فلسطين أون لاين

​أشرف نعالوة يُدوّخ (إسرائيل) على خطى الشهيد جرار

...
صورة أرشيفية
طولكرم– غزة/ خضر عبد العال:

شكّل منفذ عملية إطلاق النار في المنطقة الصناعية "بركان" بمستوطنة أرئيل شمال الضفة الغربية المحتلة بقدرته على التخفي والمناورة منفرداً، هاجساً مرعباً لجيش الاحتلال الإسرائيلي، كونه لا يزال حراً طليقاً.

ويدخل اليوم المطارد الفلسطيني أشرف نعالوة (21 عاما) في يومه الرابع عشر في رحلة المطاردة، بعد تنفيذه عملية إطلاق نار في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قَتَل خلالها مستوطنَيْن إسرائيليَّيْن وأصاب آخر بجروح خطيرة.

ويثير بقاء نعالوة مطارداً المخاوف لدى ضباط الاحتلال وقادته خشية تنفيذه عمليات أخرى، أسوة بالشهيد أحمد نصر جرار الذي طاردته وحدات الاحتلال الخاصة نحو ثلاثين يوما في يناير/ كانون الثاني الماضي.

5 محاولات فاشلة

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: إن قوات الاحتلال الإسرائيلي فشلت أمس، في اعتقال المطارد نعالوة، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الخامسة التي يفشل فيها الاحتلال في اعتقاله.

وحاصرت قوات كبيرة من جيش الاحتلال في ساعات الصباح الأولى مدرسة "علي نايفة" في ضاحية شويكة في مدينة طولكرم، حيث اعتقدت أن نعالوة موجود داخلها.

ونادى جنود الاحتلال عبر مكبّرات الصوت في محيط المدرسة على المطارد لتسليم نفسه، لكنه لم يكن بداخلها.

وكثّفت قوات الاحتلال اقتحاماتها المتكررة في جميع مناطق الضفة المحتلة، وخصوصًا منطقة الشويكة ومحافظة طولكرم بحثًا عن نعالوة على مدار الأسبوعين الماضيين.

ضغط وتهديد

ومارست سلطات الاحتلال ضغوطات عدة على عائلة المطارد، في محاولة تهديد وضغط من أجل تسليم نفسه، أبرزها اعتقال والديه وبعض إخوانه وأخواته وأصدقائه المقربين، عدا عن إخطارها بهدم منزل العائلة في قرية شويكة بطولكرم.

ومددت محكمة الاحتلال العسكرية في جنين الخميس الماضي، اعتقال وفاء محمود مهداوي (٥٤ عاماً)حتى يوم ٢٤ من الشهر الجاري، بتهمة أنها والدة المطارد، في إطار الضغط على نجلها من أجل تسليم نفسه، مثلما فعلت مع شقيقته فيروز التي تخضع للتحقيق هي أيضا دون وجود أي تهم أمنية.

ووزع جيش الاحتلال ليلة أول من أمس، منشورات على سكان قرية الشويكة، تحذرهم من التعامل أو المساهمة في إخفاء الشاب نعالوة.

وسخر المواطنون من الاحتلال وطرقه الخبيثة في ملاحقة المقاومين، عادّين المنشورات التي وزعها لا تساوي الحبر الذي كتبت فيه.

وأطلق نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي سلسلة إرشادات لحماية المطاردين، من بينها الدعوة لعدم بث إشاعات العدو أو دعايته في ملاحقة المقاومين، وخاصة التي تهدف لكشف معلومات عن المطارد وتحركاته.

واحتشدت أعداد كبيرة من المواطنين مساء أول من أمس، في ساحة منزل عائلة نعالوة ومدخله، تأكيداً على الالتفاف الشعبي حول العائلة.

وقال عضو المجلس التشريعي حسن خريشة: إن "الوقفة الشعبية تعبر عن وقوف المجتمع مع المقاومة ودعمها"، مشددًا على أن من عادة الشعب الفلسطيني إكبار مقاوميه وتكريمهم.

التنسيق الأمني

من جانبها تواصل أجهزة الأمن التابعة للسلطة في الضفة الغربية المحتلة تعاونها الأمني المشترك مع الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة الوصول إلى المطارد نعالوة تحت مظلة "التنسيق الأمني".

وذكرت الإذاعة العبرية الرسمية أن أجهزة أمن السلطة تشارك في الجهود المبذولة لإلقاء القبض على منفذ عملية إطلاق النار في مستوطنة "بركان".

وفي السياق قال المحلل العسكري اللواء يوسف الشرقاوي: "ليس جديدا على أجهزة أمن السلطة التزامها بالتنسيق الأمني، فهو لم يتوقف منذ اتفاقية أوسلو، كما أن (إسرائيل) لا تعده تعاونا بينها وبين السلطة، بل إن فكرتها أعمق من ذلك بكثير".

وأضاف في حديث مع فلسطين أن "التنسيق الأمني يجري بين صديقين وليس بين احتلال وشعب يقبع تحته، فـ(إسرائيل) مصرة على إذلال الفلسطينيين وكسر شوكتهم، وأجهزة السلطة حين تنسق أمنيا فهي تكسر شوكة شعبها وتمسح وعيه".