فلسطين أون لاين

​تهاني أبو صلاح أصغر طالبة دكتوراة في فلسطين

...
صورة أرشيفية
غزة/ نسمة حمتو:

لم يكن اختيارها لتعلم اللغة العربية عبثًا، فهي كانت تدرك بأننا كمسلمين يجب أن نحافظ على اللغة العربية من الضياع، ونكون على وعي تام بما يحيكه الغرب من نهب للتراث، وسرقة للجهود، وتشتيت للمناهج القائمة عليها اللغة، لذا اختارت اللغة العربية كواجهة لها؛ تحقق من خلالها حلمها بالوصول إلى أعلى مرتبة علم في هذه الدراسة.

تحقيق الحلم

الشابة تهاني أبو صلاح (25 عامًا) والتي تمكنت من إنهاء دراسة البكالوريوس في ثلاث سنوات ونصف السنة فقط، وهو ما دفعها من فورها للتسجيل في برنامج الماجستير في اللغة العربية، وبعد نيلها الماجستير، التحقت ببرنامج الدكتوراة لتصبح أصغر طالبة دكتوراة على مستوى فلسطين.

أبو صلاح قالت لـ"فلسطين" عن حلمها في دراسة اللغة العربية: "إنّ اختتام مرحلة بكالوريوس الآداب في ثلاثة أعوام ونصف العام لم يُشكل نهاية الأفق عندي فأكملت العام بالتأهيل التربوي".

وأضافت: "تواصل العزم بالعزم لدَقّ أبواب الدراسات العليا، فكانت رحلة الماجستير قصيرة جدًا لأقل من عامين"، وتحدثت عن ذلك بقولها: "شرعت بالمقابلة للحصول على موافقة الالتحاق ببرنامج الماجستير، فكانت المفاجأة باندلاع حرب عام 2014م التي كانت الحدّ الفاصل والاستراحة الأكثر جهدًا بين أعوام الدراسة الجامعية لي".

لكنها بعد انتهاء الحرب حصلت على قبول الالتحاق بالماجستير في اليوم التالي للتهدئة، فأكملت خطواتي –كما قالت- بسرعة تتجاوز جهد متسابق بخيله، ففي الوقت الذي كانت فيه الملتحقات يُسجلن مساقين وثلاثة كنت أسجل أربعة، ولأقل من عامين اجتزت المساقات حتى أمسكَت بناصية رسالة الماجستير المعنونة بـ"الشعر الفلسطيني المقاوم في القرن الحادي والعشرين"".

وتابعت: "وما أخرني للتقديم في برنامج الدكتوراة حينها أنه لم يكن متاحًا للطالبات ما أثر في بناء الطموح، ولكن بفضل الله افتُتِح، والتحقت بالبرنامج وأنهيت ثلاثة فصول وسأتطرق لبدء الرسالة الفصل القادم".

تميَّز بانضمامك

وتابعت أبو صلاح حديثها: "ممتنة جدًا للجامعة الاسلامية التي أفتخر أنَّ شهاداتي البكالوريوس والتربية والماجستير وحاليًّا الدكتوراة منها، إنها جديرة حقًّا بإطلاق هاشتاج تميز بانضمامك".

وأكدت أبو صلاح أنها تعتز بوطنها فلسطين ومدينة غزة التي درست فيها ولم تلتحق بجامعات الخارج ولن تفكر لبرهة بأن تخرج من هذه الأرض المباركة.

وعن سبب تفوقها في اللغة العربية، قالت أبو صلاح: "أمي علمتني النحو وقواعده في المراحل المدرسية، فأتقنتها قبل الجامعة، وهذا ما دفعني للتفكير في دراستها والتميز فيها أكثر".

وأضافت: "إنهاء المراحل الجامعية بمدة أقل من الوقت المعتاد كان له الأثر في تسارع الزمن مع اللقب، والوصول إلى الدكتوراة يعدّ نهاية المراحل الدراسية لكنه بالنسبة لي يُعد بداية"، موجهة كلمة لكل حملة الشهادات: "لا تغلقوا أبواب الفكر، ولا تقفوا عزائم الإبداع، لا تكونوا كمَن يرضى بالغنيمة بالإياب".

واقع صعب

وتابعت حديثها: "إن كان الواقع صعبًا على العصفور في بلد مليئة بالأحداث مثل بلدنا، وقطع الكهرباء، وأحيانًا حتى الماء، والصعوبات التي تواجهنا لا يمكننا أن نعزل أنفسنا عن التأمل بها، لكن لنجعل هكذا معوقات خلفنا لتدفع بنا إلى الأمام لتكن أسبابًا للنجاح لا ذرائع للفشل".

أبو صلاح عدّت أن الحصول على وظيفة حق لكل خريج لكن الواقع صعب والمجتمع محاصر فلا سبيل ليكون ذلك العجز وقلة القيمة أن تنقص من المقام.

ومضت بالقول: "تأثرت كما كل من يتنفس تضحية على هذه الأرض، لكن لم أحصل على أي وظيفة ولا أي منحة، وواصلت وجعلت هدفي النفع من علمي، واشتركت في العديد من المؤتمرات والأيام الدراسية، وشاركت في نشر كتاب دراسات نقدية في أدب الأسرى".

البحث عن عمل

وزادت: "مع أني أفتخر بأن شهاداتي من الجامعة الإسلامية، إلا أنها نقمة عندما أذهب لأقدم لوظائف في الجامعات يقولون اذهبي لجامعتك توظفك، ولم أحصل على أي وظيفة رغم محاولاتي العديدة وأوراقي الموجودة في أدراج المؤسسات التعليمية كحال حاملي الشهادات والكفاءات والخبرات من أبناء هذا الشعب المعطاء".