فلسطين أون لاين

​تعليم "الأقران" فُرصة للأمهات للتخلص من مشاكل الدراسة

...
صورة أرشيفية
غزة/ نسمة حمتو:

تعاني بعض الأمهات من مشكلة تدريس الأطفال، لا سيما في المراحل الأولى من الدراسة، فاستخدام الأساليب الخطأ كالضرب، أو رفع الصوت، أو حتى حرمانهم من الأشياء التي يحبونها قد يزيد الأمر سوءًا لدى الأطفال، ويجعلهم يكرهون الدراسة، ولكن محاولة تعليم الأطفال من خلال الإخوة الأكبر سناً أو حتى أصدقائهم ممن هم في مثل سِنّه، تحل جزءًا كبيرًا من المشكلات التي تعاني منها الأمهات فقد يمتلك هؤلاء الأطفال مهارات تجهلها الأم في بعض الأحيان.

أساليب خطأ

أستاذ علم النفس الاجتماعي إياد الشوربجي، قال: "يكتسب الأطفال المعارف والخبرات والمهارات من الحياة عامةً، ويتعلمون طرق الدراسة الصحيحة من خلال الوالدين حين يساعدونهم في متابعة دروسهم وحل الواجبات".

وأضاف الشوربجي: "غالباً ما يحتاج الأطفال الصغار إلى مساعدة الآخرين في فهم الدروس وخاصة الأم، ويختلف الآباء والأمهات في أسلوب تعليم الطفل وتدريسه"، موضحًا أن الوالدين قد يتبعان أسلوبًا صحيحًا، ويستطيعان إيصال المعلومة للطفل، وتوضيح الأشياء الصعبة في المنهاج الدراسي، وتعليمه المهارات المختلفة كالأحرف والكلمات أو حتى المساعدة في الواجبات المدرسية.

وأشار أستاذ علم النفس الاجتماعي إلى أن بعض الآباء والأمهات يستخدمون أساليب صحيحة كالتحفيز، وتقديم الهدايا للطفل، وتشجيعه من خلال قول الكلمات الإيجابية، لافتاً إلى أن الوالدين لهما تأثير كبير على مساعدة الطفل في مراجعة الدروس، وإيصال المعلومات التي لم تصل إليه من خلال المدرسة.

وأكد أن بعض الآباء والأمهات يتبعون أساليب خطأ في تدريس الطفل من خلال استخدام أسلوب التهديد، والتوبيخ، ورفع الصوت على الطفل، وغيرها من الأساليب الخطأ.

ونبه الشوربجي إلى أن بعض الأطفال يفضلون الاستعانة بأقرانهم أو بأشقائهم في العمر ذاته في تعليمهم وتوضيح بعض الأشياء الصعبة في المناهج أو المساعدة في حل الدروس، لافتاً إلى أن ذلك يعود لطبيعة الأسلوب الذي يتبعه الأخ أو الأخت في التدريس بالإضافة إلى تقارب السن ومستوى التفكير.

وأضاف: "لذلك نلاحظ سرعة الاستجابة والتعلم مع المعلم الصغير أكثر من غيره، وخاصة أن الأطفال يميلون إلى بعض الأساليب التي يفتقدها الأب والأم بعيداً عن العصبية، أو رفع الصوت، أو الخوف أثناء كتابة الدروس".

وأفاد أستاذ علم النفس الاجتماعي بأن خبرة الطفل في تدريس الآخر، أو التعود على الطريقة من خلال المعلم، يساعده أكثر في إيصال المعلومة، لافتاً إلى أن بعض الأطفال يتمتعون بشخصية بسيطة ولديها أسلوب سهل في توصيل المعلومة.

وتابع قوله: "غالب الأطفال يحبون التنوع في مصادر التعليم وأساليب التدريس، لذلك ربما يفضلون من هم في أعمارهم أفضل من استيعاب المعلومة من الأم أو حتى من المدرس نفسه".

وأكد الشوربجي ضرورة أن يترك الأهل المجال بانضباط ليساعد الأطفال بعضهم البعض في الدراسة لما له من أثر إيجابي في تطوير مهارات الأطفال وتنمية مهاراتهم.

ولفت الانتباه إلى أن هذا الأسلوب يشعر الطفل بقيمته الكبيرة نظراً للدور الذي يقوم به عند تدريس شقيقه، مع ضرورة أن يراقب الأهل طريقة التدريس التي يتبعها الطفل فربما تكون هناك معلومات خطأ يعلمها للأطفال.

وبين أستاذ علم النفس الاجتماعي أنه من المهم تشجيع الأطفال على مساعدة أنفسهم في التدريس واستخدام المحفزات المختلفة في هذا الجانب.