لا يقل جدوى عن ممارسات شعبنا في زمن الانتفاضة الأولى التي استمرت نحو 5 سنوات، واضطر على إثرها الاحتلال للإصغاء لمطالب شعبنا، والاعتراف بوجوده على الأقل على حدود 1967.
وأردف: "نستطيع القول إنّ هذا الأسلوب إن شمل كل ساحات الفلسطينيين من شأنه فرض معادلة جديدة في الصراع، وأن يجبر عدونا للرضوخ لمطالبنا"، داعيا لعدم اختزال مطالب مسيرة العودة في مطلب كسر الحصار.
وأكمل: "أفجع الخسائر أن نقزم مطالبنا لنكتفي بفتح المعابر وإدخال السولار، وبعض الكهرباء وما شابه، قضيتنا قضية وطنية يجب أن نرفع سقف مطالبنا لأقصى حد يمكن تصوره، للتأثير الذي تصنعه مسيرة العودة".
وأشار عدوان إلى أن اللاجئين في الخارج يتعلقون بالعودة ويتمسكون بها، وتعنيهم أكثر من اختزال المسيرة في كسر الحصار عن غزة، مؤكداً أن الاستمرار بمطلب تحقيق العودة كفيل لضخ جهود شعبنا في الخارج بمضمار واحد، والوصول لحالة ضغط لا يتوقعها أحد على صانعي القرار في العالم.