طبعت بلدية الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، مؤخراً، نسخاً محرفة عن المنهاج الفلسطيني للمراحل الدراسية من الأول الابتدائي وحتى الأول الثانوي، في خطوة"خطرة" تختلف عن إجراءاتها الرامية لتحريف المنهاج الفلسطيني التي اتخذتها خلال السنوات السابقة.
وبحسب مسؤولين في قطاع التعليم بالقدس المحتلة تحدثوا لصحيفة "فلسطين" فإن التزوير شمل تحريف وتغيير النصوص وطباعة نصوص أخرى جديدة لا علاقة لها بالنص الأصلي للمنهاج الفلسطيني، بهدف فرض المنهاج الإسرائيلي.
ومن بين التغيّرات في النسخة "المزورة" حذف واجهة الكتاب الأساسية، والكوفية الفلسطينية، والعلم الفلسطيني، وشعار السلطة، وفي داخل الكتاب شُطب العلم الفلسطيني من أي صورة أو موضوع، وشطب كل ما له علاقة بالنضال الوطني.
كما تضمنت التغيرات إضافة مواد جديدة تتحدث عن "التعايش"، ومواضيع أخرى تتحدث عن إجراءات دولة الاحتلال في محاولة لإظهار أنها "ديمقراطية"، فضلا عن وضع الأسماء العبرية على المدن الفلسطينية.
إجراء خطير
مدير التربية والتعليم بالقدس المحتلة سمير جبريل حذر من خطورة تزوير الاحتلال المنهاج الفلسطيني هذا العام، لاختلافه عن إجراءاته في الأعوام السابقة، ووضعه نصوصا جديدة لا علاقة لها بالنص الأصلي.
وعد جبريل في حديثه لصحيفة "فلسطين" ما يقوم به الاحتلال تزويرا واضحا هدفه تشويش الطلبة، تمهيدا للتشكيك بالمنهاج الفلسطيني وفرض المنهاج الإسرائيلي على المقدسيين وفرض السيادة الكاملة على المدينة المقدسة بشكل عام.
وشدد جبريل على ضرورة توعية الأهالي وتعريفهم على النسخة الأصلية وتمييزها عن المزورة بالتوجه لمختصين، مبينا أن النسخة المزورة تحمل أشكال النسخة الأصلية كافة، مع حذف العلم الفلسطيني، وشعار السلطة الفلسطينية، من بعض الكتب وأخرى تركها الاحتلال كما هي، لزيادة حيرة الأهالي والطلبة وعدم تعرفهم عليها.
ونبه إلى أن الخطورة بالنسخ المزورة تتمثل بوجود نصوص خارجية عن كل ما يهدف إليه المنهاج الفلسطيني، مثل تغيير اسم حائط البراق إلى حائط "المبكى"، ووضع أسماء عبرية على الخرائط دون مراعاة المنهاج الأصلي.
وأشار جبريل إلى أن الاحتلال بدأ بتوزيع نسخة المنهاج "المزورة" قبل أسبوعين، واستهدف المراحل الدراسية من الأول حتى العاشر، لافتا إلى أن وزارة التربية والتعليم "اكتشفت التزوير وشكلت لجانا وفريقا كاملا لدراسة كل التغيرات والتعريفات الجديدة التي أدخلها الاحتلال على الكتاب، وسنعلنها حينما ينتهي عملها لفضح الاحتلال".
إجراء جديد
من جانبه بين رئيس اتحاد أولياء مدارس القدس زياد شمالي أن بلدية الاحتلال تعيد طباعة كتاب المنهاج الفلسطيني في مطابعها وعلى نفقتها كل عام، وفي السنوات السابقة كانت تشطب المواد التي لها علاقة بالانتماء والتاريخ الفلسطيني وقصائد الحرية والشهداء والأسرى وأي موضوع يتحدث عن النضال الفلسطيني، وتترك الصفحة فارغة دون وضع مادة تعليمية، لكنها في هذا العام وضعت مادة إضافية.
وقدر شمالي في حديثه مع صحيفة "فلسطين" عدد المدارس التعليمية الفلسطينية، تحت مظلة بلدية الاحتلال بالقدس، نحو 250مدرسة، يدرس فيها نحو 45 ألف طالب وطالبة، في حين يبلغ عدد مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" 7 مدارس.
وأوضح أن المنهاج سيسبب إرباكا لدى الطلبة خاصة الأشقاء الذين يتوزعون بين مدارس الاحتلال والأوقاف، من حيث اختلاف مضمون الكتاب مع أن المادة واحدة.
وعن طرق مواجهة التزوير الإسرائيلي، لفت إلى أن اتحاد أولياء الأمور يوزع قبل بداية كل عام دراسي النسخة الأصلية مجانا على الطلبة، وأنه هذا العام وزع "النسخة الأصلية "على نحو 35 ألف طالب.
واستدرك: لكن بلدية الاحتلال بعدما توزع نسختها المحرفة، تقوم بمساومة وتهديد الطلبة بعدم إحضار كتاب المنهاج الذي وزعته التربية والتعليم، مشيرا إلى أن بلدية الاحتلال تأخرت 30 يوما بعد افتتاح العام الدراسي في توزيع الطبعة "المحرفة"، الأمر الذي كشفه المعلمون المقدسيون.
ويعتقد شمالي أن الخطوة الإسرائيلية تهدف للقضاء على المنهاج الفلسطيني، لتصبح جميع المدارس تابعة لبلدية الاحتلال في القدس.