فلسطين أون لاين

​الرجل والمرأة هل يختلفان في الغيرة؟

...
صورة أرشيفية
غزة/ هدى الدلو:

تعدّ الغيرة من الغرائز الفطرية التي أوجدها الله سبحانه وتعالى في الإنسان، كغريزة الأمومة وغيرها، ولكن تختلف درجتها من شخص لآخر، وتختلف كذلك عند الرجال والنساء، ولكنها انفعال يعد جزءًا من تركيبة الرجل أو المرأة، وتختلف فيما بينهما وفقًا لعوامل عدة، وفي دراسة لمعهد جوتوليو فارغاس البرازيلي، المختص بالدراسات الاجتماعية والأسرية جاء أن الناس الذين يحبون أنفسهم ويشعرون بالأمان مع أنفسهم، رجالاً أو نساءً، هم أقل غيرة ممن لا يحبون أنفسهم، كما أن من لا يملك غريزة تملُّك قوية يعدّ أقل تأثرًا بالغيرة.

رئيس قسم الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في الإدارة العامة للصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب قال: "الغيرة انفعال مركب، وهي من المؤثرات النفسية الازدواجية التي تدمج بين الخوف والحب، فهي مشاعر كامنة في الإنسان".

وأوضح أنها من الجوانب الإنسانية المشتركة بين كل الناس سواء كانوا رجالًا أو نساءً، ولكنها قد تتحول إلى مرض في حال تراكم المواقف، وهي مثل مرض الفصام الذي سببه الخوف الزائد.

وأشار أبو ركاب إلى أن من عوامل ظهور الغيرة عند النساء طبيعة التركيبة الإنسانية لدى المرأة، التي تميل في الغالب إلى الجانب العاطفي، فمتغيرا الخوف والحب لديها أكثر من الرجل نظرًا لطبيعة شخصيته، وسيطرته على العصمة التي في يده، مما يُشعر المرأة في بعض الأحيان أنها مسلوبة الحقوق والإرادة، فتحاول أن تحافظ على زوجها.

وأضاف: "وقد يتعلق الأمر بجانب التربية وطبيعتها، فتصرفات والديها في مرحلة طفولتها تنعكس عليها، لتعد أنها أسلوب حياة، كما أن التفريق بين الأبناء قد يكون سببًا في الغيرة، إلى جانب أن هناك عوامل دينية كالغيرة على العرض، وهذه خاصة بالمرأة أكثر".

ولفت أبو ركاب إلى أن من عوامل غيرة الرجل عوامل إنسانية، فكلما كان الشخص أقل عمرًا كان أشد في الغيرة.

وتابع حديثه: "ولا تعد الغيرة قلة عقل، وإنما تأتي من باب الحب والخوف، ولكنها في حال زادت عن حدها فإنها تدخل في مفهوم المرأة والرجل عن ذاتها وشخصيتها ومدى ثقتها بنفسها، فإذا فقدت ثقتها بنفسها زادت الغيرة داخلها".

ونبه أبو ركاب إلى أنه لولا غيرة المرأة على الرجل لاتخذ خطوات سلبية، فالغيرة الطبيعية التي تكون وفق حدود ونطاق معين تضع للرجل قواعد للسير عليها، ويعدّ هذا النوع من الغيرة وفق الحد الطبيعي من العوامل الصحية في التعامل مع الزوج، كما أنها تشعره بالحب.

ولكن إذا وصلت إلى حد التشكيك والمراقبة القاتلة، فإنها تصبح من ضغوطات الحياة التي من شأنها أن تؤثر في طبيعة العلاقة، وزيادة المشاكل والتوتر في الحياة الزوجية، كما أن وجود المرأة في ظل مجتمع من الصديقات والأقارب واستماعها القصص، ونقل كل واحدة منهن تجربتها السيئة ومحاولة إسقاطها على الأخريات لتزيد من غيرتها على زوجها، ولكن الأمر يحتاج إلى وسطية بعيدًا عن الشدة، من خلال زيادة ثقتها بنفسها، والوعي الذاتي، وفق حديثه.

واستكمل أبو ركاب: "كما أن الغيرة عند الرجال مرتبطة بخبرات حياتية، ولكنها غير مفعلة بذات الدرجة عند المرأة، كما أنها تتعلق بجانب العنفوان وطبيعته الشخصية، فتبقى غيرة الرجل غير موقفية أي أنها مبنية على موقف، ولكنها قوية قد تعيق سعادة المرأة، وغيرته تعدّ طريقة للتحكم بالعلاقة الزوجية، أما غيرة المرأة ففي الغالب غيرة قاتلة وتراكمية من خلال مواقف أخرى، وتحاول المرأة بشتى الوسائل منع زوجها من الالتقاء ببعض الناس".

وأخيرًا أشار إلى أن غيرة المرأة مبنية على الجانب العاطفي والمشاعر والانفعالات، أما غيرة الرجل فهي ناتجة عن ردة فعل سلوكية، وفي حال سيطرت الغيرة على المرأة فإنها لا يمكن تناسيها.