فلسطين أون لاين

​5 محاولات تسريب لعقارات مقدسية خلال أكتوبر الجاري

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة – غزة/ يحيى اليعقوبي:

أمام الصمود الأسطوري للمقدسيين في مدينتهم المحتلة، ورفضهم الإغراءات المادية كافة التي تعرضها الجمعيات الاستيطانية، تتحين الأخيرة الفرصة "الخبيثة" لتسريب العقارات الفلسطينية إليها أو الاستيلاء عليها؛ لصالح مشاريعها الاستيطانية والتهويدية.

ورغم تمسك وحفاظ المقدسيين على عقاراتهم، كواجب ديني ووطني وأخلاقي، شهد العام الجاري 2018م، خمس محاولات إسرائيلية للسيطرة عليها خلال 10 شهور ماضية، تركزت معظمها في أكتوبر/ تشرين أول الحالي.

العقار الأول يعود لعائلة "فتيحة" في عين سلوان، مكون من شقتين سكنيتين، استولى عليه المستوطنون في الثالث من أكتوبر/ تشرين أول الجاري.

والعقار الثاني تسريب عقار جودة الحسيني في عقبة درويش بحارة السعدية، وهو مكون من ثلاث طبقات على الطريق الواصل إلى باب الملك فيصل (أحد أبواب الأقصى) واستولى عليه المستوطنون في الرابع من أكتوبر/ تشرين أول الجاري، بعدما باعته العائلة لرجل أعمل مقرب من مخابرات السلطة يدعي خالد العطاري الذي بدوره باعه لجمعية استيطانية بمبلغ 17 مليون دولار.

ويعد عقار آل العلمي في عقبة درويش هي المحاولة الإسرائيلية الثالثة، ويقع فينقطة قريبة من الأقصى، مساحته 80م، أحبطت جهود تسريبه خلال الفترة السابقة بعد تدخل عدد من القيادات المقدسيين واعتقال أحد الضالعين؛ ليتضح أن معظم الورثة ليسوا مطلعين ولا موافقين على العقود.

والمحاولة الرابعة فكانت لعقار عائلة "أبو صبيح" في الحارة الوسطى في سلوان، وهو عقار مكون من ثلاث طوابق، عاينته شرطة الاحتلال، وسط شكوك وتخوفات من تسليمه للمستوطنين مساء الاثنين الماضي.

صمود وتسريب

وأشار الباحث في شؤون القدس د. جمال عمرو إلى نجاح المستوطنين بالاستيلاء على العقار الخامس في المدينة، قبل يومين، عندما استولوا على عقار عائلة "سرحان" في حي سلوان، بعد محاصرة البيت وإخراج عائلة جواد أبو سنينة منه تحت قوة السلاح، وهو مكون من خمس طبقات.

وأوضح عمرو لصحيفة "فلسطين"، أن مالك البيت ادعى أنه باعه عام 2015م لرجل أعمال يقيم داخل الأراضي المحتلة، بحجة استيعاب المسلمين الذين يأتون للصلاة في القدس.

وبين أن التسريب الأول لعقار "فتيحة" فقد كان يملكه رجل فلسطيني تزوج من سيدة فلبينية من القرن الماضي، انتقل أبناؤها للعيش في أمريكا بعد وفاة والدهم، حتى وصلتهم عيون الاحتلال، "كونهم لا ينتمون للقدس، ولا يتحدثون العربية باعوا منزلهم وجرى اخلاء المستأجرين المقدسيين منه.

ولفت إلى أن عقار "آل العلمي" يجري حاليا الحفاظ عليه من التسريب، فيما عقار "أبو صبيح" لا يوجد إثبات حتى اللحظة أنه بيع للمستوطنين، وأن العائلة تنفي بيعه رغم وجود بعض الشبهات، كقدوم دوريات الاحتلال للمكان.

وقال: إن الاحتلال استغل الخلافات السياسية بين القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، وقيادات السلطة في رام الله إلى الإضرار بالمصلحة الوطنية، والاستيلاء على عقار عائلة "الحسيني".

وأكد عمرو تمسك المقدسيين بعقاراتهم بشكل "يفوق الخيال"، كما أكد أن ملف العقارات تحت السيطرة، وأن "السماسرة ومن يتعاونون مع الاحتلال قلة ومعرفون ومراقبون"، لكنه حذر من محاولات الاحتلال الاستفراد بالقدس وسط غيار رسمي للسلطة.

واعتقد أن إعلان الجمعيات الاستيطانية لتسريب العقارات، هدفه بث الفوضى والإشاعات بين المقدسيين، والنيل من معنوياتهم.

ومن وجهة نظر الباحث في شؤون القدس روبين أبو شمسية، فإن تسريب العقارات لا يأتي من طرف واحد، بل في إطار عملية متبادلة، فلا يمكن أن يحدث تسريب للعقارات دون تعاون أطراف فلسطينية مع الاحتلال.

وذكر أبو شمسية لصحيفة "فلسطين" أن التسريبات، حالات فردية، وأن معظم أبناء القدس يقاومون التسريب وأشكال التطبيع كافة مع الاحتلال.

وقال: إن المحاولات الخمس التي بذلها الاحتلال لتسريب العقارات، جزء منها باءت بالفشل، نتيجة الصمود المقدسي الكبير، مشددا على ضرورة تعزيز مفهوم التربية الوطنية وتنمية روح المقاومة في نفوس الأجيال الفلسطينية.

وأوصى بضرورة وجود حماية وطنية شاملة لأصحاب العقارات، لافتا إلى أن هناك تشريعات ونصوصا ملزمة بعدم التسريب مهما كانت الأسباب.